العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ

احتدام المعارك في لبنان عشية سريان الهدنة الهشة

الإسرائيليون حاولوا إحراز تقدم وسط مقاومة ضارية لمقاتلي حزب الله

بيروت، القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب 

13 أغسطس 2006

أعلن حزب الله اللبناني أمس أنه يعتقد أن القصف الإسرائيلي المكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت كان يستهدف الأمين العام للحزب السيدحسن نصرالله لكنه أوضح أن أيا من قياداته لم تصب بسوء.

وقال مصدر بالحزب لوكالة الأنباء الألمانية إن أربعة مبان في منطقة الرويس ببيروت دمرت بالكامل. وأوضح أن الإسرائيليين يبدو أنهم حصلوا على بعض المعلومات الاستخبارية الخاطئة بأن نصرالله يختبئ تحت هذه المباني لكنها كانت خاطئة.

وشدد على أنه لم يصب أي من قيادات الحزب فيما بدا أنه أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية منذ اندلاع القتال. وقال شهود عيان إن عشر طائرات إسرائيلية شاركت في القصف فيما تحدثت الشرطة اللبنانية عن 20 انفجارا سمع في المدينة خلال ساعات الظهيرة الأولى.

وتجدد القصف الإسرائيلي مساء على الضاحية، وكان شخصان على الأقل قتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح في قصف بعد الظهر. وتسبب القصف بتدمير ثمانية أبنية ومسجد في مجمع الإمام الحسن في حي الرويس.

وتم انتشال طفلة ورجل من بين الأنقاض بحسب ما أفاد صحافي في وكالة «فرانس برس»، كما نقل سبعة جرحى، هم امرأة وستة رجال، إلى مستشفى القديسة تيريزا القريب.

وخاضت القوات الإسرائيلية معارك مع مقاتلي حزب الله في أرجاء الجنوب عشية سريان هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت أهدافا في أكثر من 50 قرية وبلدة وهو ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في جنوب لبنان وسبعة في سهل البقاع.

وهزت عدة انفجارات بيروت وتصاعد الدخان الأبيض الكثيف فوق الضاحية الجنوبية معقل حزب الله. وأسفر الهجوم عن تدمير 11 منزلا. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن أكثر من 153 صاروخا أطلقها حزب الله أصابت شمال «إسرائيل» فقتل شخص وأصيب 11 آخرون. وأصابت صواريخ وسط حيفا لكن لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى.

وفي لبنان قالت مصادر أمنية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 13 في غارة إسرائيلية على قرية «علي النهري» في سهل البقاع بشرق البلاد.

ولقي خمسة حتفهم بينهم أم وثلاثة من أبنائها عندما تعرض منزل قرب صيدا بالجنوب للقصف كما لقي اثنان حتفهما وأصيب أربعة في قصف شاحنة في سهل البقاع.

كما قتل أربعة عناصر في الجيش اللبناني في قصف للطيران الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش. وقصفت المدفعية مناطق يسيطر عليها حزب الله في الجنوب وقال سكان إن مئات القذائف سقطت على بلدة الخيام معقل حزب الله.

وأصيب ستة أشخاص بجروح جراء غارات عنيفة شنها الطيران الإسرائيلي قبل فجر الأحد في حلبا كبرى مدن عكار في شمال لبنان، وفق مصدر طبي. وقالت الشرطة اللبنانية إن الطائرات الإسرائيلية دمرت جسرين جديدين في سهل عكار يربطان هذه المنطقة بطرابلس، وبسورية.

وأضافت أن المقاتلات الإسرائيلية شنت أربع غارات على جسر في حلبا وعلى جسر أخر في الكويخات التي تبعد ثلاثة كلم عن حلبا. ودمرت الغارات عددا كبيرا من المنازل في حلبا إذ أصيب الأشخاص المذكورون.

وأعلن حزب الله أن قتالا ضاريا دار في عدة أجزاء من المنطقة الحدودية وقال إن مقاتليه دمروا ثلاث دبابات على الأقل وجرافتين. وذكر أن المقاتلين يشتبكون مع وحدة إسرائيلية تحاول الوصول إلى حطام المروحية التي تم إسقاطها مساء السبت.

وفي تطور متصل، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن المقاومة الإسلامية أعلنت أنها أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار فوق بلدة عبا بالجنوب بصاروخ ارض-جو.

كما أعلن حزب الله انه «قتل وجرح» عشرة جنود اسرائيليين خلال تصديه لهجوم إسرائيلي على قرية عيتا الشعب الحدودية. وقال متحدث إن قوتين من سلاح المشاة حاولتا التقدم نحو قرية عيتا الشعب «ولكن مجاهدي المقاومة تصدوا لها».

وأشار إلى أن الجنود الإسرائيليين تراجعوا بعد أن قتل أو جرح نحو عشرة منهم. وكان حزب الله أعلن صباحا انه صد هجوما آخر في المنطقة نفسها. وأضاف أن مقاتليه دمروا دبابتين على الأقل في منطقة الخيام وذكر أن ثلاث دبابات أخرى دمرت في القنطرة بجنوب لبنان.

ووصفت المقاومة اللبنانية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين بدءا من رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية وسواه بأنها تظهر العجز والتخبط واختراع انجازات وهمية لا تمت إلى الوقائع المباشرة بأية صلة.

واعتبر البيان أن الإعلان الإسرائيلي عن عمليات إنزال ضخمة والقيام بعمليات لضرب المقاومة والبحث عن مواقع انتشارها إنما هي محاولات للتغطية على فشل الجيش الإسرائيلي الميداني.

وأدى القصف الإسرائيلي على لبنان حتى يومه الثالث والثلاثين إلى مقتل 1145 شخصا على الأقل وإصابة 3628 بجروح، وفق حصيلة أعدتها «فرانس برس» بالاستناد إلى مصادر رسمية.

وذكرت تقارير إسرائيلية الأحد أن 24 جنديا إسرائيليا قتلوا خلال المعارك التي اندلعت السبت مع مقاتلي حزب الله في الجنوب. وبرر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس الهجوم البري الذي أطلقه بالقول إن هدفه التحضير ميدانيا لانتشار قوة دولية يفترض أن تحل محل الجيش الإسرائيلي. وقال للإذاعة الإسرائيلية «اليوم، نقوم بكل شيء لكي تكون قواتنا حين توقف تقدمها، منتشرة بشكل يمكنها الدفاع عن نفسها بأفضل شكل ممكن»

العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً