العدد 3472 - الجمعة 09 مارس 2012م الموافق 16 ربيع الثاني 1433هـ

لن يقبل الشعب البحريني أن يعود بخفي حنين!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

إن الحراك الشعبي المدني غير المسبوق في تاريخ البحرين الحديث الذي انطلق في 14 فبراير/شباط 2011، والذي مازالت تداعياته وانعكاساته مستمرة على مختلف مناحي الحياة... لم يكن زوبعةً في فنجان، ولا سحابة صيف عابرة كما يعتقد البعض، وإنما هو مخاض شعبي طبيعي ودليل على حيوية وصحة المجتمع البحريني. فمن يرصد التاريخ ويقرأ عن الاحتجاجات السلمية التي انطلقت في دول الربيع العربي وغيرها، سيجد في الغالب ان من أهم أسبابها غياب العدالة وانتشار الفساد والخلل الطبقي في المجتمع، أي وجود طبقة أقلية غنية وطبقة غالبية فقيرة.

لسنا بعيدين طبعاً عن الربيع العربي، وبعد هذا المخاض العسير الذي مازالت البحرين تعيش تداعياته، فإن من يرفض إحداث تعديلات دستورية جوهرية بحجة أنه كانت هناك أخطاء ارتكبت أو هناك تآمر أو استقواء بالخارج من قبل قوى المعارضة، عليه أن يطلب من الطرف الآخر أن يعلنها على الناس وبوضوح ومن خلال الأدلة القطعية بأن ما تُطالب به المعارضة من إصلاح وتغيير هو عبارة عن مطالب تعكس إرادات خارجية وليست مطالب بحرينية خالصة. وهنا نتساءل ألم يبرئ تقرير لجنة تقصي الحقائق المستقلة (بسيوني) المعارضة من تبعيتها لأية دولة أجنبية؟ ألم يدع التقرير النظام والقوى الوطنية إلى مصالحة وحوار حقيقي جاد ومنتج؟ ألم يقل وزير خارجية البحرين في أحد المؤتمرات الصحافية أثناء فترة الأحداث ان جمعية الوفاق شريك في العملية السياسية؟ ألم يقل سمو ولي العهد ان الخروج من الأزمة يتم من خلال الحوار وإن الحل يجب أن يكون صناعة بحرينية ؟

إن من يزايد على القيادة السياسية في البحرين وتقرير بسيوني، وتقارير مفوضية حقوق الإنسان وغيرها، متستراً بقطاع الطائفية ويريد أن يكون كاثوليكياً أكثر من البابا فهو إما أن يعيش في وهم أو لديه أجندات غير معلنة هدفها إيقاف وتعطيل، بل وتدمير قطار الإصلاح والتغيير إلى الأفضل في مملكة البحرين، وهذا الأمر بالطبع يجرنا إلى مسألة خطيرة جداً تهدد السلم الأهلي وهي انسداد أُفق الحل السياسي وبالتالي استمرار البحرين في حالة من عدم الاستقرار المجتمعي والذي قد يجر إلى مواجهات قد تخرج عن السيطرة وتحرق الأخضر واليابس. وما حصل حديثاً في منطقة عراد وقبلها في فريق الحياك وبعض مناطق مدينة حمد وداركليب والبسيتين... إنما هي مؤشرات وأجراس إنذار.

إن النظام السياسي في البحرين مُطالبٌ اليوم أكثر من أي وقت مضى بوقفة جادة والقيام بمراجعة شاملة لجميع حساباته السياسية، ودراسة ما ورد في تقرير «بسيوني» وتقارير المنظمات الدولية كالمجلس العالمي لحقوق الإنسان ومنظمة«هيومن رايتس ووتش» و«أمنستي انترنشيونال» وغيرها، دراسة متعمقة من جهة ومن جهة أُخرى تلمس حراك كل من الشارع السياسي الشيعي والسني. إن ترك القضايا المفصلية والمصيرية للقدر أو للفوضى الخلاقة قد تكون نتائجه وخيمة على حاضر ومستقبل البحرين وأهلها.

إن البحرين لن تحلق في رحاب الديمقراطية الحقيقية إلا بجناحين كما كانت في الماضي، وإن الحراك الشعبي الشيعي والسني بالتأكيد له مطالب شرعية لا يختلف عليها اثنان، وإلا لماذا خرجت جميع مكونات الشعب البحريني رافعة مطالب بالإصلاح والتغيير؟

إن هذا الحراك وإن تفاوتت السقوف بين الفرقاء السياسيين فيما يتعلق بالإصلاح، يريد أن تكون للشعب مشاركة حقيقية وفاعلة في صناعة القرار السياسي ويريد أن يكون الشعب البحريني مشرعاً ورقيباً وحسيباً حقيقياً لا شكلياً على أداء الحكومة. هذا الحراك يريد أن يرى عدالة في توزيع الثروات، وأن يرى المواطن البحريني يتمتع بخيرات بلده في عزة وكرامة، لا أن يعيش على العطايا والهبات والمساعدات وفتات الموائد. إن هذا الحراك والمخاض الشعبي المطلبي لن يقبل في اعتقادي بأن يعود بخفي حنين... فمن يرفع الشراع

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3472 - الجمعة 09 مارس 2012م الموافق 16 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 3:39 ص

      بوح وطن

      ما نفتقده قبل حسن الظن بالنوايا هو العقلانية والإتزان..

      نحتاج لوقفات الرجال التي تخرس كل الألسن التي صالت وجالت ولم تثمن من تخاطب، ولا قيمة ما يقال..

      عاشت الأقلام الحره.. أقلام الرجال القلائل في زمانٍ رماديّ اللون كهذا الذي نعيش..

      شكراً لك أستاذ، وشكراً لروحك الحرة المتألقة على الدوام.. في وقتٍ كثرت فيه العبيد..

    • زائر 12 | 2:53 ص

      الاستاذ عيسي رجل منصف وخلوق

      عندما اقرأ مقالات الاستاذ اشعربالفخر لانه كان استاذي في المرحلة الاعداديه ومعروف من ذلك الوقت بالتعقل والانصاف وطيب الاخلاق فهنيئا للبحرين أمثال هذا الرجل الشريف ونتمني له كل خير

    • زائر 11 | 2:22 ص

      المواطن البحريني وأي مواطن في أي مكان من العالم

      المواطن في أي بقعة من العالم ينشد الحرية والكرامة ومستعد للتضحية من أجل نيلهما وهذا مالاحظناه في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية

      ومن لا لا يريد لنفسه العزة والكرامة فهذا شأنه ولكن ليس عليه اجبار الاخرين فيما يرى

      أما خلق نزاع وهمي بين فرقاء الوطن فتلك لعبة من الاعيب واحابيل الشيطان

      شكرا على ما قلت

    • زائر 10 | 1:29 ص

      لائحة شرف

      من يسجل اسمة في لائحة الشرف من المواطنين الشرفاء مثل هذا الرجل الشريف اللة معاكم .

    • زائر 9 | 1:10 ص

      نعم لن يعود بخفي حنين

      شكرا لك لقد قلت مافي قلوب الكثيرين من هذا الشعب
      والشعب يريد مشاركة حقيقية لا مشاركة للاستهلاك الاعلامي "لمجموعة المقربين" من بعض الفئات حسب الطلب وعند الاوقات للتغطية على الواقع المعاش

      الشعب يريد المشاركة في صناعة القرار ( الحقيقي وليس المزيف)

    • زائر 8 | 1:08 ص

      في الصميم

      كلام عقلاني وجرىء من كاتب عاقل ... لقد عرفت هذا الرجل المحترم منذ ان كان مسؤل كبير في السوق الحرة / المطار .... يعطيك العافية

    • زائر 6 | 11:43 م

      مطالب الوطن

      لو ينطق الوطن لصرخ ان خيري لكم و دفئ حضني لجميع ابنائي فلا تختصموا ولا يجور بعضكم على بعض ولا يتمنى منكم لاخيه هلاكا او سقما

    • زائر 2 | 11:05 م

      عساك سالم يبو عبدالله

      كل بحريني قح يخوي جاهز لرفع شراع الوطن وكل السواعد السمر جاهزه لان تتعاضد وتدير عجله النهضه في الوطن الذي هو امانه في عنق كل اصيل مثلك وشرواك يبوعبدالله معالجه ما نمر به من زوابع وطوافين يتطلب منا الوعي الكافي لتجاوز ازمات كفيله بطحن الوطن والمواطن الذي ليس له وطن اخر غير هذا الوطن يبوعبدالله عندما ارى من يدعي انه بحريني بس لانه يحمل الحمر عن السنه والشيعه تهتز الارض تحت اقدامي لانه ليس منطقنا ولا منطق ابائنا واجدادنا لانكون كلنعام ندفن رؤسنا وننتظر زوال الخطر المحذق بنا يبوعبدالله...ديهي حر

اقرأ ايضاً