العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

بعد وقف الأعمال الحربية تأتي مرحلة المساءلة في «إسرائيل»

تواجه حكومة إيهود أولمرت والجيش انتقادات متزايدة في «إسرائيل» تأخذ عليهما إدارتهما للحرب ضد حزب الله وسيضطر للخضوع إلى المساءلة أمام لجنة تحقيق.

ومن الملفت أن الطبقة السياسية ساندت بالإجماع الحكومة طوال الحرب التي استمرت 33 يوماً وكان 97 في المئة من الإسرائيليين مازالوا يعتبرونها الجمعة «عادلة» وفق استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «يديعوت أحرونوت».

غير أن زعيم المعارضة رئيس الليكود (يمين) بنيامين نتانياهو سارع منذ اليوم الأول من وقف هش للأعمال الحربية إلى إبداء عزمه على مساءلة الغالبية في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الذي سيعقد جلسة استثنائية.

وقال النائب يوفال شتاينيتز أحد المقربين منه «إنها الحرب الذي تمت قيادتها بأسوأ طريقة ممكنة في تأريخ (إسرائيل) برمته».

وعبر إيفي إيتام من الاتحاد الوطني - الحزب الوطني الديني (يمين متطرف) عن الرأي ذاته معتبراً أن «وقف إطلاق النار خدعة، مجرد استراحة يحتاج إليها حزب الله لإعادة تسليح نفسه والاستعداد للجولة المقبلة». وأخذ على أولمرت انه انتظر حتى مساء الجمعة الماضي لإصدار الأمر بشن هجوم بري واسع النطاق في جنوب لبنان.

وقال متحدثاً للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس «من المستحيل أن يتمكن الجيش من تسوية مشكلة نشأت على مدى 6 سنوات خلال 48 ساعة»، في إشارة إلى الترسانة الصاروخية التي شكلها حزب الله.

وفي الطرف المقابل من المروحة السياسية، طالب زعيم حزب ميريتس اليساري العلماني يوسي بيلين وهو من «الحمائم» بتشكيل لجنة تحقيق، وقال للإذاعة «يجب أن نعرف لماذا تلقى تساحال الأمر بتحقيق ما عجز عنه خلال شهر في غضون 48 ساعة».

وانقضى أمس الأول (الأحد) 100 يوم على تولي حكومة أولمرت مهماتها على وقع قصف صاروخي مركز من حزب الله الذي أطلق 250 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية.

وقال وزير طالب بعدم كشف اسمه في مقابلة أجرتها معه صحيفة «معاريف» الإسرائيلية «لن تتمكن الحكومة من تلافي تشكيل لجنة تحقيق (...) الرأي العام يريد مذنبا يتحمل الإخفاقات التي سجلت».

وبدأت خلافات بالظهور داخل الحكومة الإسرائيلية وامتنع وزير النقل شاؤول موفاز عن الإدلاء بصوته في عملية التصويت على وقف الأعمال الحربية، مشيراً إلى أن الاتفاق «لا ينص بوضوح على نزع سلاح حزب الله».

وقال وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر «أن هذا الاتفاق مليء بالثغرات (...) انه يعطي الانطباع بأننا خسرنا الحرب».

ورأى رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين أنه «من المحتم قيام مواجهة في المستقبل مع حزب الله».

وأثار رئيس الأركان الجنرال دان حالوتس بلبلة داخل الجيش الأسبوع الماضي حين كلف مساعده الجنرال موشيه كابلينسكي مهمات تنسيق العمليات الجوية والبحرية والبرية في لبنان. واعتبر هذا القرار بمثابة إقصاء لقائد الجبهة الشمالية الجنرال عودي آدم الذي بدا أنه يتحمل ولو بصورة غير مباشرة مسئولية انتكاسات الجيش في لبنان.

وتتهم وسائل الإعلام الإسرائيلية أولمرت بـ «العجرفة» وبسوء تقدير قدرة حزب الله على المقاومة والمبالغة بالمقابل في تقدير قوة الجيش الإسرائيلي وبتحديد أهداف بطريقة «متهورة ومتغطرسة» وسوء إعداد العملية في الخطوط الخلفية.

كما تأخذ على حالوتس انه بنى حملته العسكرية على عمليات قصف جوي مركز وهو جنرال في سلاح الطيران وعمليات توغل تقوم بها وحدات من قوات النخبة بدل شن هجوم بري كثيف.

من جهتها، فتحت صحيفة «هآرتس» جدلاً حاملة على النخب الإسرائيلية.

وكتب إريه شافيت أحد أبرز كاتبي الافتتاحيات في الصحيفة «أردنا بكل قوتنا أن نكون أثينا، لكن لا مستقبل لـ (إسرائيل) في هذه الفترة من الزمن وفي هذه المنطقة من العالم إلا إذا تمتعت بقوة أسبرطة».

أ ف ب

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً