العدد 3463 - الأربعاء 29 فبراير 2012م الموافق 07 ربيع الثاني 1433هـ

مشاهد من اعتصام المفصولين... وأملٌ لا يذبل

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«مفصولون والشاهد الله»، هكذا كان يردد الأطباء والمهندسون والمعلمون والإعلاميون والموظفون والعمال المفصولون الذين اعتصموا في مكان واحد يوم أمس، في ساحة مقابلة لوزارة العمل التي طالما صرَّحت بأن أزمة المفصولين ستنتهي أو أنها على وشك الانتهاء.

اجتمعوا معاً وكلهم ثقة وأمل بأنهم سيعودون إلى وظائفهم بكرامتهم، ومن دون أية شروط أو نقصان لحقوقهم التي أهدرت منذ أشهر طوال ماضية.

لم يكن المفصولون وحدهم من اعتصموا في الساحة بل إن بعضهم أخذ معه أطفاله كما حدث في الاعتصامات السابقة؛ للتعبير عن معاناة هؤلاء الأطفال في ظل عدم توافر المال اللازم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، أو تلك التي يطلبها كل طفل من دون أن يعلم أنها ثانوية، فكان لهؤلاء الأطفال أصواتهم الأخرى التي طالبت بعودة ذويهم إلى أعمالهم؛ إذ رفع أحد مفصولي هيئة شئون الإعلام لافتة كانت طفلته التي لم تتجاوز العامين تحملها، وقد كُتِبَ عليها «كل يوم يقول البابا بيشتري ألعاب لي ولأخي بس للحين (...) رافض إرجاع المفصولين ويتحدى قرارات الملك وتوصيات بسيوني»، وطفل آخر كان يتحدث عن معاناة عائلته مع الفصل وهو الذي فُصِلَتْ خالته وخاله وأمه وأبوه!

الأطباء كانوا حاضرين، وقد نصبوا لافتة بيضاء كتب عليها باللغة الإنجليزية: حقوق الطاقم الطبي: أن يعملوا ويقدّموا خدمات علاجية متميزة لمرضاهم، وحقوق المرضى: أن يحصلوا على خدمات طبية متميزة»؟ حضروا ليبثوا الأمل في قلوب جميع من حضر الاعتصام كحال الأطفال الذين مارسوا حقهم الطبيعي بالاحتجاج منذ صغر سنهم، ليكونوا رمزاً للأمل في هذا الوطن، ودليلاً على عدم الرضوخ للظلم؛ فالأخصائي علي العكري الذي يحمل الكثير من الألم في قلبه، تحدّث مع زملائه بأمل: «هذه الأسرة الكبيرة التي خُلِقَت من حولنا في البحرين هي أجمل ما خرجنا به من هذه الأحداث، الأسرة التي عرّفتنا بجميع الطيبين وأصحاب القلوب الكبيرة والضمائر المتقدة، وأنجبت بدواخلنا شعوراً بالوطنية أكبر من أي شيء آخر، وشعوراً بأن ما نقوم به لا يذهب هباءً». كان يصف التلاحم الذي أحدثته الأزمة بكثير من الأمل.

الطبيب نبيل تمام هو الآخر كان يمسك بخبز (وهو شعار الاعتصام في كل مرة) ولافتة كتب عليها: «سنعود... ونكون يوماً ما نريد من أجل الوطن»، بهذه البساطة وبهذه الوطنية حمل خبزه وطالب بحقه وحقوق زملائه في الاعتصام، وكله أمل بأن القادم أجمل بالطبع، وبأن الأطباء سيعودون لتقديم خدماتهم الإنسانية للمرضى من دون قيد أو منع.

الإعلاميون كانوا هناك أيضاً، على رغم كل ما تنقله جمعية الصحفيين ألا وجود لمفصولين في الحقل الإعلامي، والمصوّرون بكاميراتهم المعطلة منذ فصلهم، والمهندسون وعمال ألبا وبتلكو الذين لم يعودوا حتى اليوم، وغيرهم الكثير. جميعهم يحملون أعلام البحرين بيد وباليد الأخرى يرسمون أملاً بأن القادم أجمل، وأن الليل لابد أن ينجلي وتعود لهم جميع حقوقهم.

الحاضر الأكبر في الاعتصام كان الأمل، وهو ما يحمله البحرينيون في عقولهم وقلوبهم، الأمل بأن القادم القريب سيكون خالياً من المعاناة. كانوا جميعاً يقولون: من حقنا أن نعود من دون قيد أو شرط. من حقنا أن نعود إلى وظائفنا بكرامتنا التي لم ولن نعتد على هدرها. والشعار الذي يتردد من مكبر الصوت كان: «مفصولين والشاهد الله»

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3463 - الأربعاء 29 فبراير 2012م الموافق 07 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:22 ص

      شكرا لكم

      شكرا لكم
      شكرا لكم
      شكرا لكم
      يا اخت سوسن.

    • زائر 7 | 7:11 ص

      سيعودون كما قال دكتور نبيل

      سيعود المفصولين جميعهم الى العمل بهذا الحراك انهم شرف هذا الوطن الذي لايقبل الهوان شكرا لك سوسنة الامل يا نبض الوطن الحر

    • زائر 6 | 6:02 ص

      يازهرة السوسن

      من رفض مضغ لقمه مغمسه بهوان العبيد وفضل الجوع على بيع مبادئه وقضاياه لابد وان نقف له تحيه في كل محفل ما يلاقونه هولاء ضريبه الشرف المهني هولاء رفضوا ان يكونو لقمه سائغه يجترها زمان عفن استمر ودام على المغالطه والغش فيهم المهندس والطبيب والعامل والعالم يجمعهم قاسم مشترك واحد وهو الوطنيه الحقه ويلمهم حضن دافىء وهو الوطن........ديهي حر

    • زائر 5 | 3:41 ص

      رائع

      استاذة سوسن ، الأطباء والممرضين كانوا رائعين في كل اعتصام والأطفال كذلك
      شكرا لالتقاطاتك الجميلة وكأننا الان هناك في الاعتصام

    • زائر 4 | 3:19 ص

      قواش الله سوسن

      الله يوفق ليهم ويرجعهم لوظائفهم

اقرأ ايضاً