العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ

مُبارك يا نصر الله!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

... وأخيراً أفرجت «إسرائيل» عن حسن ديب نصرالله، بعد احتجاز دام عشرين يوماً.

ديب الذي كان يلعب مع أطفاله في تلك الليلة العاصفة، ويسمع صوت التفجيرات من بعيد، لم يكن يدري أن مجموعة من الكوماندوز الإسرائيلي بعد لحظات ستقتحم منزله من السقف! وأنه سيتم اقتياده معصوب العينين إلى داخل فلسطين المحتلة، بتهمة لم تخطر له على بال، وهو أنه هو نفسه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، مع أنه لم يرتدِ عمامة سوداء ولا حتى بيضاء في حياته، لكن الكوماندوز الإسرائيلي العبقري، لم يكن لديه وقت للتحقق من شخصية هذا الرجل بسبب الخوف والارتباك، لذلك كان عليه أن يخطفه ليلاً، ويرسله بالطائرة فوراً لتتحقق تل أبيب بنفسها من شخصيته، فالكوماندوز الإسرائيلي ليس من مهمته التحقق من شخصيات المختطفين!

تل أبيب التي لم تكن تريد أن تكسر كلمتها، فكلمتها واحدة لا تتكرر ولا تنكسر، ومادامت قالت إنها احتجزت نصرالله، فعلى العالم كله أن يصدق ذلك، على رغم أن نصرالله خرج على الفضائيات عدة مرات، بعد الحادث، وتحدث عن مختلف التطورات بما فيها عملية الاختطاف، ومع ذلك تمسكت تل أبيب بموقفها المعلن، وأصرت على أن التاجر البعلبكي هو نفسه الأمين العام لحزب الله، وبالتالي لم يكن أمامها لإثبات ذلك إلا أن تواصل احتجازه عشرين يوماً، ألم يقل الناطق بالجيش الإسرائيلي حينها رداً على مراسل صحافي شكك في الرواية الاسرائيلية كلها، «إن التحقيقات مازالت جارية مع حسن نصرالله، وستكشف معلومات مهمة عنه»؟!

بعد عودته إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، لم يتحدث حسن نصرالله (غير الأصلي)، عن تجربة الاختطاف، ولكن ابنه الصغير تكلم عن كيفية اختطافهم، وكيف أنهم أصروا على معاملته على أنه ابن الأمين العام لحزب الله!

العائلة لم تكن من النوع المنتمي بالمعنى الحزبي، مع أنها من مؤيدي «أمل» و«حزب الله»، لكنها ابتهجت بالانتصار الذي حققه الحزب للبنان وللبنانيين، ووجهت شكرها إلى نصرالله (الأصلي)، وإلى نبيه بري لجهوده التي بذلها للإفراج عن أفرادها.

الإسرائيليون من جانبهم عليهم واجب توجيه الشكر أيضاً إلى «كوماندوزهم» على نجاح عملية الاختطاف، التي ستدخل تاريخ العلم العسكري باعتبارها «أغبى عملية اختطاف في العالم»، وإلى رئيس هيئة أركانهم حالوتس، وإلى رئيس وزرائهم يهود أولمرت الذي سبق أن وصفه نصرالله في اليوم الثالث للمواجهة بأنه أغبى رئيس وزراء في تاريخ «إسرائيل»!

ونحن كبحرينيين، علينا أيضاً أن نوجه الشكر إلى الجيش الإسرائيلي الذي أتاح لنا فرصة أن نضحك في أتعس أيام الحرب العدوانية على لبنان الشقيق، بهذه العملية التي ورطهم بها جواسيسهم على الأرض اللبنانية، الذين لم يكن لديهم وقت للتحقق من صحة المعلومات التي جمعوها كما يجمع الأعمى حاجياته في الظلام، فكان لابد من إرسالها إلى تل أبيب لتتحقق بنفسها من صحتها بعد ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال!

ختاماً... مُبارك لنصرالله (غير الأصلي) على العودة إلى الوطن سالماً، ولأنه لم يثبت عليه أنه هو الأمين العام لحزب الله

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1448 - الأربعاء 23 أغسطس 2006م الموافق 28 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً