العدد 3452 - السبت 18 فبراير 2012م الموافق 26 ربيع الاول 1433هـ

اقفال جزئي للمحلات في بعض احياء دمشق وستة قتلى في مناطق سورية عدة

شهدت مناطق في دمشق الاحد انتشارا امنيا واقفالا للمتاجر غداة تظاهرة حاشدة وسط العاصمة اسفر قمعها عن سقوط قتيل، فيما سقط اليوم ستة قتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب ناشطين.
وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها محمد الشامي في اتصال مع فرانس برس "هناك انتشار امني في دمشق وهذا ليس جديدا، ولكن الانتشار في المزة هو الكثيف. هناك حواجر اقيمت اليوم في محيط المزة لفصل المناطق بعضها عن بعض".
واضاف الشامي ان "الكثير من المحلات مغلق في برزة والقابون وجوبر وكفرسوسة" التزاما بالاضراب العام والعصيان المدني (...) "رغم الخوف من انتقام الاجهزة الامنية".
كما خرجت تظاهرات طالبية في مناطق الحجر الاسود والميدان وجوبر وبرزة بعد انتهاء الدوام الدراسي، بحسب اتحاد تنسيقيات دمشق.
واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة في حي القدم في دمشق، ردد المشاركون فيها هتافات ضد النظام ومؤيدة لحمص وحي المزة. وشهد الحي نفسه تظاهرة لطالبات ينادين بالحرية واسقاط النظام.
يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى عصيان مدني في دمشق اليوم غداة تظاهرات حاشدة شهدها حي المزة واجهتها قوات الامن بالرصاص لتفريقها ما اسفر عن مقتل شاب.
وقال المتحدث باسم تنسيقية المزة ابو حذيفة المزي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان "قوات الامن اجبرت اهل الشهيد سامر الخطيب (34 عاما) الذي سقط أمس برصاص الامن في تظاهرة المزة على دفنه عند السابعة صباحا"، في ظل انتشار امني كثيف، فيما كان التشييع مقررا عند العاشرة والنصف.
ميدانيا، يتواصل قصف القوات النظامية على حي بابا عمرو وغيره من احياء حمص في ظل انباء عن تعزيزات عسكرية نظامية أرسلت اليوم الى هذه المدينة المنتفضة التي باتت تعد معقل الاحتجاجات.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال مع فرانس برس من حمص "كان القصف متقطعا صباحا على بابا عمرو ولكن منذ الساعة 14,30 (12,30 ت.غ.) اصبح القصف عنيفا جدا بمعدل اربع قذائف في الدقيقة".
واضاف "اما في باب السباع وباب الدريب والصفصافة، فالقصف متقطع وليس كثيفا" مشيرا الى عدم القدرة على احصاء الاصابات "لاننا غير قادرين على الوصول الى المناطق المستهدفة".
وتخوف العبدالله من "تكرر ما جرى في بابا عمرو مع احياء اخرى مثل باب السباع والخالدية والبياضة، او القضاء على من تبقى في بابا عمرو" لاسيما بعد "التعزيزات غير المسبوقة التي أتت من دمشق".
وكان ناشطون في ريف دمشق اشاروا في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب الى تحرك قوة عسكرية امنية على الطريق الدولية من دمشق الى حمص، كما تحدثوا عن استقدام قوة مدرعة الى محيط مدينة رنكوس في ريف دمشق.
واورد المرصد السوري لحقوق الانسان هذه المعلومات موضحا في بيان ان "25 دبابة وناقلات جند مدرعة و10 شاحنات" وصلت الى محيط رنكوس، فيما توجهت "قافلة قوامها نحو 32 حافلة كبيرة ترافقها سيارات اسعاف وسيارات عسكرية" الى حمص.
وقال العبدالله "تسربت لدينا اخبار من ضباط في الجيش انه سيكون هناك اقتحام +دموي يحرق الاخضر واليابس+ في بابا عمرو، وان هذا الاقتحام كان مقررا قبل امس لكن الاحوال الجوية العاصفة حالت دونه".
واضاف العبدالله ان الحالة الانسانية "كارثية" في بابا عمرو، مشيرا الى ان "بعض العائلات ممن فقدت منازلها وضعناها في المساجد، لكن لا نعرف ماذا نفعل بهم الان مع تعرض المساجد للقصف".
واشار الى ان الناس في بابا عمرو يجمعون مياه المطر في ظل انقطاع المياه عن المدينة.
وفي تدمر في محافظة حمص، افاد سكان تمكنوا من مغادرة المدينة فرانس برس ان مدينتهم تتعرض لحصار الجيش منذ اسبوعين.
وقال عدد من سكان هذه المدينة التي كانت حتى وقت قصير في منأى من الاحتجاجات ان "الطلقات الرشاشة تنهال كالمطر على اي شيء يتحرك في منطقة الاثارات لانهم يعتقدون بوجود عناصر منشقين هناك"، متحدثين عن اعتقالات عشوائية و"فقدان" مواطنين لم يعرف ما اذا كان قتلوا او اعتقلوا.
في هذه الاثناء، سجل سقوط ستة قتلى في مناطق سورية مختلفة صباح الاحد.
ففي مدينة ادلب (شمال غرب) اغتيل صباحا النائب العام للمحافظة نضال غزال والقاضي محمد زيادة وسائقهما الشرطي عبد القادر محمد برصاص "مجهولين"، وفقا للمرصد السوري، في حين اتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "عصابات ارهابية مسلحة" بالاغتيال "في اطار استهداف الكفاءات الوطنية".
وفي محافظة حلب (شمال)، ذكر المرصد ان رجلا قتل اثر اصابته برصاص حاجز امن على طريق الاتارب معرة مصرين.
واضاف المرصد في بيان ان امرأة قتلت في مدينة السخنة الواقعة في البادية السورية على طريق تدمر دير الزور اثر اقتحام قوات الامن للمنطقة.
كما قتل محام في بلدة العشارة في محافظة دير الزور برصاص قوات الامن التي اقتحمت البلدة، وفقا للمرصد.
سياسيا، اعلنت الخارجية المصرية ان مصر قررت الاحد استدعاء سفيرها في سوريا، حيث تستمر حملة القمع رغم الضغوط الدولية.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة ان وزير الخارجية المصري محمد كمال عمرو استقبل السفير المصري في دمشق شوقي اسماعيل صباح اليوم بعد ان تم استدعاؤه وتقرر ان يبقى في القاهرة "حتى اشعار اخر".
في المقابل، انتقدت الجزائر موقف الجامعة العربية من الازمة السورية، وقال وزير الدولة عبد العزيز بلخادم في مقابلة اذاعية ان "الجامعة لم تعد جامعة وهي ابعد ان تكون عربية مثلما يدل اسمها. انها جامعة تطلب من مجلس الامن التدخل ضد احد اعضائها المؤسسين، او الحلف الاطلسي لتدمير قدرات بلدان عربية".
من جهة اخرى، اكد رجل اعمال سوري بارز ونجل رئيس اسبق الاحد للبي بي سي ان الاقتصاد السوري يعاني جراء العقوبات الدولية والحكومة "في طور التفكك البطيء" تحت ضغط الشارع.
وقال فيصل القدسي المقيم في لندن ونجل الرئيس السوري الاسبق ناظم القدسي (1961-1963) ان "جهاز الحكومة (السورية) يشهد تفككا بطيئا وهو شبه غير موجود" في حمص (وسط) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).
وتابع "ليس هناك محاكم والشرطة لا تهتم بالجريمة ولهذا الامر تداعيات كبيرة جدا على الحكومة"، لافتا الى ان معظم رجال الاعمال الذين يعرفهم "غادروا البلاد من اجل سلامتهم".
ويواجه النظام السوري منذ 11 شهرا انتفاضة شعبية غير مسبوقة اسفر قمعها عن ستة الاف قتيل على الاقل وفق ناشطين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً