العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

ما وراء إجراءات الأمن في هيثرو

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هدأت الأمور نسبيا في مطار هيثرو اللندني، وبدأت تتراجع حالة التأهب الأمني القصوى التي أعلنتها بريطانيا عقب ما أعلنت عنه بريطانيا بشأن اكتشاف مخطط إرهابي لتفجير طائرات حديثاً. وكما يقال عندنا باللهجة الدارجة »لقد ذهبت السكرة وبدأت الفكرة«. نعم لقد بدأ قطاع الطيران يتدارك حجم الخسائر الضخمة التي تكبدها، والتساؤل على من سيقع عاتق تحملها. وبدأ الكثير من شركات الطيران التي تستخدم مطارات بريطانيا، وخصوصاً مطار هيثرو، تتساءل عن مدى صحة وجود مخطط إرهابي، في حين تساءل البعض الآخر عن العلاقة بين الإفصاح عن المخطط واتخاذ تلك الإجراءات من جهة، والمعارك السياسية والعسكرية التي تدور في الشرق الأوسط، ولاسيما في بيروت وطهران من جهة ثانية. الناقل الوطني البريطاني، بريتيش أيرويز )ءء(، بدأت بشن حملة انتقادات لاذعة ضد »سلطة المطارات البريطانية«، واتهامها، بجانب الكثير من شركات الطيران الأخرى، بافتقاد الاستعدادات اللازمة لمواجهة الأوضاع الطارئة، والتي أدت لإلغاء أو تأخير المئات من الرحلات الجوية. ويقدر المحللون أن مطالب تعويضات مشتركة ضد »سلطة المطارات البريطانية« التي تدير سبعة مطارات في بريطانيا منها هيثرو وغاتويك وستانستيد، قد تصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني. كما يقدر المحللون الاقتصاديون خسائر شركات الطيران البريطانية مجتمعة جراء الإرباك بنحو 50 مليون جنيه إسترليني )59 مليون دولار( في اليوم، ليصل إجمالي الخسائر إلى 300 مليون جنيه إسترليني )075 مليون دولار(، حتى الثلثاء، 15 أغسطس/ آب. وتذمرت شركات الطيران من تباطؤ تجاوب »سلطة المطارات البريطانية« مع القيود الصارمة الجديدة التي فرضتها الحكومة عقب ما ادعته من اكتشاف مخطط يعتقد أنه يهدف إلى تفجير عدد من الرحلات العابرة للأطلسي الأسبوع الماضي. وأدت القيود الجديدة إلى إصابة مطارات بريطانية بالشلل التام الخميس الماضي، في الوقت الذي تعثرت فيه سلطة المطارات، وحتى اللحظة، في تنظيم جداول الرحلات الجوية، وإعادته العمل إلى سابق عهده. هذا وتتمسك »سلطة المطارات البريطانية« بالقيود التي فرضت بشأن حمل حقائب إلى داخل الطائرة، على رغم خفض الحكومة البريطانية لمعدل حالة التأهب الأمني يوم الاثنين في لندن، بإنجلترا. ويشار إلى أن المطارات التي تملكها وتديرها »سلطة المطارات البريطانية« تستقبل 63 في المئة من حجم المسافرين من بريطانيا وإليها ويرتفع المعدل إلى 86 في المئة في أسكوتلندا، وإلى 92 في المئة في العاصمة البريطانية، لندن. من جانب آخر، وبموجب قوانين قطع مصادر تمويل الإرهاب المعمول بها في بريطانيا حالياً، جمد مصرف إنجلترا أرصدة 19 شخصاً فجر الجمعة بدعوى ضلوعهم في المخطط الإرهابي الواسع الذي كشفت عنه السلطات البريطانية لتفجير عدد من الطائرات التجارية المتجهة إلى الولايات المتحدة. وجاء في بيان لوزارة الخزانة البريطانية »بناء على طلب من أجهزة الشرطة والأمن، أصدرت الخزانة تعليمات إلى مصرف إنجلترا لإصدار تعميم بتجميد أرصدة عدد من الأفراد اعتقلوا فيما اعتبرته تلك السلطات كعملية إرهابية«. من الواضح، أن لندن ومعها واشنطن كانتا خلال الأسبوع الماضي حريصتين على مسألتين أساسيتين: صرف النظر عن عدم كفاءة »إسرائيل« في أداء ما كان مطلوبا ومتوقعا منها في آن من جهة، وتهيئة الرأي العام العالمي لأية خطوة دراماتيكية تنوي تلك العاصمتان القيام بهما في الفترة المقبلة من جهة ثانية

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً