العدد 3480 - السبت 17 مارس 2012م الموافق 24 ربيع الثاني 1433هـ

«المعارضة » تتضامن مع «الرموز المعتقلين » بالشموع والشارات الصفراء

«التقدمي » يشارك للمرة الأولى منذ أشهر في فعاليات «الجمعيات السياسية»

أوقدت الجمعيات السياسية الست (الوفاق، وعد، القومي، الوحدوي، الإخاء، أمل) الشموع، وعلّق الحضور شارات صفراء اللون تضامناً مع «الرموز السياسية المعتقلين»، في مهرجانٍ خطابي أقامته في مقر جمعية العمل الوطني (وعد) في أم الحصم مساء أمس السبت (17 مارس/ آذار 2012).

ووقف الحضور الذين ملأوا القاعة حداداً، قبل أن تتحدث دلال شريف، وفاطمة المحفوظ باسم أسر الرموز عن اثنين من قيادات الجمعيات السياسية المعارضة المعتقلين.

وبدا لافتاً مشاركة جمعية المنبر التقدمي في هذه الفعالية التضامنية، بعد أن انزوت عدة أشهر عن جميع فعاليات الجمعيات السياسية المعارضة، حيث ألقى عضو المكتب السياسي في الجمعية فاضل الحليبي كلمة تضامنية مع الرموز الوطنية.

من جانبها، سردت رئيس اللجنة المركزية لجمعية «وعد» منيرة فخرو كيفية اعتقال الأمين العام للجمعية إبراهيم شريف، ذاكرة أنه اعتقل بسبب مواقفه السياسية وكشفه العديد من ملفات الفساد في البلاد.

وأشارت فخرو إلى أن «تقرير لجنة تقصي الحقائق أكد بطلان اعتقاله، وطالبت باسم الجمعية بالإفراج الفوري عنه «.

وألقى عضو الأمانة العامة لجمعية «الوفاق» جواد فيروز كلمة خلال المهرجان التضامني لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاعتقال النشطاء والرموز، مشيداً بالدور الوطني للقوى المعارضة وقياداتها، ذاكراً بعض المواقف التي جمعته بالأمين العام لجمعية «وعد» المعتقل إبراهيم شريف في سجن القرين».

ونقل فيروز عن شريف تشديده على وحدة قوى المعارضة، وتحذيره من دخول أي مشروع سياسي مقبل بشكلٍ منفرد، بل تشكيل هيئة وطنية جامعة موحدة للقوى الوطنية.

بعد ذلك، عرض فيلم بعنوان: «شمعة في الظلام» يتحدث عن سيرة الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف ومحطات نضاله وحراكه الوطني.

أما الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي، فحيا نضال الرموز الوطنية، مشيراً إلى أن الخيار الأمني أثبت فشله أمام الحراك الشعبي، وأنه لابد من الولوج إلى الخيار السياسي للخروج من الأزمة في البلاد.

وشدد العالي في كلمته على أن «سياسات الشحن والفرز الطائفي، لم تعد مجدية، وليست خياراً ناجحاً، وأن الحوار الجاد هو المخرج لما نحن فيه»، مؤكدا أن «أي حوار يراد منه كسب الوقت لن يؤدي إلى أي تقدم على الصعيد الوطني».

من جهته؛ قال نائب الأمين العام لجمعية «التجمع الوحدوي» حسن مرزوق: إن «الرموز المعتقلين أحرار في ضمائرنا ووجداننا وفي حراكنا الوطني». مبدياً باسم جمعيته تضامنه معهم، داعياً للإفراج الفوري عنهم.

وشدد مرزوق على أن الحراك الشعبي سيستمر حتى الإفراج عن هؤلاء الرموز وتحقيق المطالب العادلة للوصول إلى الحرية والديمقراطية الحقيقية».

أما أمين سر جمعية العمل الإسلامي رضوان الموسوي؛ فتحدث عن أن أي حوار وطني مقبل لابد أن يشارك فيه هؤلاء الرموز، مؤكداً دورهم الشعبي، وعارضاً جانباً من «حراكهم السلمي الذي قوبل بالانتهاكات والاعتقال».

وفي كلمة جمعية ا»لإخاء الوطني» قال أمينها العام موسى الأنصاري: إن «اعتقال الرموز كان الهدف منه تشتيت المعارضة وإضعافها، غير أن القوى الوطنية أصبحت أكثر تمسكاً وارتباطاً بهم».

وفي كلمة مؤثرة لأسرة الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف؛ قالت دلال شريف: «مر عام على غيابك وأنت الحاضر في قلوبنا، إبراهيم الإنسان، الابن والزوج والوالد والأخ والقريب».

وأضافت «فإذا افتقدك الوطن إبراهيم القائد الصامد الثابت؛ فنحن نفتقد إبراهيم البار العطوف، المتفهم المسئول، فأنت كل ذلك في علاقتك بنا».

وأردفت «لم تكن معنا يوماً غير ما كنت تدعو إليه، وتنادي به، من دعوات الكرامة والحرية والعدل، فقد كنت وما زلت متصالحاً دوماً مع ذاتك، غير متناقض معها، ففعلك معنا ترجمة لقولك، يتجلى ذلك في صيانتك كرامة أهل بيتك وعزتهم بمد يد العون لهم والوقوف معهم في كل شدة، على المستويين المادي والمعنوي».

وتابعت «كنت داعماً لحريتهم في أن يعيشوا حياتهم بالطريقة التي يريدونها وفيها خير لهم، بالنصيحة والمشورة التي لا تقيد، ولكن تفتح الفكر وتصوب المسار، وكنت العدل نفسه في تعاملك زوجاً وأباً وأخاً وقريباً، العدل الذي لا يثنيه اختلاف في الرأي».

وأكملت «ما أكثر المواقف التي نتذكرك فيها. نتذكرك طفلاً ويافعاً وشاباً ورجلاً، تبدت فيه ملامح الشخص الذي أنت عليه الآن، نتذكرك طفلاً نهماً للقراءة على غير عادة جيله، يتسلل لقراءة ما تقع عليه يده من كتب تتناثر في (رواشن) غرف بيت جده».

وقالت شريف: «نتذكرك طفلاً يتولى مسئوليته في تنظيف البيت وغسل الصحون التي حددها والده لكل أفراد الأسرة، لا فرق بين ذكر وأنثى، ومتحملاً عبئاً أكبر عندما يقدم أفراد عائلتك من المحرق لزيارتكم في يوم نوبتك للتنظيف، من دون احتجاج منك».

وواصلت «نتذكرك يافعاً تعمل في أثناء الإجازات إلى جانب دراستك محافظاً على تفوقك، ونتذكر اقتيادك من مطار البحرين إلى السجن قبل شهور من تخرجك مهندساً بالولايات المتحدة الأميركية».

وتابعت «نتذكر زياراتك الدائمة لأهلك في المحرق، لا يمنعك عنها إلا أمر قسري، تجلس بينهم وتسأل عنهم فرداً فرداً، فهم يفتقدون طريقك إليهم، فعمك وإن ساءت صحته وفقد الكثير من قدرته على التركيز والنطق، إلا أن دمعة متحجرة ونظرة متسائلة تبدو منه تستصرخ عندما يرد ذكرك: أين ابني إبراهيم؟».

وأردفت «نتذكر ابتسامتك الدائمة في مجالسنا العائلية إثر كل نقاش، وما أكثر ذلك بينهم، إذ لم يكن لاختلافهم معك في رأي سبباً في سخطك أو غضبك، فصدرك يسع الآخرين».

وأضافت «نتذكر اصطحابك لأبيك بسرعة البرق إلى أميركا في أيام معدودة وقد بدت عليه أعراض السرطان لتلازمه في مرضه صامداً صابراً».

وذكرت «أتذكر توبيخك اللطيف ونحن مجموعة من طلبة الثانوية العامة، عندما كنا نخطئ في فهم مبادئ المال والاستثمار، رافعاً بين يديك ذاك الكتاب الملون الصغير الذي بدأت بتدريسه أيضاً للرموز المعتقلين في العام الماضي في سجن القرين».

وواصلت «نتذكر تردادك دائماً وحتى في سجنك أنك متسامح مع كل من عاداك واختلف معك سياسيّاً، ولكن لا يمكن أن تقبل من يعاديك أو يعادي غيرك لسبب طائفي، ولا عجب في ذلك فقد تربيت في بيت سني عروبي، يقدر آل البيت ويجلهم، ففي جنباته صور عبدالناصر وقبلها صور فيصل الأول ملك العراق وابنه غازي (أبناء عمومتنا كما يقول جدك)».

وأفادت «كان جدك يجمع في مجلسه خليطاً من الناس بثقافات متعددة، الأمي والمتعلم، يجتمعون كل يوم ليرتفع النقاش ويطول في مختلف القضايا، ولكن اليوم الذي يخطب فيه عبدالناصر يكون يوماً من نوع آخر، يتم الاستعداد له من خلال أصابع جدك التي تضبط مؤشر الراديو على ذبذبات إذاعة صوت العرب، ويحل الصمت في المجلس عند عرض الخطاب ليقطع بالهتاف والتصفيق الذي يتردد صداه وتسمعه النسوة التي تتلصص آذانهن لسماع صوت عبدالناصر».

واستطردت «كان انتقال عائلتك إلى السلمانية، تلك المنطقة الجديدة آنذاك، التي ضمت عائلات من مختلف الأطياف، شيعة وسنة، سبباً فيما أنت عليه الآن، فالمحبة والألفة التي سادت الجميع رسمت الطريق الذي اخترته بأن تكون بحرينيّاً أولاً وأخيراً».

ولفتت إلى أن «المجال لا يسع لأن نقول من أنت يا إبراهيم، ولكن إذا قال «جبران» إن الحق يحتاج إلى رجلين، رجل ينطق به، ورجل يفهمه، فنحن نقول أنت الاثنين معاً».

وختمت دلال شريف بقولها: «أنت الوطني المتفاني في عمله الذي علَّمنا أن نقف مع الحق وإن واجهتنا جيوش الباطل، الذي علَّمنا سمات المواطن الشريف الذي لا يميز بين طائفة وأخرى أو دين وآخر، الذي علمنا التضحية من أجل قضية سامية. أنت المحب لذويك وزملائك ورفاقك وكل من حولك، وأنت الكريم في وقتك ومالك».

حضور المهرجان التضامني مع «الرموز السياسية المعتقلين» في مقر جمعية «وعد» أمس-تصوير محمد المخرق
حضور المهرجان التضامني مع «الرموز السياسية المعتقلين» في مقر جمعية «وعد» أمس-تصوير محمد المخرق

العدد 3480 - السبت 17 مارس 2012م الموافق 24 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:46 م

      شموع لا تنطفئ

      كم كان مقر جمعية وعد مضيئا بالحضور وقد كانت الشموع جميلة إذ كانت هي المعيار لرموزنا الأحرار الذين يقبعون في السجون. كلا لم ولن نفتقدهم لأنهم بيننا دائما. وإن غدا لناظره قريب. محرقي / حايكي

    • زائر 6 | 3:08 م

      الله يسامحكم على اللي سويتوه في البلد باسم الدموقرلطية

      للعلم انتم لا تمثلون غالبية البحرينيين مهما عملتم

    • زائر 5 | 4:20 ص

      الا يمكن التضامن مع الرموز بمسيرة مماثلة لـ9 مارس

      يمكن او لا يمكن

    • زائر 4 | 3:20 ص

      هلا

      شموع جمييييلة

    • زائر 3 | 2:52 ص

      الحرية لهم

      الحرية للرموز و المعتقلين ..

اقرأ ايضاً