العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ

ماذا بعد قرار الأمم المتحدة بشأن الحرب؟

فيما يلي إجابات عن بعض الأسئلة بشأن ما قد يحدث في المرحلة التالية بعد أن أصدر مجلس الأمن قراره لوقف الأعمال القتالية عقب مواجهة مستمرة منذ شهر بين «إسرائيل» وحزب الله...

متى سيتوقف القتال؟

ليس بعد... فعلى رغم ترحيبها بالاتفاق تمضي «إسرائيل» قدما في هجومها باتجاه نهر الليطاني وهو الخط الذي يتوقع أن ينسحب منه حزب الله في إطار القرار. وعلى رغم تبنى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت القرار فذلك لا يعني توقف القتال تلقائيا.

متى ستنتشر قوات الأمم المتحدة؟

يقول دبلوماسيون: إن ذلك سيستغرق عشرة أيام أخرى أو نحو ذلك كي تنتشر قوات الأمم المتحدة والجنود اللبنانيون في جنوب لبنان. عندها ستنسحب القوات الإسرائيلية من منطقة كانوا انسحبوا منها العام 2000 بعد احتلال دام 22 عاماً. وتبدو فرنسا مستعدة لقيادة قوة ويتوقع دبلوماسيون أن تبدأ فرنسا بنشر قوات قوامها ألفا جندي. ويبقى على دول أخرى أن ترفع عدد الجنود إلى 15 ألفاً.

من المنتصر إذن إذاً؟

يقول الجانبان: إنهما حققا النصر. ومازال حزب الله يمسك بالجنديين الإسرائيليين اللذين أدى أسرهما في 12 يوليو/ تموز إلى اندلاع الحرب. وأظهرت الجماعة أن بمقدورها أن تصمد في وجه واحد من أقوى جيوش العالم. وتمكنت من وضع قضية مزارع شبعا على جدول أعمال الأمور المطروحة.

وبموجب القرار فإن «إسرائيل» ستحقق هدفها الخاص بإبعاد حزب الله عن الحدود وأن تحل محله قوات لبنانية وتابعة للأمم المتحدة وسيجعل القرار من العسير على حزب الله الحصول على إمداد جديد من الصواريخ. ويدعو القرار لتنفيذ القرار 1559 الداعي لنزع سلاح حزب الله، ولكنه لا يحدد متى.

وتقول «إسرائيل»: إنها ألحقت أضرارا بحزب الله أكثر بكثير مما تعترف به الحركة.

والمدنيون في الجانبين هم أكبر الخاسرين

على رغم تأكيدات أن «إسرائيل» أبرمت اتفاقاً جيداً بالنسبة لها فإن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الحرب تعرض لانتقادات متنامية. فيعتقد كثير من الإسرائيليين ومنهم ضباط بارزون أن القوات كان لابد من أن تدخل قبل ذلك بكثير وبقوة أكبر بهدف إلحاق ضرر أكبر بحزب الله وللحد من إطلاقه صواريخ على «إسرائيل» حتى لو كان ذلك معناه مقتل مزيد من الجنود الإسرائيليين. ولم تفلح عمليات التسويف التي استغرقت أياما وسبقت قرار مجلس الأمن.

ويدعو بعض الخصوم اليمينيين الذين يعتقدون أنه كان ينبغي أن تحقق «إسرائيل» انتصاراً عسكرياً واضحا إلى إجراء انتخابات جديدة. وتظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد لأولمرت الذي لا يملك مؤهلات عسكرية كتلك التي امتلكها معظم من سبقوه.

ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى حزب الله؟

إن موافقة حزب الله على نشر الجيش اللبناني المدعوم بقوة موسعة تابعة للأمم المتحدة جنوبي الليطاني معناها تقديم الجماعة لتنازل كانت قاومته منذ زوال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان العام 2000. ويتعين على الجماعة أن تجيب على أسئلة صعبة يوجهها لها خصومها المحليون لأن حزب الله أشعل أزمة. وربما يجدد الخصوم ضغطهم لنزع سلاح حزب الله. ولكن الحزب يستمتع بموجة من التأييد في مختلف أنحاء العالم العربي وفي لبنان بسبب النجاحات الميدانية التي حققتها. وربما يكون القصف الإسرائيلي قلص قدرات الحزب العسكرية وربما يؤدي انتشار القوات اللبنانية والدولية في الجنوب إلى تقييد خيارات الحزب، ولكنها ستبقى قوة فعالة ما دامت محتفظة بسلاحها.

ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى الحكومة اللبنانية؟

ستخرج الحكومة اللبنانية قوية من هذه الأزمة إذا نفذ قرار الأمم المتحدة بسرعة وسلاسة. وسيؤدي بسط سلطتها على الجنوب لتعزيز قبضتها، ولكنها ستعمل على جمع المعونات الخاصة بالمدنيين النازحين الذين يريدون إعادة بناء حياتهم. إلا أن استتباعات ما بعد الحرب قد تزيد من التوترات السياسية والطائفية وتهدد الحكومة والتوازن الهش بين المسلمين الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز.

هل ستعود «إسرائيل» وحزب الله للاقتتال؟

تتوقع «إسرائيل» كثيراً العودة للحرب إذا ظل حزب الله مسلحا... حتى لو استغرق الأمر أعواما وسواء بوجود قوات الأمم المتحدة أو من دونها. وتحتفظ «إسرائيل» بالحق في غزو لبنان إذا ثبت أن القوة الدولية غير فعالة.

وإذا انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بالكامل بما في ذلك مزارع شبعا وأنهت اختراق الأجواء اللبنانية وأفرجت عن جميع الأسرى اللبنانيين فسيكون من الصعب سياسيا على حزب الله تجديد مهاجمة «إسرائيل» على رغم أن أي حرب إقليمية تشمل سورية أو إيران من شأنها تغيير أطراف المعادلة.

رويترز

العدد 1438 - الأحد 13 أغسطس 2006م الموافق 18 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً