العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ

«كأنك يا بوزيد ما غزيت»

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

عدنا من جديد لقضية «تجنيس اللاعبين»، التي وكما يبدو أنها لن تراوح مكانها في ظل التفكير غير السليم لمحبي هذه العملية، التي لن تقدم نفعا بتاتا ما دام استخدمها بشكل غير مدروس.

الرغبة التي أظهرها مدرب المنتخب الإنجليزي تايلور تعيدنا بالصدفة إلى مفارقة جميلة، وتحديدا إلى العام 2004، حينها كان المنتخب الوطني يتألق في البطولة الآسيوية بمنتخب جله لاعبين مواطنين، وصلوا به لأرفع درجة في التصنيف العالمي للبحرين، لتبدأ بعدها الأيادي الخفية في استخدام سياسة التجنيس، التي كان هدفها مواصلة التألق، فإذا بها تضر بالمنتخب الذي بدأ يأخذ خطه المنحنى في التراجع، ليصل المنتخب إلى ما وصل إليه بحلوله في المركز 102 عالميا، قبل أن يعيده تايلور بمنتخب جديد تقلص فيه دور التجنيس الخاطئ، ليصل حاليا للمركز 97، ويحقق به بطولتين هي الأولى للبلد على مستوى منتخبات الكبار، فهل يراد يا ترى إعادة الكرة والمحاولة من جديد؟.

أليس من الأفضل أن يركز تايلور على إبراز وصقل مواهب اللاعبين الموجودين حاليا بدل انتهاجه هذه السياسة، ثم لماذا لا يقوم باستدعاء لاعبين كسيدمحمد عدنان ومحمد حبيل، اللذين ينشطان في الدوريات الخارجية، مادام بحاجة إلى دماء جديدة، سيما وأن الأسماء التي يراد تجنيسها تلعب بالمراكز ذاتها التي يلعب بها عدنان وحبيل، وهي ليست بأفضل منهما حتى يمكننا التفكير باستجلاب لاعبين جدد من خارج المنظومة المحلية.

الكل يتساءل هل حقق تجنيس لاعبين سابقين، الفائدة والإنجازات المرجوة التي يتمناه كلّ مواطن أصيل ولد على هذه البقعة، على رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة هو نجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع في منتخباتنا، حتى نعود إليها من جديد.

لو قارنا الفترة التي سبقت فترة التجنيس بالتي تلتها، فإننا سنرى وبسهولة كبيرة من أنّ الفترة الأولى كانت صاحبة الإنجازات والأفراح والأتراح، على عكس الفترة الثانية التي كانت مليئة بالتشاؤم والحزن.

لا نريد العودة إلى الوراء من جديد بالخوض في مثل هذه المواضيع التي عفا عليها الدهر وشرب، إذ أثبتت التجربة فشلها، ونحن الذين كنا نشيد بالعمل الذي قام به المدرب الحالي من إعطاء الفرصة للكثير من المواهب الصاعدة لإبراز مهاراتها بدل بعض اللاعبين الذين كانوا قد جلبوا «غصبا» على المنتخب، وهو الذي صرح بأنه ليس بحاجه للاعب مثل جيسي جون، لاعتقاده بأن البحرين لديها مهاجمون جيدون مثل الشاب محمد الطيب والمهاجم راشد جمال.

لا نريد أن يأتي التجنيس ليقضي على الموهبة التي توجد لدينا، وخير دليل البطولتين التي أخذها المنتخب بوجوه شابة متفوقة على كل التجنيس الرياضي، فلدينا ما يكفي لتحقيق المستحيل، فقط هي بحاجة لإعطاء الفرصة وتوفير الأرضية الصالحة للتألق والبروز، فقد أثبت هؤلاء الأبطال أنه لا مجال لنا أن نفكر في ما يسمى بالتجنيس الرياضي من أجل الوصول إلى القمة؛ لأن القمة أصبحت أحلى وأزهى عندما يكون عليها اللاعب المواطن، هؤلاء أثبتوا أن اللاعب البحريني لديه من الإمكانات الكثيرة التي تحتاج فقط إلى الدعم اللامحدود ليحقق الإنجاز الذي عجز عنه من ليس له صلة أصلا بكيان هذا البلد.

ما نطلبه نحن وجميع المواطنين أن تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالنا المواطنين، وأن يقدموا كل ما هو دعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة، ونبعد عنا التفكير أساسا بهذه العملية، فهم عماد ومستقبل هذا البلد ومن دونهم لن يكون للإنجاز طعمه

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:35 م

      اوافقك الراي

      بكلشي يبيلنا اصلاح وتعديل
      واوافقك الراي
      مشجع محرقاوي

اقرأ ايضاً