العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ

هيئة شئون الإعلام والعودة للوراء

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

أوقفوهم في بداية الأمر من دون رواتب لأشهر طويلة، ثم صرفوا لهم أرباع رواتبهم، ثم الرواتب كاملة من بعد حفظ قضاياهم في النيابة لعدم أهميتها كما أخبروهم، ولكن من دون عودتهم إلى مواقع عملهم بسبب عدم وجود تصريح رسمي بالعودة، وهو ما يعني استمرار التوقيف عن الدوام لأجل غير معلوم، إلى أن اتصلوا بهم قبل أيام للعودة إلى الهيئة ولكن برتب ومناصب أقلّ، بل كعمال في المطبعة تحديداً.

ذلك كان مختصر حكاية انتقام هيئة شئون الإعلام من موظفيها الذين طالما تميّزوا وأبدعوا في الهيئة وخارجها، بل وفي البحرين وخارجها؛ إذ فوجئنا بخبر نقل بعض الكوادر المتميزة من موظفين ورؤساء أقسام ومذيعين ومخرجين ومهندسين إلى المطبعة، بعد أن تدرجوا في مواقعهم السابقة وأثبتوا تميزهم حتى وصلوا إلى مناصبهم التي كانت محط أنظار كثيرٍ من الحساد والوشاة.

مجموعة يفوق عددها أصابع اليدين تسلمت هذا الإخطار بالعودة للعمل ولكن في المطبعة كنوع من التهميش والنيل من الكرامة، ولكن المجموعة أبت العودة إلا بحقوقها الكاملة من دون المساس بعزة نفسها وهدر حقوقها في العودة إلى مواقع عملها كما أوصت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وما جاء من دعوات منظمة العمل الدولية خلال زياراتها الأخيرة لمملكة البحرين واللجان الموضوعة لتنفيذ التوصيات المنادية باحترام حقوق العمال.

الموقوفون هؤلاء يُعتبرون من خيرة الكوادر، وبعضهم لم يشاركوا يوماً في مسيرة أو يكتبوا كلمةً تفهم بأنها «معارضة»، ولكنهم أوقفوا عن أعمالهم بسبب وشاةٍ أرادوا بهم سوءاً ليخلوا لهم الجو فيستولوا على مناصبهم، وهو ما لم يحصلوا عليه، إذ ان المناصب السابقة لهم لم تشغل بعد ومازالت في انتظارهم.

ما حدث في الفترة السابقة من التخلّي عن الكثير من الكوادر في هيئة شئون الإعلام أدى إلى إضعاف منتجها الإعلامي بشكل كبير، فقد استغنت الهيئة عن المجموعة التي استقطبتها عندما كانت وزارةً مشتركةً مع الثقافة، والتي تحدّت بها الكثير من القوانين بحجة قدرتها على تقديم أعمال متميزة، استغنت عنها على رغم تميزها الفعلي وما أحدثته من طفرة نوعية في المنتج الإعلامي البحريني الذي كان يعتمد على الإبداع والتجديد، لا التكرار والرتابة، منتج يعتمد على إظهار صوت المواطن لا صوت المسئول، وإظهار الحق لا «التطبيل» للباطل.

تخلت هيئة شئون الإعلام عن الكوادر الشابة التي طالما كانت لها مبعث فخر، فتنازلت عن تميّزٍ كان ملفتاً وقلّما نجده في تلفزيون وإذاعة البحرين، لتستعين بكوادر غير مؤهلة تأهيلاً كافياً وكأنها في سباق مع الانتقام من النجاح.

وبعد أن انتهت مهمة الموظفين من أصحاب العقود المؤقتة، تعود اليوم الحكاية مع الكوادر من أصحاب العقود الدائمة لتوقفهم عن أعمالهم وتنقلهم نقلاً تعسفياً إلى مواقع يُراد لها أن تكون ذلاً لهم. هيئة شئون الإعلام لا تشعر بأنها بهذا قد تسقط سيف الفشل على رقبتها الموضوعة تحت المقصلة بتخليها عن المتميز من الكوادر.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:15 م

      الى زائر رقم 6

      تعليقا على ماكتبت أعتقد انك مع الأسف الشديد تحتاج الى كورس كامل لمدة 4 اشهر عن الوطنية واذا لم تستطع مواصلة هذا الكورس فنصيحتي لك ان تبحث عن كتاب للمرحلة الأبتدائية للصف الخامس او الصف السادس .
      الوطنية اذ كانت في اعتقادك هي الخنوع للظلم والقهر
      وتقبيل الخشوم ونعم ياطويل العمر فهذه ليست وطنية الكاتبة اطال اااه في عمره سوسن دهنيم

      علي الهملي

    • زائر 10 | 2:57 م

      الأعلام البحريني ماذا يريد؟

      الأعلام البحريني بدلا ان يبحث عن قضايا تهم الوطن والمواطن ذهب مع الأسف الشديد الى خلق مشكلة بين الشيعتي والسنة وكأن القضية هي طائفية وليس سياسية بحته علما أن الأعلام من المفترض أن يكون للبحرنيين بشيعته وسنتة وان لايفرق بين أحدا منهم وان اختلفوا في آرائهم ففي أخر المطاف هذا وطنهم ومن حق كل انسان ان يعبر عن رأيه

    • زائر 9 | 6:52 ص

      الى زائر رقم 6

      يبدو أنك بحاجة لهذه الوطنية ايها المجهول ، لأنك لا تعرف ما معنى أن يقول الكاتب او الاعلامي كلمة الحق
      الاستاذة سوسن رمزا للوطنية وجميع كتاب هذه الجريدة أيضا لكنك لا تعرف إلا كيف يكون قول نعم وتظن أن النعم هي الوطنية . لدين االكثير من الأمور التي يجب أن لا نسكت عنها ولكن كلما وجدنا ناس مثلك لا يريدون الكتابة ويعتبرون الكتاب خونة أو دون وطنية لن تتصلح وسنبقى نعود الى نقطة الصفر
      استاذة سوسن : لا تستمعي إلى هؤلاء أنت أروع من أن يضايقونك

    • زائر 8 | 6:00 ص

      عزيزتي الكاتبة

      أنا أحترم وجهت نظركِ ولكن،،،
      سبق وأن قلت لكِ يجب أن تأخذي دروس خصوصية عن الوطنية ومعناها ولكن لم تسمعي كلامي

    • زائر 6 | 1:32 ص

      كل شيء للوراء

      كل شيئ للوراء الصحة والإعلام وزارة التربية والتعليم ...والخ كان الله في عونك يا شعب البحرين .

      مقال رائع سلمتِ يا أخت سوسن .

    • زائر 4 | 12:46 ص

      في ديرتي كل شئ غير

      عندما كان المرحوم طارق المؤيد وزير الإعلام الأسبق طور الإعلام البحريني لمستوي عالي وبعد إستبداله واستبدال الكوادر المميزية هبط المستوي الإعلامي في البحرين.
      وكذلك عندما كان الدكتور علي فخرو وزير التربية إرتفع المستوي التعليمي في البحرين وبعد إستبداله واستبدال الكوادر المميزية هبط المستوي التعليمي في البحرين.

    • زائر 3 | 12:12 ص

      ـــ وما حيلة الصطر ألا ركوبها ــ

      اسف كبير ليس له حدود على ما أقدمت عليه هيئة شئؤن الاعلام . وهؤلاء الاعلاميين لهم صداقات مع إعلاميوا دول مجلس التعاون فماذا سيكون موقفكم لم يطلع الخبر (( من مهندس او مخرج او مذيع إلى عامل في المطبعة )).
      (( هذا بدل أن تحاولوا أن تعيدوا الجمهووور إلى قناة العائلة العربية ، فهي عبد الكثير ما زالت مشفرة ،ما ادري واااه .

    • زائر 2 | 12:10 ص

      عجيب وغريب

      خبري ان بكل بلد يدورون على الكفاءات ويدعمونها عشان ترفع راسهم بالمحافل العالمية

      الا بالبحرين يدورون الكفاءات ويقمعونها بالسجن والفصل والاهانة

      ترى يا سلطة هؤلاء هم من خدموا البلاد ورفعوا اسمها عاليا

      اتقوا الله
      وكفاااااااااااااااية قتل للكفاءات

    • زائر 1 | 11:45 م

      صباح ال......

      صباح الظلم ياوطني في كل المجالات والتخصصات ، وايام جميله لم نرها بعد؟!!

اقرأ ايضاً