العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ

ست نجمات ينطفئن في ليلة ماطرة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم تكن نهاية يوم السبت الماضي كغيرها من الأيام، فعلى رغم سقوط الأمطار إلا أن اليوم كان حالكاً بالألم على غير عادة الأيام الماطرة، فقد كانت البحرين على موعد مع الدموع لفقد ست نجمات.

ست نجمات رحلن فجأةً ومن دون سابق إنذار لأهاليهن وذويهن وصديقاتهن ومدرساتهن. رحلن في حادث أليم ارتعشت له القلوب واهتزت له مشاعر من لم يعرفهن، فكيف بمن عرفهن وعاش معهن وتقاسم اللحظات بحلوها ومرّها معهن؟

كان فقداً مؤلماً ولكن الجانب المضيء دائماً هو الأهم مهما كانت بشاعة الألم الذي يسكن القلوب منذ ذلك الإعلان عن وفاة الفتيات الخمس لتتلوهن السادسة؛ ما يلفت الانتباه هو المغردون على «تويتر» وهو ما تابعته شخصياً، إذ كان كثيرٌ من المغردين ينقلون الحدث آسفين على وفاة ست سيدات وهم لا يعلمون جنسياتهن ولا طائفتهن ولا مذهبهن، ما اهتم له الشعب هو الدعاء لهن بالرحمة والمغفرة. وازداد الأمر حين تكشفت للمتابعين جنسيتهن البحرينية، ظلّ المغردون منذ سماع الخبر وحتى الفجر يغردون عن هذا الفقد الفاحش الألم حتى كتبتُ: «فرقت السياسة أهل البحرين وجمعتهم ليلة ماطرة في الدعاء بالرحمة لستّ فقيدات توفين في ليلة واحدة».

في الصباح اكتشفت أن الأصوات لم تكن واحدةً في الدعاء، وأن هناك من كان يعوي ليخرّب هذه السيمفونية الحزينة التي عزفت آلامها وحدةً تصب في محبة أهل هذي الأرض، حتى صَمَتَ هذا العواء خجلاً بعد أن بدأ من لم يكن يغرّد في الوحدة من قبل يدعو لها، وينادي بالتمسك بها ونبذ الشماتة والترحم على الفقيدات، فظهرت محبة أهل البحرين لبعضهم في أجلى صورها. وكان الكثيرون ينادون بضرورة الذهاب لتشييعهن باعتبار أنهن قضين نحبهن في حادث تقشعر له الأبدان.

وما حدث في مدرستي الشروق وسار كان ثرمومتراً للمحبة الكبيرة التي تمتع بها الفقيدات. كان واضحاً مقدار حب أقرانهن لهن، والذي تجلّى في حالات انهيار وبكاء عُرفت عنه البحرين بأسرها.

في المدرستين كان القرآن الكريم يُتلى رحمةً وثواباً لأرواحهن. وفي المدرستين كانت المعلمات كما الطالبات يبكين فقداً وحنيناً وشوقاً لطالباتٍ وزميلاتٍ لن يرينهن من جديد، وتلميذات كن بنات للنور.

رحم الله الفقيدات الشابات... وألهم ذويهن الصبر والسلوان، وأعان الله كل من عرفهن على هذه الفاجعة

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:15 ص

      إنا لله وإنا إليه راجعون

      في القلب حرقة وفي الحلق غصة لفاجعة الزهرات الست وإنا على فقدهن لمحزونون رحم الله الشابات ..وألهم ذويهن الصبر والسلوان .

    • زائر 5 | 2:57 ص

      مفجوعة

      رحمة الله على الزهرات الست، والله حزنا و ترحمنا لهم وسألنا لأهلهن الصبر والسلوان وقلنا إنا لله وإنا إليه راجعون ولم ننظر لمذهبهن. لا بارك الله في سعي كل من يفرق بين أهل البحرين سنة وشيعة. اللهم إغفر لبناتنا الست وأجعل مثواهن الجنة وألهم ربي بفضلك وكرمك أهلن الصبر. الفاتحة على أرواح بناتنا. وبارك الله في كل من دعا لهن.

    • زائر 4 | 12:24 ص

      الرحمة والرضوان لهن

      الرحمة والرضوان لأرواحهن،والصبر والسلوان لعوائلهن واحبابهن......هو الدهرُ...يوم لك ويوم عليك،فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر كما قال ملانا امير المؤمنين عليه السلام...الفاتحة لأرواحهن الطاهرة..

    • زائر 3 | 12:10 ص

      الله يرحمهم بواسعه رحمته

      6 بيوت كانت منورة بوجودهن
      ولكن
      ماقدر الله وماشاء فعل
      الله يصبركم ويغفر لهن
      انا لله وانا اليه راجعون

    • زائر 2 | 6:56 م

      لاحول ولا قوة الا بالله…

      بغض النظر عن الطائفة والمذهب للضحايا،انه لحادث اليم ومفجع للبحرين كافة ولا يسعنا الا ان نقول ان لله وانا اليه راجعون والله يصبر أهاليهم وذويهم على فراقهم. " قدر الله وماشاء فعل"

    • زائر 1 | 6:56 م

      لاحول ولا قوة الا بالله…

      بغض النظر عن الطائفة والمذهب للضحايا،انه لحادث اليم ومفجع للبحرين كافة ولا يسعنا الا ان نقول ان لله وانا اليه راجعون والله يصبر أهاليهم وذويهم على فراقهم. " قدر الله وماشاء فعل"

اقرأ ايضاً