العدد 3476 - الثلثاء 13 مارس 2012م الموافق 20 ربيع الثاني 1433هـ

فوضى سياسية أم إدارية في المدارس الحكومية؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهدت البحرين خلال اليومين الماضيين حادثة فريدة من نوعها لم تحدث من قبل، فقد أقدم طلاب مدرسة ابتدائية (من الصف الأول حتى الرابع ابتدائي) وبتحريض من أولياء أمورهم على الإضراب عن الدراسة، والامتناع عن الذهاب للمدرسة، احتجاجا على أداء مديرة المدرسة.

والسؤال... لماذا؟

هل يحمل هؤلاء الطلبة، وأولياء أمورهم أجندة سياسية، تستهدف إسقاط مديرة المدرسة؟ أم لهؤلاء الطلبة وعوائلهم مخططات انقلابية؟، فكل تلك السيناريوهات ممكنة في مفهوم وزارة التربية والتعليم، إذا ما رأينا أن الحالة التعليمية في البحرين أصبحت بمفهوم الوزارة مهددة من قبل مجاميع تخريبية، تستهدف المدارس في كل لحظة، إذ لا تجد وزارة التربية عملاً غير رصد تلك الأحداث، وتصويرها على أنها عمليات إرهابية مخططة لضرب الحركة التعليمية في البحرين.

فعندما تتحول علبة المياه البلاستيكية لـ «مولوتوف» تستخدمها مجاميع طلابية للتدريب أثناء الدوام الدراسي، وعندما يحدث حريق بسيط على بعد شارع من سور المدرسة، فيصور ذلك على أنه عمل إرهابي يستهدف الحركة التعليمية...

وعندما يلقي طفل صغير بحصى على زجاج نافذة صف في مدرسته، فكأنه رمى بقنبلة عنقودية، يستهدف فيها نسف المدرسة، لتعيش وزارة التربية حالة استنفار غير اعتيادية، لأحداث عشناها لسنين، فمن منا لم يعش في مراحله التعليمية من الابتدائية حتى الثانوية مثل هذه الحالات البسيطة من تكسير لزجاج النوافذ، أو كتابة على الجدران، أو تخريب بعض الممتلكات، أو إشعال حريق بسيط هنا أو هناك، أو حتى معارك بين مجاميع طلابية داخل أسوار المدرسة وخارجها...

إذاً، حالة الفوضى التي تريد وزارة التربية والتعليم تصويرها على أنها فوضى سياسية، مخطط لها، ضمن أجندات استهداف الحركة التعليمية، ما هي إلا فوضى إدارية، نتيجة شحن نفسي لدى بعض الإداريين يحملون في صدورهم مواقف غير سوية ضد مكون رئيسي في هذا البلد.

حقيقية ما يحدث في مدرسة الدير الابتدائية، هو خوف أولياء الأمور على أبنائهم من تهم وتلفيقات أصبحت من بين الأمور الاعتيادية التي نسمع عنها في كل يوم... فصل طالب لأنه ردد عبارة «مسيئة»، وإيقاف مجموعة لأن المدرس العربي وجدهم يتقاذفون في الفسحة علبة مياه بلاستيكية، فتصورها «مولوتوف» أو أقرب للقنبلة الذرية، أو أن طفلة كتبت على كراستها عبارات سياسية، فأصبحت في نظر الدولة مجرمة إرهابية.

صمت وزارة التربية والتعليم غير المبرر عن مناشدات الأهالي بخصوص مدرسة الدير يضع ألف علامة استفهام، فإذا كان 453 طالبا توقفوا عن الذهاب للمدرسة، من أصل 461، لا يعني شيئا للوزارة، وإذا كان كل الأهالي وأولياء الأمور يرفضون تلك المديرة، ولم يحرك ذلك الرفض الوزارة، وإذا كان الإضراب يدخل يومه الثالث، ولم تفعل الوزارة شيئا سوى لقاء نائب الدائرة لبحث موضوع غياب طلبة مدرسة الدير الابتدائية وسبل حل هذا الموضوع بما يحقق مصلحة الطلبة، فماذا نفهم من ذلك، في ظل نكران الوزارة احتجاجات الطلبة لتصفها بـ «الغياب».

فليس بمستغرب أن تقرر الوزارة إيقاف أكثر من 400 طالب عن الدارسة بحجة الإجراءات الإدارية والتربوية، ولكن كل ذلك لن يحل المشكلة، بل سيفاقمها، إذا ما انتقلت عدوى إضراب الطلاب لمدارس أخرى تشهد النوعية ذاتها من الإدارات الطائفية.

خلاصة القول، ما يحدث في بعض المدارس الحكومية، هو فوضى إدارية، تريد وزارة التربية تصويرها على أنها فوضى سياسية ضمن أجندات انقلابية لضرب الحركة التعليمية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3476 - الثلثاء 13 مارس 2012م الموافق 20 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 11:25 ص

      على التربية السلام

      أدا وضعت الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب أصبحت النتائج غير مرضية

    • زائر 22 | 9:21 ص

      على التعليم السلام

      الطلبة والمدرسين يعانون
      الايقافات مستمرة والضغوطات مستمر ودمار البلد مستمر فالى اين سنكون
      هل يدرس الطلبة مجرد حصص احتياط !!
      هل مدرسة يوقف بها مدرسين وايقاف مع غياب تتعدى ال100 ساعة اين التنظيم ياوزارة التربية
      هل العقاب اعمى عيونكم فاصبحنا نعيش بواقع جريمة وتحقيق مستمر بالمدارس مهزلة تعليمية لم تمر على تاريخ البحرين بالتعليم

    • زائر 21 | 5:15 ص

      رد على 13

      تتكلم عن زج الاطفال في السياسه ولاتتكلم عن تعرض هؤلاء للضرب والتنكيل واعتقال عوائلهم وتكسير وضرب بيوتهم بشتى انواع الغازات وحصار مناطقهم وملاحقتهم حتى لمدارسهم وسكوت وزارة التربيه والتعليم والمسئولين في المدارس على مضايقتهم من قبل بعض الطلبه المنتمين لفئة السكان الجدد

    • زائر 20 | 4:18 ص

      هذا نتاج

      جريمة زج الأطفال في الحراك السياسي

    • زائر 19 | 3:09 ص

      ربما تسمى فوضى

      لو نظرنا لما يحصل في فلسطين وقارناه هنا بدول مبالغة فالوضع شبيه بذلك الوضع فالبعض اصبح يحقد على فئة معينة ويحاول النيل منها بما اوتي من سلطة وحيث ان هذه الفئة تتبوء معظم المناصب فهي تحاول اقصاء الفئة الاخرى والعمل على ابعاد حتى طلابها من مراكز التفوق.
      هي سياسة لدى البعض يعتقد ان البلد له وحده لا شريك له فيه وهو يتصرف على ضوء هذا الشعور ومن يقول لي غير ذلك فليبرهن على خلاف قولي

    • زائر 18 | 3:04 ص

      استاذ هاني ارجوا الكتابة عن معاناة المعلمين

      وزارة التربية وفن إهانة المعلم . فمن التحقيق والمجالس التأديبية الطائفية الى استدعاءات مراكز الشرطة وقطع الراتب والتوقيف عن العمل وأخيرا التحويل للمحكمة بتهمة عرقلة العملية التعليمية! اين ما قاله بسيوني ان الإضراب كان في نطاق المعايير العالمية؟

    • زائر 17 | 2:24 ص

      تصوروا وياي

      العقلانيه غائبه من عقول هؤلاء البشر يعني بدل ان تكون مربيه فاضله وتعطف على الطلبه الصغار تراها تحرض وتستدعي قوات الشغب بمناسبه وغير مناسبه يعني لوين تريدونا نشتكي للامم المتحده بتقولون يشتكون علينا بره ويشوهون سمعتنا اذا انتوا تاخذون الامور بعدائيه وطائفيه شلون نقدر نواصل لعيش واياكم وهي مو يوم او يومين سنين

    • زائر 15 | 1:50 ص

      هذه الأيام الكل في موقعه صاير فرعون

      الكل صاير في موقعه فرعون عليها الكل يريد ان ينهش وما دروا ان الأيام دول ولا يدوم غير الحق والصح ولن تنفع تلك الحركات والمدارس جزء من هذا الحراك .

    • زائر 14 | 1:37 ص

      ذكرتوني

      مجرد غياب هذا الكم من الطلبة و لأي سبب كفيل بوجود قرارات إدارية حاسمة
      فما بالك بسبب إهانة الطفولة وتسييس التعليم

    • زائر 13 | 1:22 ص

      فوضى

      مأساة بكل ما للكلمة من معنى ومستقبل ابناءنا سيذهب ادراحج الرياح

    • زائر 11 | 1:08 ص

      هذه الأمور نتيجة القرارت الغير صائبة

      هذه التصرفات لم تأتي من فراغ أو ان الادارة التعليمية بوزارة التربية لاتعلم بشئ لانه هذه التصرفات على مستوى كبير وهي واضحة ليست تصرفات شخصية بل انها ممنهجة للوصول للاهداف المرجوة وهو الخروج بصورة نهائية ان الموضوع سياسي

    • زائر 9 | 12:53 ص

      قوضي ادارية ومتمصلحة

      الفوضي في كل مكان مع التمصلح لا اخلاخي حتي في الشارع او في الحديقو او في المجمع او في المستشفيات حتي في الهواء
      يارب الفرج

    • زائر 7 | 11:52 م

      كفيت وفيت يا ولد فردان

      ان لم تستحي افعل ماء شئت من هم المخربين ومن هم اصحاب المشاكل بالله عليك مديرة مدرسة تخرج اجيال هكذا تفعل بطالباتها ولكن ماذا تقول ادا زرع الحقد

    • زائر 6 | 11:50 م

      ارباك في ارباك

      اذا اتت الوزاره بمن لا يملك حس وطني ومعبئ طائفيا ماذا ستكون النتيجه غير الفوضى واي تربيه وتعليم على الوزاره ان تنئا بمفسها عن هذا المنزلق الخطير

    • زائر 3 | 11:04 م

      انها حبائل الشيطان

      حقا على الوزارة اذا كانت فعلا جادة في معالجة الامر احالة المديرة الى محكمة عادلة على التهم المصورة للطلبة الصغار على انهم مصنعو قنابل
      واذا كانت الوزارة فعلا جادة لماذا لا يصدر تصريح رسمي من الوزارة على لسان مسؤول كما كان يحدث سابقا أم الامر تغير ام في الامر ما لا يمكن الاعلان عنه عجب عجب

    • زائر 1 | 10:23 م

      ولي أمر طالبه

      احسنت ايها الكاتب المخضرم لقد فصلت ابنتي من احدى المدارس الاعداديه اسبوع لانها كانت تردد مع بعض الطالبات في الفسحه مقطوعة عزاء لاحد الرواديد أن مايحدث في المدارس الحكوميه فعلا فوضى لا تطاق تعبنا وحنا أنحاتي اولادنا

اقرأ ايضاً