العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ

البحرينيون يوحدون الشعار... لبنان في الوجدان

مشاهد العدوان الصهيونس ترسم خريطة التضامن

في بيوت البحرينيين، حال من أكثر حالات التبهل روحانية: تصدح الحناجر بالدعاء لنصرة المجاهدين الذين يقفون بكل بطولة وبسالة في وجه العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان، وتتلى آيات القرآن الكريم تبركاً لاستجابة الدعاء ونصرة للقضية العادلة... أما في الشوارع، فالحال تنتقل من مشهد الى مشهد، لكن الشعب البحريني، بكل أطيافه وانتماءاته المذهبية، يهب متضامناً بقناعة تامة، وإذا كانت الحال لا تسعف بتقديم ما تيسر من المال ضمن حملات التبرعات المشرفة، فإن الحناجر تعلن الموقف والأيدي ترتفع... تلوح تارة وتحمل علامة النصر تارة في اعتصامات ومسيرات ومهرجانات تلون المواقف الصادقة حقيقة التضامن والدعم والمساندة ورفض الهمجية الصهيونية والإمبريالية الأميركية بلون واحد: لبنان في الوجدان، كما بقيت الأراضي المحتلة في فلسطين، ماثلة في وجدان التضامن البحريني الفذ.

وترسم مشاهد العدوان الإسرائيلي البشعة التي تنقلها الفضائيات خارطة التضامن، ليس من باب تلقي التأثير عبر نشرات الأخبار، ولكن لحقيقة الكيان الصهيوني ذو الميول التوسعية والتدميرية، فوسائل الإعلام تتنوع، غير أن البحرينيين يتابعون التفاصيل مهما صغر حجمها كنتيجة طبيعية لخطورة الأوضاع التي يعيشها لبنان الأبي، تماماً كما يصف البحرينيون أنفسهم الدور الإعلامي الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة في توحيد الخطاب ودعم المقاومة الإسلامية والتصدي لكل المحاولات المثيرة للتخاذل وبث اليأس، وكما يصف قراء «الوسط» فإن المنهج الذي اتبعته هذه الصحيفة أثبت وجود كلمة حرة تدعم قضايا الأمة بكل شرف... وأي شرف أعلى وأنيل من شرف الكلمة الصادقة.

على مدى ثلاث ليال، كان آخرها مساء أمس إذ اختتم مهرجان «لبيك يا مقاومة» بليلة إنشادية شاركت فيها فرق إنشادية بحرينية وخليجية، هتف الآلاف بصوت التأييد والدعم لصمود ومقاومة لبنان البطولة والإباء، ورفضوا بشكل قاطع محاولات بعض السفارات الأجنبية للتأثير على الإعلام ودعوة الصحافة لعدم نشر الصور التي تفضح الوحشية والهمجية الإسرائيلية الصهيونية وتكشف تآمر دول كبرى كأميركا وبريطانيا، بل حتى هيئة الأمم المتحدة ضد الأمة العربية والإسلامية.

وحشية إرهاب الدولة

ولا يختلف اثنان، على صدقية مواقف الشعب البحريني الداعمة للصمود اللبناني، فالمشاركون في مهرجان «لبيك يا مقاومة» عبروا عن مشاعر صادقة تجاه الشعب اللبناني الذي يمر بظروف هي من أشد الظروف تحت وطأة الاعتداءات الصهيونية الغاشمة التي ما فتأت تدمر هذا البلد الحبيب، فيقول عبدالله الساري، عضو اللجنة المنظمة أن هذه المشاركة الضخمة من أطياف الشعب البحريني تقدم صورة حقيقية للتضامن التام مع الشعب اللبناني، ويقول إن الدمار الذي تحمله ترسانة الأسلحة الأميركية المهداة الى الصهاينة ألهب قلوب العالم الذي لايزال يحمل بين جنباته ضمير الإنسانية النابض، ويصف شعوره حينما شاهد الآباء وهم ينتشلون شهداء مجزرة قانا الثانية من الأطفال والصبية والنساء والرجال والنساء بالقول: «لم أتمالك نفسي وجهشت بالبكاء، حتى أن كل أفراد أسرتي ممن كانوا يشاهدون تلك اللحظات الفجيعة بكوا ألماً وحزناً»، لكن مشاعر الألم والحسرة تلك يترجمها أهل البحرين عبر صور متعددة من التضامن الذي سيستمر إن شاء الله لتحقيق النصر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى، فوحشية إرهاب الدولة التي تمثلها الدولة الصهيونية وتدعمها الغطرسة الأميركية سقطت أمام عزيمة المقاومة الإسلامية.

الصور تنطق بالألم

وتقول استشارية الأمراض الجلدية سميرة المتروك واصفة ذلك العدوان الهمجي إنه عدوان على الإنسانية، لكنها حين ترى صور الدمار والدماء والخوف والمأساة، فإنها تشعر بالفخر من جهة أخرى، لهذه الروحانية والصمود والمعنويات العالية للشعب اللبناني كصدق لحبه الكبير لوطنه... فالصور التي تنطق بالألم، تنطق في الوقت ذاته بمعاني التضحية والإباء في وجه عدو يوصف بأنه لا يهزم، لكن عزيمة المقاومة الإسلامية قدمت للعالم حقائق عرفها جيداً من خلال الوحدة الوطنية داخل لبنان وكذلك في الأراضي الفلسطينية، فيما كانت حقيقة التضامن العربي الذي توحدت عليه شعوب العالم العربي والإسلامي أوصل إلى العالم رسالة مفادها أن هذه الأمة ترفض الكيان الإرهابي المجرم.

الكتابات المغرضة... مكشوفة!

وبصوت غاضب، يتحدث الأستاذ الجامعي السعودي سعيد القلاف ليحذر الناس من الكتابات المغرضة التي يحاول بعض الكتاب للأسف عبرها خداع الناس وبناء حدود طائفية كريهة ليقف مؤيداً الكيان الصهيوني ومحاولاً التقليل من شأن المقاومة الإسلامية معتقداً أنه بذلك يسهم في إضعافها! لكن تلك الكتابات، وهي قليلة ولله الحمد، مكشوفة ومرفوضة! ويقول: «أي عين تتحمل مشهد أجسام الأطفال الصغيرة المقطعة؟ أي قلب يقوى على رؤية قرى ومناطق سكنية آمنة تتدمر ويتشرد أهلها لا لذنب إلا لأنهم صامدون ومرتبطون بترابهم الوطني؟ أي ضمير تحمله بعض الصحف العربية التي تنشر الفتاوى الباطلة وتحاول تأليب الناس ضد مقاومة شريفة لا تحمل طائفة شيعية ولا تمثل شعب لبنان ولكنها تمثل الأمة قاطبة»، داعياً بالنصر والفوز لأبطال المقاومة الإسلامية والى الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله الذي أثبت لكل العالم، أنه رجل سلام حقيقي، لكنه رجل حق لا يخضع للذين يريدون تدمير الأمة وبيعها للإرهاب الأميركي والصهيوني.

لا لإملاءات السفارات

وحيا المواطنون الذين شاركوا في حملة جمعية مناهضة التطبيع ضد العدو الصهيوني موقف «الوسط» ومواقف الصحافة الوطنية الشريفة التي رفضت إملاءات السفارة البريطانية بعدم نشر صور الدمار والقتل والإرهاب الصهيوني، مؤكدين أن هذه المحاولة اليائسة تكشف صلافة الداعمين للكيان الغاصب واعتقادهم أن شرف الكلمة يسقط أمام إملاءاتهم، وأجمع أعضاء في اللجنة العليا لدعم صمود الشعب اللبناني على أن المجتمع البحريني بأسره سيمضي قدماً في رفع راية التضامن والتأييد ولن يكون في هذا البلد الكريم من يبيع ضميره لتتلطخ يداه بدماء الشعب العربي في لبنان وفلسطين، ويكون مشاركاً في حملة التصفية العرقية وتحطيم الهوية العربية الإسلامية.

مع الأمهات والثكالى والصامدين!

أطفال وأمهات جمعية المستقبل ينحنون اجلالاً وإكباراً لصمود الشعب اللبناني، فالكثير من الأمهات البحرينيات والمقيمات وأطفالهن قدموا رسالة حب الى الأمهات والثكالى والصامدين في لبنان قائلين: «أطفالكم أطفالنا، وكلنا معكم»، فالمجازر التي ترتكبها الصهيونية العالمية في لبنان هي مجازر كل بيت عربي إسلامي ومجزرة لكل أم وطفل وأسرة وعرق عربي ينبض بالحب للأوطان، وتشير رئيسة جمعية رعاية المبدعين فاطمة الناصر الى أن كل المشاهد والصور التي تدخل بيوتنا ما هي الا طعنات في قلوبنا تدميها لينطلق العزم والإصرار على الصمود وتأييد قضية الشعب العربي العادلة، معبرة عن سرورها لما يشهده المجتمع البحريني من عطاء وبذل وصدق في الوقوف الى جانب الشعب اللبناني، وكذلك الشعب الفلسطيني في هذه المحنة التي ستنتهي بعون الله بالنصر على العدوان الجائر وأقطابه

العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً