العدد 3465 - الجمعة 02 مارس 2012م الموافق 09 ربيع الثاني 1433هـ

قاسم: المطالب السياسية ليست خاصة بشرذمة... المفتاح: أولى خطوات «الاتحاد الخليجي» ستكون بين البحرين والسعودية

أكد خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (2 مارس/ آذار 2012) أن المطالب السياسية ليست خاصة بشرذمة قليلة كما قد يروج له الإعلام، لافتاً إلى أن الجماهير أكدت زيف هذه الدعوة بما لا يدع شكاً في كثيرٍ من المرات ولزمن طويل.

وقال قاسم: «إن الحراك الشعبي العارم بمضمونه السياسي الواعي الذي تعيشه البحرين لم يكن وليد حالة انفعالية أو لحظة ارتجال، ولم يأت بصورة رد فعل متأثر إيجاباً بالربيع العربي ـ وإن كان هناك تعاطٍ متبادل بين ساحات هذا الربيع الذي غطى مساحة واسعة من المنطقة العربية ـ وما كان عن حالة انفعال وبداية انفعالية يمكن أن ينهيه الانفعال، وما كان عن رد فعل ممكن أن يتوقف عند أي لحظة من لحظات الزمن، حراكنا الشعبي ليس حادثاً اليوم، ولم ينتظر يوما ولد فيه الربيع العربي، انه سابق على هذا اليوم بزمن طويل، ومنذ بدأ لم يتوقف».

وأوضح أن «خلفية ذلك هو شعور عميق بكرامة الإنسان بناه الإسلام وغذاه ولايزال يغذيه، ورفض قاطع من هذا الدين القويم ـ الذي يتمسك به شعبنا ـ لكل أنواع الظلم والقهر والعسف والإذلال بغير حق يمارسه انسان في حق أخيه الانسان، خلفيته يأس من الإصلاح والتغيير، وهذه الخلفية ليست الخلفية المهتزة التي تتأثر سلبا وتسقط بالضربات والمفاجآت ليسقط ويتوقف كل ما ينطلق منها، إنها خلفية تضمن الاستمرار للحراك مهما كانت التقلبات».

وأشار قاسم إلى أن «الرغبة في الإصلاح تفتقد كل قيمتها، في ظل عدم الإفراج عن المعتقلين، واستمرار المحاكمات السياسية، والمداهمات الليلية وغير الليلية، وإهمال كامل للمطالب السياسية، ومفصولين من وظائفهم وأعمالهم يتلاعب بقضيتهم بنحو من حرق الأعصاب والإذلال، وتوصيات اصلاحية لا تعني الكثير اوصت بها لجنة تقصي الحقائق يؤخذ بها من تسويف إلى تسويف، ومن تزييف إلى تزييف، ومن تسطيح إلى تسطيح».


المفتاح: الإتحاد الخليجي طالما انتظرناه

من جانبه، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، إن: «الاتحاد الخليجي حُلمٌ وأَمَلٌ لَطَالَمَا انتظرناه وتشوقنا لرؤيته على أرض الواقع، وها نحن اليوم يَمُدُّ الله تعالى في أعمارنا لنرى بشائِرَ وإرهاصات هذه الوحدة، أو هذا الاتحاد المبارك يَتَحَقَّق، لِتَتَحَقَّقَ من خلال ذلك مزايا ومنافع جمة لمواطني دول مجلس الاتحاد الخليجي، مزايا اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وأمنيةٍ واقتصاديةٍ وعسكرية، وفوق ذلك تحقيقُ مصلحةٍ شرعية راجحة، فالوحدة مطلب شرعي».

وذكر المفتاح، في خطبته يوم أمس الجمعة (2 مارس/ آذار 2012) «بعدما مررنا به من أحداثٍ مؤلمةٍ عصيبةٍ، بمباشرة تحقيق الوحدة الخليجية المأمولة، والتي انتظرناها زمناً طويلا، وإنَّنا وبعد أنْ تابعنا بكل اعتزاز ما تمخضت عنه اجتماعات القمة من التوافق على قبول دعوة خادم الحرمين الشريفين، من انتقال دول الخليج العربي من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، فنبارك ونهنئ أنفسنا بأن تكون أولى خطوات هذا الاتحاد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، تمهيداً لدخول بقية دول مجلس التعاون، ومن بعده دول العالم؛ العربيةِ منها والإسلامية، مُحَقِّقِيْنَ بذلك وحدة الأمة المنشودة».

وأضاف «صحيح أنَّ ما مرَّ بنا كان مؤلماً وجارحاً غير أنَّه - وبنظرةٍ إيجابيةٍ متفائلة - فقد جلب لنا مِنَحَاً وَفَرَجَاً وفَضَلاً مِنَ اللهِ تَبَاَرَكَ وتعالى».

وفي سياق خطبته، دعا المفتاح المسلمين «تقاربوا على القرآن، وتعاونوا على هدي الإسلام، وتعاطفوا على سنة سيِّدِ الأنام، تَصَافوْا فيما بينكم على وَفْقِ منهج الرعيل الأول من الآل والأصحاب، تصالحوا فيما بينكم، وحُلُّوا المشاكل فيما بينكم بتلاقٍ وتوافق وتصالح وتعاون، انبذوا التفرق بينكم، اهدموا الفواصل بين صفوفكم، ارفعوا الحواجز عن توحدكم، وفجِّروا أنهار السلسبيل الدافق من ثقافة الحب».

وأضاف في دعوته «فجِّروا أنهار السلسبيل الدفق من ثقافة التصالح والتواصل، وبناء الثقة بين الأفراد، والاعتراف الآخر والعيش بسلام، وحل المشكلات بالتحاور والتوافق والتقارب، فجِّروا أنهار السلسبيل الدافق من ثقافة التسامح فيما بينكم، ومن ثقافة التعايش واحترام الآخر، ووثقوا الإخاء بينكم».

وأشار المفتاح إلى أن «العرب قبل الإسلام، رغم ما تأصل فيهم من أخلاق كريمة، وشمائل قيمة سامية، إلا أنهم كانوا متفرقين متشرذمين، تسود مجتمعاتهم الحمِيَّة الجاهلية، والعصبية القبلية التي قتلت فيهم رغبة التوحد كأُمَّةٍ ناطقة بلسان واحد وثقافة واحدة».

وأفاد «المتأمِّلُ في تفاصيل المجتمع العربي القبلي قبل الإسلام يكاد يجزم باستحالة توحد هذا المجتمع، كيف لا وقد كانت القبيلة هي الدولة، وأبناء القبيلة يرون أنَّ وجودهم متمثل في حماية قبيلتهم من غيرها من القبائل، مع وجود التحالفات بين القبائل، إلا أنَّ هذه التحالفات ظلت محدودة لا تقوى على الخروج عن حدودها لكثرة الخلافات والمشاحنات والحروب التي كانت تنشب على أقل ما يمكن من أسباب».


العصفور: نحتاج للتفكير بالمستقبل والخروج من الخطاب والتنظير إلى التطبيق

من جهته، رأى إمام وخطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور، أن المجتمع البحريني بحاجة إلى التفكير بالمستقبل، والخروج من الخطاب العام والتنظير، إلى التطبيق العملي على أرض الواقع، مؤكداً ضرورة استثمار المواهب والطاقات الإبداعية لدى الشباب، بدلاً من تثبيطهم وزرع الإحباط في نفوسهم.

وقال العصفور، في خطبته يوم أمس الجمعة (2 مارس/ آذار 2012)، إنه: «حينما نلقي نظرة على واقعنا الاجتماعي في الجانب الأهلي، فيما يرتبط بالمشاريع والمؤسسات الأهلية، نتساءل، كم هي المشاريع والمؤسسات التي نحتاجها ونفتقر إليها؟، وعندما نقوم بمقارنة بسيطة بيننا وبين مجتمعات أخرى، ربما هي أقل في قدراتها وإمكاناتها، ولكن استطاعت أن تشق طريقها في مجال العمل الأهلي والمؤسسات الخيرية بشكل كبير ومتقدم، من مؤسسات أهلية ومبرات خيرية، تغطي مجالات مختلفة، من مدارس ومستشفيات خاصة وجامعات ودور أيتام، ومراكز ومجمعات ثقافية وعلمية وغير ذلك».

وأضاف: «لماذا لا توجد عندنا مثل هذه المشاريع، السبب هو العقلية وطريقة التفكير عندنا، وهذا الواقع الذي نعترف به، أي بمعنى أنه لا توجد لدينا النظرة البعيدة أو المستقبلية. نحن لدينا القدرة على الخطاب العام والتنظير، ولكن على أرض الواقع والفعل، لا يوجد إلا النزر اليسير من نشاطات محدودة».

واعتبر العصفور «نحن نفتقر إلى روح المبادرة من جانب، وكثرة المعوقات من تثبيط وعدم اهتمام من جانب آخر، نحتاج إلى تغيير نظرتنا إلى الأمور وتعاملنا مع الواقع، وأن نضع التصورات المستقبلية، لتحقيق مستقبل أفضل، وهذه المسألة مهمة تحتاج إلى تفكير ونظر، ودراسة معمقة للوقوف على أسبابها ومنشئها وكيفية علاجها».

وأفاد «المشاريع الكبرى التي نراها، كثير منها بدأت صغيرة، وحتى الشركات العملاقة في العالم بدأت كذلك في بعضها، ولكنها نمت وترعرعت وكبرت. نحتاج أن نرعاها، وتخطي الهواجس والتردد، وإلا فلن نستطيع أن نقدم شيئاً، أو نتقدم. والإنسان عليه أن يعمل وألا يستسلم مهما كانت الظروف والصعاب».

وذكر العصفور أن «الإنسان بطبيعته يمتلك طاقات وإمكانات كبيرة، لو استغل هذه القدرات والمواهب بالشكل المطلوب، لاستطاع أن يبدع وينتج بصورة أكبر، ومجال الإبداع والتطوير مجال واسع، ولكن في كثير من الحالات تكون هناك موانع وسدود، تحول دون قدرة الإنسان على استغلال هذه الطاقات والإمكانات».

وتابع «والواقع أنه لا نتصور إنساناً لا يصلح لشيء، أو أنه لا يستطيع أن يبدع في مجال ما، ولكن حالة الإحباط والشعور بالعجز، وعدم القدرة على تحقيق الأشياء له تأثيره النفسي على الفرد، وهو مما يعوقه عن التطلع لما هو أفضل».

وبيّن أنه «ربما تسود بعض التصورات عند الأفراد، أو في بعض المجتمعات، بعدم الثقة بالذات، أي لا توجد ثقة بالنفس والقدرة على العمل والتميّز، حينما يقارن نفسه بالآخرين، وخصوصاً المجتمعات المتقدمة والصناعية المتطورة».

وأوضح «وهذه الحالة قد ترجع إلى أسباب وعوامل عديدة، منها ما هو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي، أنتجت هذه العقلية وطريقة التفكير وطريقة التعاطي مع الحياة وشئونها، والإنسان كما قلنا يمتلك طاقات وقدرات، ولكن الحواجز النفسية قد تحجم منها، أو تضعفها».

وأكد أنه «من هنا نحتاج إلى الثقة بالنفس، بأن نثق بأنفسنا وطاقاتنا وقدرتنا على تحقيق الإنجاز والأفضل. وهذا ما يفترض أن نغرسه في شبابنا والناشئة والأجيال القادمة، بأنهم ليسوا أقل من الآخرين من الأمم والشعوب، التي حققت وأنجزت».

وشدد العصفور «لابد من وجود الأرضية المناسبة والمناخ الصحيح، والأجواء السليمة، وليست المعيقة أو المحبطة، التي تسود أجواءنا وواقعنا، فالأمم الحضارية التي أبدع أبناؤها وشبابها، قد توافرت لهم الاجواء والمناخات الصحية والسليمة، ووجدوا كل تحفيز وتقدير، ولكن مع كل ذلك نقول إن الإبداع والتميز يظهر من رحم المعاناة والصعوبات».

مطر: الأعمال الصالحة والخيرية

من أفضل الطاعات

على صعيد آخر، اعتبر إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، أن الأعمال الخيرية والصالحة، من أفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى.

وقال مطر، في خطبته أمس (الجمعة) إن: «القيام بالأعمال الصالحات التي يتعدى نفعها للآخرين من أفضل الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله تعالى، وهي من الإحسان إلى الخلق، والله عز وجل يحب أهل الإحسان».

وأضاف «وهي من المعروف الذي رغب فيه الرسول (ص) في قوله:»صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ».

وذكر مطر أن «الإحسان إلى المخلوق، هو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم، ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم، فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، والنصيحة لعامتهم وخاصتهم، والسعي في جمع كلمتهم، وإيصال الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة إليهم، على اختلاف أحوالهم وتباين أوصافهم».

وهنأ مطر القائمين بالأعمال الخيرية قائلاً: «هنيئا للذين يقومون بالأعمال الخيرية التطوعية لنفع الآخرين، سواء بشكل فردي أو جماعي، أو ضمن جمعيات ومؤسسات، هنيئا لهم مساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمنكوبين. فمن الناس من يحمل هم نفسه ويعيش لنفسه فيعيش وحيدا ويموت وحيدا، ومن الناس من يحمل هم الأمة، ويعيش لغيره فهذا يعيش كبيرا ويموت كبيرا، ويبعث يوم القيامة بإذن الله تعالى سعيداً»

العدد 3465 - الجمعة 02 مارس 2012م الموافق 09 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • وطني العزيز | 2:28 م

      اتحاد الخليج

      أتحاد الخليج بيكولنا اقوه وافضل وبنكون انشاء الله دايمآ ع قلب واتمناء من الجميع التعاون ونحنو في البحرين جميعنا اخون وحبايب والله يحفظنا جميعآ

    • زائر 22 | 6:00 ص

      لحمد لله على نعمة الامن

      والله اذا راح الامن راحت الشعب وصارت فوضه
      قل شي له حل الا العشوائيه والفوضه حلها ؟؟؟
      انتو عارفين

    • زائر 19 | 4:25 ص

      اين الديمقراطية

      من قال نبي اتحاد

    • زائر 16 | 3:20 ص

      إلى الزائر 4

      نعم لدعاء السلام ولا لدعاء الإنتقام يا أخي الزائر رقم 4 لقد اصطدت في الماء العكر فالزائر رقم 2 يقصد الله يحفظكم وسهواً أسقط حرف الـ ظ فانتهزت هذه الفرصة لترسل دعاء الانتقام على المعنيين في قلبك. ومن قلبي أدعو لك بالسلامة في دينك ودنياك ومن قلبي أدعو الله بأن يوفقك لعمل الخير ويجنبك ما يغضب الله ورسوله والمؤمنين.

    • زائر 15 | 3:17 ص

      يحليلك

      يعني اذا صار الاتحاد الخليجي بتنتهي جميع مشاكل الخليج بيرجع المفصولين الى اعمالهم انا اكويتي ولا ارحب بالاتحاد مالك وفي ثل يقول كل يجر النار الى قرصه ، والسلام

    • زائر 14 | 2:59 ص

      صدقت والله

      أوقات الكتابة تكون أمنية و نتمنا ما كتبة زائر 2 في اخر تعليقه حيث يقول الرمز الكبير خطوط حمراء ( الله يفظكم و نحن معكم ) وانا اقول لة اميييييين الله يسمع منك

    • زائر 10 | 2:03 ص

      لشيخ المفتاح

      لا أعتقد أن أحد يختلف معك في قضية الوحدة بين الدول الإسلامية ولاكن كلمة الإتحاد أو الإنماج فضفاضة كثيرا تصل إلى حد الخوف من هذا الإتحاد هل هو لصالح الشعوب أم هو تآمر عليها ووأد ثوراتها المطالبة بالعدالة.

    • زائر 9 | 1:55 ص

      سلمت يا أبا سامي

      كلامك درر والله

    • زائر 8 | 1:32 ص

      الله يحفظك

      الرمز الكبير صدق من قال رموزنا خط احمر وانا اقول خطوط حمر الله يفظكم ونحن معكم

    • زائر 7 | 12:13 ص

      صح لسانك يا اية الله قاسم

      واصدق مثال ع ذلك نحن نقدم الغالي والنفيس وغيرنا يتلقمه نحن في التسعيانات كنا نطالب ببرلمان منتخب واخوننا دخلوا معنا رغم نحن اللذين طالبنا به فهل من معتبر

اقرأ ايضاً