العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

ميسي ماكينة تحطيم الأرقام القياسية... فما هو التالي؟

تخطى الحواجز الواقعية وأكد انه «الظاهرة» الحقيقية

سجل ليونيل ميسي -الذي كان طفلا هزيلا رفضه ريفر بليت العام 2000 على رغم أن واحدا من مدربي الشباب في النادي وصفه بأنه مزيج من عمر سيفوري ودييغو مارادونا- رقما قياسيا جديدا يبلغ 234 هدفا مع برشلونة وعمره 24 عاما فقط.

وأتى إيمان برشلونة بقدرته على تصعيد الفتى الصغير القادم من روساريو للفريق الأول وتحويله إلى أفضل لاعب في العالم بثماره بشكل مذهل، بينما يتحسر ريفر بليت على عدم احتفاظه به.

وأحرز ميسي بالفعل 18 لقبا في 8 مواسم مع الفريق الأول لبرشلونة بواقع 3 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و5 في دوري الدرجة الأولى الاسباني ولقب في كأس ملك اسبانيا، بالإضافة لفوزه بكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس السوبر الاسبانية 5 مرات وكأس العالم للأندية مرتين.

ويبدو أن فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات متتالية سيتبعه نيل الجائزة لمرة رابعة في 2012 ولم يمر سوى 3 أشهر من العام.

وتأهل النادي الكاتالوني إلى نهائي كأس ملك اسبانيا ضد أتلتيك بيلباو في مايو على رغم أنه يتخلف بخمس نقاط وراء ريال مدريد متصدر الدوري قبل 10 مباريات على نهاية البطولة.

وكان ميسي مجددا في أوج تألقه الثلثاء وسجل ثلاثية رائعة في فوز برشلونة 5/3 على غرناطة في الدوري باستاد نو كامب ليتخطى سيزار رودريغيز في قائمة هدافي النادي على مر العصور.

واحتاج المهاجم ضئيل الجسد الذي سجل الآن 34 هدفا في الدوري و54 في كل المسابقات هذا الموسم إلى 314 مباراة ليكسر الرقم القياسي بينما سجل سيزار أهدافه 232 في 354 مباراة رسمية.

ورفع ميسي بالثلاثية التي سجلها أمس رصيده إلى 153 هدفا في الدوري الاسباني الذي بدأ مشواره فيه في أكتوبر/ تشرين الأول 2004 وسجل هدفه الأول فيه في الأول من مايو/ أيار 2005 أمام الباسيتي حين أصبح اصغر هداف في تاريخ النادي الكاتالوني (17 عاما و10 أشهر و7 أيام) قبل أن يتفوق عليه بويان كركيتش في أكتوبر 2007 (17 عاما و50 يوما)، إضافة إلى 49 هدفا في دوري أبطال أوروبا، و19 في مسابقة الكأس المحلية و8 في كأس السوبر الاسبانية و1 في كأس السوبر الأوروبية و4 في كأس العالم للاندية.

ويبقى اتلتيكو مدريد الضحية الأفضل بالنسبة لميسي إذ تمكن المهاجم الأرجنتيني من تسجيل 18 هدفا في مرمى هذا الفريق، مقابل 14 هدفا في مرمى اشبيلية و13 أمام الغريم التقليدي ريال مدريد و12 أمام راسينغ سانتاندر.

ونقل آخر أعداد مجلة برشلونة عن يوهان كرويف قوله «يجلس (ميسي) على المائدة نفسها مع الأفضل في التاريخ لأنه فاز بألقاب مهمة جدا ولأنه نال جائزة الكرة الذهبية 3 مرات وسيكون أكثر من يفوز بها لأنه بهذا المستوى يستطيع تحقيق المزيد».

ولا يزال الفوز بثقة جماهير بلاده أمرا أصعب بالنسبة لميسي من تألقه مع ناديه إذ لم يتم التشكيك في قدراته مطلقا باستثناء ربما الفترات النادرة عندما يفشل في هز الشباك.

وأمضى ميسي أكثر من 30 شهرا بين مارس/ آذار 2009 وأكتوبر 2011 من دون أن يحرز أي هدف مع الأرجنتين في مباراة دولية لكن من يتلقون اللوم في ذلك هم مدربو الفريق الذين لم ينجحوا في بناء فريق حوله.

وإذا كان أحد يمكنه ذلك مثلما فعل كارلوس بيلاردو مع مارادونا في 1986 سيكون بوسعه الفوز بكأس العالم وهو هدف ميسي بعد عامين في البرازيل المنافس التقليدي للأرجنتين عقب خيبة الأمل في ألمانيا العام 2006 وجنوب إفريقيا في 2010.

وقرار المدرب خوسيه بيكرمان في كأس العالم 2006 عدم الدفع بميسي في نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1 مع ألمانيا في دور الثمانية وخسرتها الأرجنتين بركلات الترجيح سؤال يرغب الأرجنتينيون دائما في معرفة إجابته.

وعندما واجه ميسي -وهو الآن لاعب أكثر نضجا واكتمالا- صعوبة أمام ألمانيا خلال المباراة التي انتهت بهزيمة الأرجنتين 4/صفر في الدور نفسه في جوهانسبرج العام 2010 كان السؤال للمدرب مارادونا هو لماذا لم يدفع بخوان سيباستيان فيرون لدعمه.

وفي القرن 21 سيكون من الصعب للاعب واحد أن يسيطر على كأس العالم مثلما فعل بيليه من 1958 إلى 1970 ومارادونا في 1986.

لكن ميسي على طريق مضاهاة سلفه الأرجنتيني الفريدو دي ستيفانو -الفائز بخمسة ألقاب في كأس أوروبا مع ريال مدريد والحاصل على جائزة الكرة الذهبية مرتين في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي- في دوري أبطال أوروبا.

وتألق لاعبو أميركا الجنوبية دائما في البطولة الأوروبية رفيعة المستوى وأظهر ميسي قدراته عندما أصبح أول لاعب يسجل 5 أهداف في مباراة واحدة بدوري الأبطال في الفوز الساحق 7/1 على باير ليفركوزن هذا الشهر.

وإذا تم النظر لميسي يوما ما على أنه مزيج بين مارادونا والايطالي من أصل أرجنتيني سيفوري فهذا لأن الكرة تلتصق بقدمه اليسرى مثل مارادونا ولروعته أمام المرمى مثل سيفوري الحاصل على جائزة الكرة الذهبية العام 1961 وهو يلعب بين صفوف يوفنتوس.

وميسي أستاذ في إنهاء الهجمات ويختار دائما اللحظة المناسبة ليضع الكرة تحت أو بجانب الحارس أو يمررها من فوق مدافع ليترك منافسيه في حالة ذهول وهو يفعل ذلك بطريقة تجعل الأمر في غاية البساطة.

وهذه مهارات تعلمها أولا أثناء اللعب مع أولاد أكبر سنا وحجما منه في مسقط رأسه في روساريو بالأرجنتين قبل أن يؤدي علاج الهرمونات الذي تلقاه في برشلونة إلى تقوية جسد العبقري الضئيل بشكل مذهل على رغم أنه لا يزال صغير الحجم.

وقال رونالدينهو وهو أحد الفائزين بالكرة الذهبية لمجلة برشلونة: «عندما جاء ليتدرب مع الفريق الأول عندما كان لا يزال صغيرا جدا عرفت بالفعل أنه مختلف وأنه بمرور الوقت سيصبح نجما كبيرا».

وأضاف «إذا استمر على النحو نفسه سيصبح أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم».

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً