العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ

إنجاز آخر ما تتطلبه «محاكمة القرن» في اعتداءات 11 سبتمبر

بعد مرور تسعة أعوام على اعتقاله في باكستان، يتوقع أن تتم إحالة العقل المدبر الذي أعلن مسئوليته عن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 خالد شيخ محمد قريباً أمام القضاء، في حين يبدو أنه تم إنجاز آخر ما تتطلبه «محاكمة القرن» المرتقبة جداً من خطوات.

وبعد سنوات من التردد، تم تخطي مرحلة مهمة الأسبوع الماضي عندما اتفق مساعد سابق لخالد شيخ محمد مع الحكومة للإدلاء بشهادته ضد الشخص الذي يعلن تبنيه الاعتداءات الأكثر دموية في التاريخ.

وبعد أكثر من عشرة أعوام على اعتداءات العام 2001 التي أوقعت قرابة ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة، يبقى الكويتي البالغ من العمر 46 عاماً، الملقب «كي إس إم» الأحرف الأولى من اسمه بالإنجليزية، الوجه الأخير المطلوب القضاء عليه في حملة الملاحقة التي شنتها إدارتان أميركيتان متتاليتان.

وأعلن رئيس فريق المدعين العسكريين السابق، الكولونيل موريس ديفيس لوكالة «فرانس برس» أن باراك أوباما «يمكن أن يفتخر بأنه قضى على بن لادن والعولقي، وبالتالي فإن القضاء على خالد شيخ محمد سيشكل فوزاً ثلاثياً».

وكان الرئيس الديمقراطي يريد محاكمة العقل المدبر للاعتداءات وأربعة متهمين آخرين في منهاتن على مقربة من مبنى مركز التجارة العالمي «غراوند زيرو» حيث كان يرتفع البرجان التوأمان. لكن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس منعوه من ذلك وجمدوا قراراً يقضي بنقل مشبوهين بالإرهاب إلى الأراضي الأميركية.

والمتهمون الخمسة باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والذين يطلق عليهم اسم «غيتمو 5» لأنهم محتجزون في سجن غوانتنامو في كوبا، سيحاكمون بالتالي أمام محكمة عسكرية استثنائية انشأها جورج بوش ثم خضعت لعملية إصلاحية في عهد باراك أوباما.

وخالد شيخ محمد وكذلك السعودي وليد بن عطاش واليمني رمزي بن الشيبة والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب بعمار البلوشي والسعودي مصطفى أحمد الحوسوي يواجهون عقوبة الإعدام.

ويتضمن قرار الاتهام 2976 تهمة بالقتل بما يعادل عدد الضحايا الذين تجرى من أجلهم ملاحقة الأشخاص الخمسة الذين يفترض أنهم نظموا الاعتداءات.

وندد وزير العدل السابق في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مايكل موكاسي قائلاً «أوقفوا استخدام القفازات وتجاهلوا عبارة (مفترض)، أن خالد شيخ محمد اعترف (بذنبه) مرات عدة».

وقد تم جمع الاعترافات الأولى للكويتي الذي اعتقل في الأول من مارس 2003، تحت التعذيب عندما خضع لـ 183 عملية إيهام بالغرق في سجن سري لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

لكن «لا يمكن استخدام أي إعلان تم الحصول عليه تحت الإكراه» أمام لجنة عسكرية، كما أعلن رئيس فريق المدعين الجنرال مارك مارتنز لوكالة «فرانس برس».

وإذا كان خالد شيخ محمد كرر اعترافاته منذ ذلك الوقت، فإن الاتهام كان بحاجة إلى تصريحات تم الحصول عليها بصورة قانونية.

وهذا ما حصل مع شهادة ماجد خان الباكستاني الذي اعترف في غوانتنامو بمسئوليته عن محاولات اعتداء تم إعدادها بناءً على أوامر خالد شيخ محمد، ووافق على التعاون مقابل تخفيض مدة عقوبته.

وقالت كارن غرينبرغ المتخصصة بمسائل الأمن في «فوردام لو سكول» (معهد فوردام لدراسة القانون) لوكالة «فرانس برس»: «إذا كان خان قدم معلومات حول خالد شيخ محمد (...) فذلك سيسرع ولا شك في الإجراءات».

وسيكون في الإمكان اتهام خالد شيخ محمد رسمياً أمام قاض في غوانتنامو، وهي مرحلة وشيكة، بحسب المراقبين. وأضاف المدعي مارتنز أنه بات أمام الهيئة العليا للمحاكم العسكرية «كل ما تحتاج اليه لاتخاذ قرار».

وقال آدم ثورشويل، المحامي المتخصص في عقوبة الإعدام الذي يشارك في فريق الدفاع لوكالة «فرانس برس»، إن أحد المتهمين الخمسة، وهو عمار البلوشي، طلب أن يتم تجنيبه عقوبة الإعدام و»إذا اعترفوا بمسئوليتهم، فإن الكونغرس جعل من إعدامهم أمراً ممكناً».

لكن «كل شيء يتوقف» على السلطة العسكرية التي «لا تتقيد بمهلة»، كما أضاف جيمس كونيل محامي البلوشي.

وإذا أحيل الخمسة قريباً أمام المحكمة، فإن «محاكمة القرن» كما يسميها مراقبون، غير مرتقبة قبل عدة أشهر. وأوضح المحلل ديفيد ريفكين أن «خالد شيخ محمد سيستفيد منها ليوجه نقداً لاذعاً للسياسة الأميركية».

وأعلن خالد شيخ محمد «ساكون شهيداً على المدى الطويل».

العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً