العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ

«مقاطعة»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

جلستُ مع أخي في أحد المقاهي ولم ننتبه إلى هوية صاحب المقهى، إن كان من هذا المذهب أو ذاك، وما هي إلاّ دقائق حتى مرّ علينا أحد الأصحاب، وطلبنا منه الجلوس لاحتساء القهوة معنا، فما كان منه إلاّ أن استنكر علينا الجلوس، وقال: هذه القهوة «مقاطعة»، كيف تستطيعان الجلوس فيها ونحن في حرب شعواء؟

ولا أُخفيكم علماً بأني (فطستُ) من الضحك، والسبب هو أنّني كنت أقرأ في الوقت ذاته إحدى الصحف، وقرأت «بالبوينت العريض»، تصريحاً للحكومة بعدم مقاطعة التجّار المواطنين، وعدم خلط الأجندات. وأعتقد بأنّ هناك العديد من أبناء الشعب مازالوا «يقاطعون» حتى تأتيهم الفتوى بجواز الشراء وعدم «المقاطعة»، ناسين سيرة الرسول (ص) في التعامل مع أهل الكتاب في حرب الخندق، فكيف تتساوى فتوى شيوخ دين عاديين مع سيرة المصطفى؟

والسؤال إذا قال أحدهم «فلنقاطع»، فهل يجب أن نتبع كلامه؟ أم أنّ لنا عقولاً نفقه بها، ناهيك عن الأمور الأخرى التي تجعل الناس يقاطعون فئةً معيّنةً أو تجّاراً من مذهب معيّن! وفي نهاية اليوم من يهمّه أمر شراء القهوة أو عدم شرائها، ما دام المشتري قابلاً بالشراء من هذا المكان أو ذاك، فهو نوعٌ من الوعي المجتمعي بأهمّية تحطيم أمر «المقاطعة» التي اختُلِقت لوقتٍ ما فقط، وليس للأبد.

وفق منطق المقاطعين، من يشتري من هذا أو ذاك، سيكون خائناً لملّته، وكارهاً لوحدة عشيرته، وخارجاً عن جماعته التي اجتمعت على «المقاطعة» حتى تضرب التجّار المختلفين عنهم مذهبياً! أو ليس الأمر مضحكاً؟

قبل سنة ازدهرت قصّة المقاطعة، واليوم نجد الأصوات المطالبة تختفي، وتظهر أصوات أخرى تطالب بالوحدة ونبذ المقاطعة، والمواطن العادي مازال يقاطع، إما لسروره باتّخاذ موقف، أو لقبوله بمبدأ «حشرٌ مع الناس عيد»!

ليعقل العقلاء، وليحاول المحرّضون قراءة الأخبار وترجمة التصريحات بطريقة صحيحة، فعندما تتكلّم الحكومة عن عدم المقاطعة، فمعناها بأنّ وصل الأمر عند حدّه غير الصحيح، وأنّه آن الأوان لتعديل المسار.

وللعلم فقط، فإنّ التجّار أياً كانت مذاهبهم لا يعتمدون على السوق المحلّي، ولا على المواطن البحريني فقط، فالمملكة منفتحة على الجميع، وبعض التجّار يتاجرون في الداخل والخارج.

وأخيراً لا أظنّنا ننسى بأنّ الرازق هو الله، وأن أبواب الرزق لا تُغلق عنده أبداً، وأنّه يرزق البشر مهما كانت مذاهبهم وأديانهم، فالأولى لنا اتّباع نهج الله عن نهج المحرّضين المخادعين، ولا يصح إلاّ الصحيح في النهاية. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:18 م

      كاتبة في قمة الروعة

      السلام عليك اختي / مريم اينما كنت

      نعم انت كاتبة بمعنى الكلمة واحسن ما قمت به هو ان تكتبي في أعمدة جريدة الوسط لآن مصداقيتها عاليها وقرائها كثيرين وانت ياسيدتي المحترمة غنية عن التعريف ومقالاتك في قمة الروعة بل هي روعة بحد ذاتها فشكرا لك ولمقالاتك المفيدة التي دائما تدعوا الشعب البحريني الى نبذ العنف فهكذا كاتبة محبينها كثيرين وحسناتها عند اااه اكثر أطال اااه في عمرك يا اختي مريم ...... علي الهملي

    • زائر 23 | 3:51 م

      شكر ا اختي / مريم الشروقي

      سيدتي المحترمة / انا بصراحة دائما احب أن أقراء مقالاتك لأنها مفيدة جدا وغير منحازة لطائفة من الطوائف كما ان أغلب مقالاتك مند الاحداث في مملكتنا الغالية كانت ومازالت تدعوا الطائفتين الىشريفتين ا لى ا لوحده ونبد العنف برغم ان قضيتنا واضحه وهي ان الشعب مصدر السلطات نريد ان نعيش في وطننا بكرامة نريد ان لايكون هناك تميز بين شيعي وسني ولا شيعي وشيعي ولا سني وسني كلنا ياسيدتي ابناء آدم وحواء وان اختلفت مذاهبنا فأننا مسلمين الله ربنا ومحمد نبينا اطال اااه في عمرك يا اختي مريم الشروقي

    • زائر 22 | 1:17 م

      من طرف واحد فقط!!

      لنكن واقعيين و نقول الحق و لو على أنفسنا. المقاطعة و دعوات التشفي والإنتقام جاءت وللأسف الشديدمن أبناء طائفة واحدة فقط. أما أبناء الطائفة الأخرى فقد ترفعوا و لا زالوا عن مثل هذه الأساليب رغم عمق جراحهم، والله على ما أقول شهيد.

    • زائر 21 | 12:57 م

      عزيزتي

      اكتبي عن خطباء المساجد الذين يشتمون طائفة كريمة لاتقبل الذل وجمعتك مباركة

    • زائر 20 | 11:57 ص

      يا زائر 18

      زائر 18
      من غسل تفكيرك بهل كلام
      وغيرك قال لطائفه خونه ومجوس وقال كلام اكبر من جذي ومحد منعك من رايك

      لاتصدق هل فتنه الي صايرة ترة كلنا في بلد واحد وعايشين من سنين وكلنا مسلمين

      المقاطعة فقط تكون لاعداء الاسلام

    • زائر 18 | 11:20 ص

      اكبر من ما تتصورين

      انا ما زلت اقاطع من تلقاء نفسي ليس لشئ فقط لارضاء نفسي فيمن حاول اقصاء مذهبى واقصى رائى بكلامه ونعتني بالمجنس مرة و المرتزق والبلطجي مرة اخرى حتى لا يسمع صوتي وان سمع لايصدق 0 الامر ليس بهذه البساطة كما تعتقدين سيدتي الفاضله

    • زائر 16 | 6:21 ص

      مثقفة ولا ..

      رجاءً ما هي الاسباب التي دعت الناس تقاطع الم نكن نشتري ونتعامل معهم بحسن نية ماذا حصل رجاءً تحري . وكما تقولين ( فطستي ) من الضحك الا يجدر بكِ سؤال الصاحب ومناقشتة فاذا كان مخطئ فلك الاجر في رجوعه الي الحق واذا كان مصيباً ارجوا منك التكملة اذا كان هو علي صواب وليس من حسن الاخلاق الضحك علي الاخرين

    • زائر 15 | 4:46 ص

      بارك الله فيكى وفى قلمك النزيه

      اختى الفاضلة نعم (للمقاطعه) تركت بيت الله وكملت صلأتى فى البيت انى اقسمت ان لآ اصلى بمسجد خطيبه يخرج عن اللياقه اللفظيه واساءت مدهب او طائفه اخرى تعالى وشاهدى بعينك هائولأء كيف يتجرؤن وكيف للمصلين كل الأنعام يستمتعون بهاكدا خطيب مسجد صح صح صح السانك يا امام.

    • زائر 14 | 4:40 ص

      رسالة

      رسالتي لأخواننا في المذهب الاخر : اذا لم تدركوها الى اليوم ان المقاطعة هى شكل من اشكال رد الفعل على فجيعة خطف الوطن و ارحلوا وانتهت الزيارة والخ من شعارات الإلغاء. التى سمعناها وشاهد ناها بأم اعيوننا اذا لم تدركوا ذلك الى اليوم فهذه فاجعة كبرى والرحمة على البحرين

    • زائر 13 | 4:20 ص

      الحقيقة

      المقاطعة قبل ان تكون لأسباب مادية فهى موقف سياسي يا سيدنى وبغض النظر عن تضرر التاجر او تأثره بهذه المقاطعة والتى لن تنتهي قبل ان تصفى النفوس

    • زائر 11 | 2:56 ص

      ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين

      جمعتك مباركة أختي العزيزة وجمعة جميع المسلمين أختي الكريمة لا تعجبي من أمر هؤلاء. لقد وصل الجهل ببعض الناس ولا أقول كل الناس الى درجة أن لا يود أن يرى الاخر يعيش معه على هذه الأرض الطيبة ناسيا أن ما تمر به ماهو الا سحابة صيف وستنجلي ان شاء الله عما قريب وأننا كل لا جزء نمثل هذا الوطن, ولا يسعبي فى هذا اليوم المبارك الا أن أدعوا الله العظيم الهداية للجميع. محرقي / حايكي

    • زائر 10 | 2:51 ص

      ولد البلد

      لو عدنا للوراء في مثل هذا اليوم من العام الماضي و بالذات في دوار اللؤلؤة ... كان هناك أسواق المنتزه و أسواق 24 ساعة جنباً إلى جنب و لم يسأل أحد عن مذهب أصحاب تلك المحلات بل أن المنتزه تمتع في تلك الفترة بإقبال و ازدهار و رعاية أكبر من جاره 24 ساعة بكثير .

      مريم ، كم نحن بحاجة إلى درر و جواهر مثلك.

    • زائر 9 | 2:33 ص

      شكرا مريم

      شكرا أختي مريم مقال ينسح على القلب و لكنني أضم صوتي لصاحب تعليق 5 و أنا من رأيه .. المقاطعة لمن صدمنا بفرحه عند مصائب غيره و من كلتا الطائفتين .

    • زائر 8 | 2:31 ص

      ملاحظة

      ولكن الغريب يا أخت مريم ان الحكومة نفسها التي تدعو المواطنين لعدم المقاطعة تقوم هي نفسها بمقاطعة تجار معينين بل وتلغي عقودا قائمة!

    • زائر 7 | 2:06 ص

      انا مقاطع

      انا مواطن بحريني احب بلدي وجميع اهل البحرين. تألمت ولا ازال من م سمي مقاطعه ولشدة حنقي من دلك قررت انا وزوجتي ان لا نتعامل الا مع المحلات المملوكه من قبل اخواني من المدهب الاخر .يؤسفني ان استخدم كلمات امقتها ولكن علينا ان نمتلك الشجاعة لننظر الي بعضنا كعائلة واحده وفي بيت واحد لنهزم كل ما يعكر صفونا ويسمم معيشتنا . شكرا استادتي الجليلة راجيا لك وللجميع جمعة مباركه .

    • زائر 6 | 12:40 ص

      ....

      انا لا اتفق بتاتاً مع كلامك اخت مريم .. لاني اقاطع من تلقاء نفسي وليس بسبب فتوة من احد او مسايرةً لأحد . إن مقاطعتي ليست مذهبية او طائفية ، بل هي(المقاطعة) لمن كان يفرح ويرقص عند سقوط كل شهيد وجريح وتيتم كل طفل وطفلة وترمل كل إمراة وحرقة كل أم فقدت ابنها او ابنتها ،، إن لنا حق، ولهم حق في ان نواسيهم ونمسح على رؤسهم بالوقوف معهم في وجه من استهزأ بدماء وأرواح اهلهم .. إن مقاطعتي ستستمر حتى خروج هؤلاء علناً والإعتذار عن ما فعلوه من استهزاء وضحك على جراحات المواطنين.

    • زائر 4 | 11:19 م

      للأسف يذكرني هذا المقال بتلك الكلمة التي جاءت في بيان التجمع في احتفال الذكرى الأولى..

      جاء في احتفال «صحوة شباب الفاتح» بالذكرى الأولى لانطلاق «تجمع الفاتح»، مساء الثلثاء (21 فبراير/ شباط 2011)، البيان إن «من أهم الأدوات الشعبية، التي استخدمها الناس لبيان رفض المخطط الانقلابي، المقاطعة الاقتصادية، لمن مول هذه العملية الانقلابية من أموالنا، ونحن في اقتصاد حر، وأحرار في قراراتنا الاقتصادية، وسنستمر، ما دام ذلك السلوك الانقلابي المشين موجوداً».
      العدد 3455 | الأربعاء 22 فبراير 2012م الموافق 30 ربيع الاول 1433هـ

    • زائر 3 | 11:00 م

      حرب شعواء؟؟!! مع من؟؟ غريب هذا الفكر..

      قال: كيف تستطيعان الجلوس فيها ونحن في حرب شعواء؟

    • زائر 2 | 10:37 م

      جمعه مباركه يادانه الحد

      يبنيتي في العلن نجد الناس تتسابق لخطابات الوحده وكانها متعطشه للوحده وكانها تريد ان تجد ضاله ضاعت منها في خضم الرزايا ولكن في الباطن نفوس مريضه وتشجع على مقاطعه فلان وشتم علان الاغرب من الموقف الذي اضحكك كثيرا كان البعض قبل اشهر لايدخل اي محل لشراء احتياجاته قبل ان يسئل العمال اذا كان المحل لاحد من هذه الطائفه او تلك ليتاكد ان جواز الشراء او التعامل مع هذا المحل لايخرجه من المله والتازما منه بوحده المقاطعه وهم الان من اشد المغردين لمقاطعه المقاطعه وش حدا حتى بدا ما ندري...ديهي حر

    • زائر 1 | 9:58 م

      مقاطعة المحبه

      استغرب من الي يدعون للمقاطعة
      في بلادنا الي تضم المسلمين من المذهبين
      واستغرب منهم ما قالو خل نقاطع اعدااااء الاسلام

اقرأ ايضاً