العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ

السنيورة يذرف الدموع وينجح في الحصول على دعم عربي لخطته

إقرار مبدئي لعقد قمة طارئة تعقد في مكة السبت... ووفد عربي يطير إلى نيويورك

بيروت، نيويورك - أ ف ب، د ب أ 

07 أغسطس 2006

نجح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس في الحصول على «الدعم الكامل» لوزراء الخارجية العرب لخطته الهادفة إلى حل الوضع القائم في لبنان منذ 12 يوليو/ تموز، في إجماع عربي نادر. وأوفد المؤتمر الذي عقد في بيروت وفداً لنيويورك لعرض وجهة النظر العربية، وأبدت السعودية استعدادها للدعوة إلى قمة عربية طارئة في مكة، ومن المزمع أن يعقد مجلس الأمن اليوم (الثلثاء) اجتماعا بشأن الأزمة.

وأعلن السنيورة في مؤتمر صحافي عقده بعد مغادرة وزراء الخارجية العرب، أن المؤتمر يمكن أن يتلخص بثلاث نقاط هي «الدعم الكامل للنقاط السبع التي طلبناها». اما النقطة الثانية فتتمثل في إيفاد وفد من الجامعة مؤلف من الأمين العام عمرو موسى ووزيري خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد للسفر فورا إلى نيويورك لعرض وجهة النظر العربية «المؤيدة للبنان». والنقطة الثالثة هي «التوجه إلى مجلس الأمن وتنبيهه من مغبة اتخاذ قرارات لحلول غير قابلة للتنفيذ وتعقد الوضع على الأرض ولا تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان ووحدته واستقراره والتي عبر عنها برنامج النقاط السبع».

وأبدى السنيورة ثقته بان مجلس وزراء الخارجية العرب «سيكون له دور في عملية الإقناع ومحاولة التصويب المطلوبة في قرار مجلس الأمن بما يؤدي إلى تحقيق المطالب اللبنانية لا سيما فيما يتعلق بتحرير الأرض وبسط سلطة الدولة اللبنانية كاملة» على أراضيها.

وتنص خطة السنيورة التي تبنتها الحكومة، إضافة إلى وقف فوري لإطلاق النار، على انسحاب «إسرائيل» من المواقع التي تمركزت فيها في جنوب لبنان منذ 12 يوليو/ تموز ووضع مزارع شبعا المتنازع عليها تحت سلطة الأمم المتحدة.

وينص مشروع القرار الفرنسي - الأميركي الذي يناقشه مجلس الأمن على «وقف كامل للأعمال الحربية يقوم خصوصا على وقف فوري لكل هجمات حزب الله وكل العمليات العسكرية الهجومية من جانب (إسرائيل)». وطلبت الحكومة اللبنانية تعديل مشروع القرار لجهة إضافة الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بعد وضع حد للأعمال الحربية.

وكان السنيورة ألقى كلمة مؤثرة لدى افتتاح المؤتمر توقف مرتين خلال إلقائها للحظات طويلة بعد أن خنقته الدموع ودعا فيها العرب إلى «موقف تضامني ثابت وحاسم يسهم في وضع لبنان على طريق السيادة والسلامة».

وقال السنيورة في كلمته إن الخطوات المطلوبة من الحكومة اللبنانية يجب أن تحصل في وقت متزامن. وعدد هذه الخطوات بـ «تحرير الأرض بما في ذلك مزارع شبعا وتبادل الأسرى ونزع الألغام والعودة إلى اتفاق الهدنة للعام 1949 معدلة إذ الضرورة وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني في الطائف ما يؤدي إلى ذهاب الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها (...) بحيث لا يكون هناك من سلاح غير سلاح السلطة الشرعية اللبنانية».

وقال إن هذا الحل «لا يبدو عسير التحقيق فهو لا يطلب أكثر من حق لبنان في تحرير أرضه وحق السلطة في بسط سلطتها على أرضها (...) ولكنه صعب على رغم ذلك وتأتي صعوبته من صعوبة إقناع المجتمع الدولي به بحيث ينعكس في القرارات الدولية».

وأضاف «نحن نحتاج إلى دعمكم كما دعمتم وتدعمون جهود الإغاثة من أجل ضمان التنفيذ». وأشار إلى أن «وقف إطلاق النار متعلق أيضا بـ (إسرائيل) التي لا تعجبها كل نقاط البرنامج. وهذا أمر إضافي يحتاج المجتمع الدولي إلى اقتناع به وعمل ملمحا للسير فيه».

ومن جهة ثانية، أعلن السنيورة ردا على سؤال عن لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن «هناك تقدما حاصلا في بعض المسائل الأساسية فيما يتعلق بوجهة نظرهم (المسئولين السوريين) بالنسبة إلى وجود قوات دولية في مزارع شبعا ولا مانع لديهم على الإطلاق في ذلك». وقال إنهم «يؤيدون أيضا النقاط السبع للحكومة اللبنانية».

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمة ألقاها أثناء المؤتمر الوزاري «إنني مفوض أن أعلن أن حكومة خادم الحرمين الشريفين مستعدة ليس فقط لحضور قمة عربية طارئة فحسب بل وللدعوة إليها على أرضها في مكة وذلك في الوقت الذي يتفق عليه قادة الدول العربية». وتابع أن المملكة «لا تضع شروطا مسبقة للقمة، وكل ما تأمله وتطلبه هو أن يأتي انعقادها بعد إعداد وتهيئة جيدة لها».

وقال موسى لدى مغادرته السراي الكبير متوجها إلى مطار بيروت انه «تم إقرار مبدأ عقد القمة، إلا أن الأمر يحتاج إلى تحضير». وقال مصدر وزاري عربي إن مجلس وزراء الخارجية العرب فوض موسى القيام بالمشاورات اللازمة لعقد قمة عربية تنتهي بنتائج عملية. وقال إن موضوع عقد القمة نوقش في جلسة المشاورات التي اقتصر حضورها على رؤساء الوفود وموسى والسنيورة والتي سبقت المؤتمر. وتم التداول خلال هذا الاجتماع في جدوى عقد القمة وما إذا كانت ستعقد في مكة يوم السبت المقبل.

وإلى ذلك، أعلن مندوب قطر لدى الأمم المتحدة عبد العزيز الناصر، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة عامة بشأن النزاع في لبنان اليوم (الثلثاء) بحضور عدة وزراء عرب.

وكان المجلس أرجأ التصويت على مشروع القرار الفرنسي- الأميركي وذلك لإدخال تعديلات عليه. وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جان مارك دو لا سابليير إنه سيجرى تعديل مشروع القرار ليأخذ في الحسبان اعتراضات الحكومة اللبنانية. وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن المجلس يشعر بالقلق إزاء عدم رضا الحكومة اللبنانية على مشروع القرار الذي طرحته الولايات المتحدة وفرنسا.

ومن جانبه قال الرئيس الأميركي جورج بوش انه يريد صدور قرار للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن للتصدي للازمة اللبنانية الإسرائيلية ووقف العنف. وقال للصحافيين «سنعمل مع الشركاء لوضع القرار في أسرع وقت ممكن». وأضاف «أتفهم أن الفريقين (إسرائيل ولبنان) لن يوافقا على جميع أوجه القرار، لكن النية وراء القرارين (الذي وزع وآخر سيصاغ في وقت لاحق) هو تعزيز الحكومة اللبنانية».


المؤتمر لم يدعم طلب سورية إدراج تحية إلى حزب الله

بيروت - أ ف ب

لم تلق مطالبة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إدراج «تحية إلى حزب الله» استجابة في مقررات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أمس في بيروت.

ورداً على مطالبة المعلم بذلك، رد عليه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قائلاً: «وزراء الخارجية العرب جاءوا إلى هنا لدعم موقف لبناني موحد»، كما ذكر أحد المشاركين في الاجتماع المغلق، وأشار المصدر إلى أن المعلم أصر على مطلبه لكن سائر وزراء الخارجية وقفوا صفاً واحداً إلى جانب السنيورة.

يذكر أن المعلم أدلى أمس الأول بتصريحات عدة عقب وصوله إلى لبنان ووجه المديح لحزب الله ومقاومته. ويتمتع حزب الله بدعم سورية وحليفتها إيران

العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً