العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ

لبنان... لحظة الحقيقة لبوش

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

في واشنطن العاصمة، يجد الرئيس بوش نفسه اليوم ينظر إلى ميراث يضم عالماً ازداد فيه العداء لأميركا بشكل أساسي بين أصدقاء أميركا وأعدائها على حد سواء.

الإرهاب سيكون قد نما بدلاً من أن يتراجع وستكون أميركا نفسها غارقة في العراق وأفغانستان، غزة، والآن لبنان توفران لإدارة الرئيس بوش فرصة رئيسية لإظهار قيادة عالمية والتزامها المعلن بنشر الديمقراطية عن طريق تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي عبارات وسياسات استخدمتها إدارة الرئيس بوش حتى الآن لإضفاء الشرعية على غزو العراق واحتلاله بقيادة الولايات المتحدة. المحزن أن الإدارة اختارت حتى الآن أن تكون جزءاً من المشكلة وليس الحل.

من شمال إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا كما أظهرت مؤشرات استطلاع أجرته مؤسسة غالوب، الغالبيات الساحقة (91 - 95 في المئة) قالت إنها لا تصدق أن الولايات المتحدة جديرة بالثقة أو الصداقة أو أنها تعامل الدول الأخرى باحترام أو أنها تهتم بحقوق الإنسان في الدول الأخرى، خارج العراق هناك اتفاق بواقع 90 في المئة بين المسلمين بأن غزو العراق تسبب بضرر أكبر مما تسبب بفائدة.

كيف كان رد الإدارة؟ في عالم أصبح فيه الحرب على الإرهاب الدولي مساوياً في أذهان الكثيرين من المسلمين (وغيرهم) للحرب ضد الإسلام والعالم المسلم أعادت الإدارة تأكيد أهمية الدبلوماسية العامة وقامت بتعيين امرأة موهوبة من المقربين لبوش هي كارين هيوز، وتكلمت عن حرب الأفكار والآراء.

إلا أن رد الإدارة في غزة وفي لبنان أفشل كلاً من صدقية الرئيس والحرب على الإرهاب. لقد أدارت الولايات المتحدة وجهها عن شن «إسرائيل» حربين ضحاياهما الأساسيون المدنيون. وفشلت في دعم وساطة الأمم المتحدة أمام مخالفات واضحة للقانون الدولي واستخدام «إسرائيل» أسلوب العقاب الجماعي وسياسات في غزة اسمتها منظمةlanoitanretnI ytsenmA جرائم حرب. رفضت حتى وقت قريب إبداء أي اهتمام بنداءات وقف إطلاق النار وتدخل الأمم المتحدة واستمرت في توفير المعونة العسكرية لـ «إسرائيل».

لقد أصبحت أميركا، بدعمها غير المشروط لـ «إسرائيل» شريكاً ليس ببساطة في العمل العسكري ضد مسلحي حماس وحزب الله وإنما في حرب ضد حكومات منتخبة ديمقراطياً في غزة ولبنان وهي حليف لأميركا منذ فترة بعيدة. «الرد غير المتكافئ» لأسر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل ثلاثة آخرين نتج عنه موت أكثر من 350 مدنياً حتى الآن ونزوح أكثر من 700,000 ودمار بنية لبنان الأساسية. الهدف الأولي لهذه الحرب مئات الألوف من المدنيين الأبرياء وليس الإرهابيين.

انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان للقصف الإسرائيلي للبنان على أنه «استخدام زائد للقوة» تبعه عنوان كبير في اليوم التالي في «نيويورك تايمز»: «الولايات المتحدة تسرع عملية تسليم القنابل إلى الإسرائيليين». هو من الغرابة أن الصحافيين في العالم العربي يتكلمون عن الحرب الإسرائيلية الأميركية، وبأن قائداً غربياً مسيحياً دينياً سكن لبنان فترة طويلة يتحدث عن «اغتصاب لبنان» أو أنه في جنوب شرق آسيا كما قال أحد المراقبين «الماليزيون يقولون لبوش انس الحرب على الإرهاب، إنه يشعل مشاعر الإرهاب».

لا توجد إجابات سهلة، ولكن كما يناقش جون فول، أثبت الغزو الإسرائيلي للبنان قبل نحو عشرين سنة أن الرد العسكري الهائل ليس حلاً. تحتاج الإدارة إلى أن ترد بالترتيب مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. يجب أن تكون أميركا الرائدة لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار وتسوية متفاوض عليها وكذلك أن تكون مانحة رئيسية في إعادة بناء غزة ولبنان. على رغم أن شيئاً يجب ألا يؤثر على التزام أميركا بوجود دولة «إسرائيل» وأمنها فإن مصالح أميركا الوطنية وصدقيتها ليس فقط في العالم العربي/ المسلم إنما دولياً ستعتمد على قدرتنا بأن «نتصرف كما نتكلم». يجب على السياسة الأميركية ألا تتخذ أية استثناءات، للعرب أو الإسرائيليين، عندما يتعلق الأمر بالاستخدام غير المتكافئ للقوة والحرب التي لا تميز وضحاياها بالدرجة الأولى (القتلى والجرحى والمهجرين) غالبيتهم من المدنيين الأبرياء وليس الإرهابيين، والعقاب الجماعي والمخالفات الضخمة لحقوق الإنسان.

جون اسبوزيتو

أستاذ الدين والشئون الدولية بجامعة جورجتاون الاميركية، والمقال ينشر بالتعاون مع خدمة «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً