العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ

القضاء ينتظر إحالة 39 شرطياً متهمين بقضايا ادعاءات المعاملة القاسية والمهينة

فيما شرعت المحكمة في قضايا 11 شرطياً بتهم التعذيب والقتل

يحاكم القضاء البحريني 11 متهماً «شرطة وضباط وشرطية» بقضايا تهم تتعلق بقتل مواطنين بعد تعذيب عدد منهم وإطلاق النار على آخرين، وتعذيب صحافية، في الوقت الذي ذكر فيه النائب العام علي البوعينين أن النيابة تسلمت من وزارة الداخلية القضايا الخاصة بشأن ادعاءات المعاملة القاسية والمهينة بتلك الادعاءات، والمتهم فيها 50 من رجال الأمن منهم عدد من ضباط الشرطة، وقامت النيابة بإحالة القضايا التي كانت منظورة أمام المحكمة العسكرية إلى المحاكم العادية، بينما عملت على استكمال التحقيق في القضايا التي كانت متداولة بالتحقيق لدى النيابة العسكرية.

فيما مازالت النيابة العامة تستكمل التحقيق مع 39 من الشرطة لإحالتهم للمحاكم المعنية التي ستنظر في تلك القضايا المتعلقة بشكوى بشأن المعاملة القاسية والمهينة، وخصوصا ان العديد من المتهمين بقضايا مثل اعضاء جمعية المعلمين، والكادر الطبي والمجني عليها الصحافية نزيهة سعيد، والنائبين السابقين جواد فيروز ومطر مطر وغيرهم من المواطنين تقدموا بشكوى بتعرضهم للتعذيب، وقد باشرت النيابة العامة الاستماع لهم كمجني عليهم واخذ اقوالهم بخصوص تلك الشكاوى.


10 شرطة يحاكمون بقضايا تعذيب وقتل مواطنين

وقد شرع القضاء البحريني بمحاكمة 10 شرطة وضباط في قضايا تتعلق بقتل مواطنين وهم علي المؤمن، وهاني عبدالعزيز، وعيسى عبدالحسن، وعبد الكريم فخراوي، وزكريا العشيري، وعلي صقر، ومحاكمة شرطية بتعذيب الصحافية نزيهة سعيد.

ففي قضية مقتل هاني عبدالعزيز قررت المحكمة الكبرى الجنائية إرجاء القضية إلى 16 أبريل/ نيسان 2012 للاستماع لشهود النفي، بعد أن استمعت المحكمة إلى 3 من الشهود.

ووجهت النيابة العامة للمتهم في القضية وهو رجل أمن أنه في (19 مارس/ آذار 2011) بصفته موظفاً عامّاً (شرطي ملازم أول) بوزارة الداخلية وأثناء تأديته وظيفته اعتدى على سلامة جسم المجني عليه هاني عبدالعزيز بأن أطلق عليه 3 أعيرة نارية (شوزن) مسبباً الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والذي لم يقصد من ذلك قتله لكنه أفضى إلى موته، فردّ المتهم بأنه غير مذنب.

واما في قضية تعذيب عبدالكريم فخراوي حتى الموت فقد قررت المحكمة الكبرى الجنائية إرجاء محاكمة شرطيين من جهاز الأمن الوطني في القضية، إلى جلسة 9 أبريل/ نيسان 2012، للاطلاع والاستماع للشهود. وتقدمت المحامية فاطمة ضيف بعدة طلبات، تمثلت في مخاطبة الجهات المختصة في جهاز الأمن الوطني بجلب أسماء جميع من كانوا في الزنزانة مع فخراوي، وطالبت بإعادة استجواب المتهمين والشهود.

ووجهت النيابة العامة للشرطيين أنهما بصفتهما موظفين عموميين بجهاز الأمن الوطني وأثناء تأديتهما واجبهما اعتديا على سلامة جسم المجني عليه فخراوي بالضرب من دون أن يقصدا قتله، فأحدثا به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والتي أدت إلى موته، وقد شهد رجل أمن في جهاز الأمن الوطني بأنه في يوم الواقعة وحال تواجده على واجب العمل سمع أصوات شجار عالٍ بالقرب من دورة المياه وعند توجهه لموقع الصوت شاهد المتهمين والمجني عليه يتبادلون الضرب.

وبخصوص قضية مقتل علي صقر وزكريا العشيري في السجن فقد قررت المحكمة الكبرى الجنائية جلسة (26 مارس/ آذار 2012) موعداً للحكم في القضية.

وكانت النيابة العامة وجهت للمتهمين الأول والثاني أنهما اعتديا على سلامة جسم المجني عليهما الموقوفين علي عيسى صقر وزكريا راشد العشيري بأن قاما بضربهما بواسطة أنبوب بلاستيكي «هوز» في مناطق متفرقة من جسدهما دون أن يقصدا قتلهما فأحدثا بهما الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب والتي أفضت إلى موتهما.

فيما وجهت للمتهمين الثالث والرابع والخامس أنهم أهملوا وحال كونهم رجال شرطة الإبلاغ عن جريمة اتصلت بعملهم وهي الاعتداء على المجني عليهما صقر والعشيري من قبل المتهمين.

وفي قضية قتل علي المؤمن وعيسى عبدالحسن، قررت المحكمة الكبرى الجنائية إرجاء القضية لجلسة 28 مارس الجاري للاستماع للشهود من قبل المدعين بالحق المدني، ومن بينهم الصحافية نزيهة سعيد، كشهود إثبات على الواقعة، واستدعاء أحد الشهود عن طريق مركز شرطة الوسطى (شقيق علي المؤمن).

ووجهت النيابة للمتهم الأول أنه في 17 فبراير/ شباط 2011 بصفته موظفاً عامّاً (شرطي أول) وأثناء تأديته وظيفته اعتدى على سلامة جسم المجني عليه عيسى عبدالحسن بأن أطلق نحوه عياراً ناريّاً (شوزن) فأصابه في رأسه مسبباً الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والذي لم يقصد من ذلك قتله لكنه أفضى إلى موته، فردّ المتهم الأول بأنه غير مذنب.

ووجهت النيابة للمتهم الثاني في التاريخ ذاته بأنه وبصفته موظفاً عامّاً (شرطي) وأثناء تأديته وظيفته اعتدى على سلامة جسم المجني عليه علي أحمد عبدالله المؤمن بأن أطلق نحوه عياراً ناريّاً (شوزن) أصابه في ساقه مسبباً الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والذي لم يقصد من ذلك قتله لكنه أفضى إلى موته، فأجاب المتهم الثاني بأنه غير مذنب.

وفي قضية تعذيب الصحافية نزيهة سعيد وبعد ان قضت المحكمة الصغرى الجنائية بعدم اختصاصها نوعياً بنظر القضية وإحالتها إلى النيابة العامة لاتخاذ شئونها فيها لكون الواقعة جنائية، وقالت المحكمة: «إنّ الواقعة كما استقرت في وجدان المحكمة تشكيل جناية استعمال المتهمة الضابط بقسم شرطة الرفاع الغربي التعذيب والقوة والتهديد مع المجني عليها لحملها على الاعتراف بجريمة والإدلاء بأقوال ومعلومات بشأنها».

فقد حددت المحكمة الكبرى الجنائية 28 مارس موعدا لنظر الجلسة الاولى لمحاكمة الضابطة.

«تقصي الحقائق»: 5 حالات وفاة بسبب التعذيب

وكان تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق أكد أن «هناك خمس حالات وفاة بسبب التعرض للتعذيب، ثلاث منها وقعت عندما كان المتوفون موقوفين في سجن الحوض الجاف بوزارة الداخلية»، مطالبة بـ «إجراء تحقيق فعال بشأن حالات الوفاة التي نسبت إلى قوات الأمن، حيث إنه يجب أن تكون هذه التحقيقات قادرة على أن تؤدي إلى إحالة المرتكبين إلى المحاكمة سواء المرتكبين المباشرين أو المسئولين عنهم إذا جاءت نتيجة تلك التحقيقات أنه كان هناك خرق للقانون».


حسن مكي توفي بسبب التعذيب في «الحوض الجاف»

أرجع التقرير سبب وفاة حسن مكي إلى تعذيبه في سجن الحوض الجاف، مع العلم أنه كان موقوفاً ساعة وفاته في وزارة الداخلية.

وذكر التقرير تفصيلاً عن حالة الوفاة التي وقعت تحت التعذيب، تحت بند «وقائع الوفاة الناتجة عن التعذيب»، وأشار إلى أن الحالة رقم (22) وهي لحسن جاسم محمد مكي، واستعرض في الفقرات 987، 988، 989، 990 تفاصيل حالة الوفاة، إذ أوضح أنه في حوالي الساعة 10.30 صباح يوم 3 أبريل/ نيسان 2011، أعلنت وفاة حسن جاسم محمد مكي، وورد بشهادة الوفاة أن السبب هو الإصابة بسكتة قلبية وتوقف التنفس نتيجة الإصابة بمرض أنيميا (فقر دم) الخلايا المنجلية.

فيما لفت في الفقرة 988 إلى أن تقرير الطب الشرعي أكد سبب الوفاة، حيث انتهى إلى أنه في يوم 3 ابريل كان المتوفى موقوفاً في سجن الحوض الجاف، حيث سقط على الأرض مرتين في غضون الساعة ونصف الساعة تقريباً بسبب تدهور حالته، واستدعي الطبيب، بعدما سقط للمرة الأولى، حيث قدم المساعدة الطبية والعلاج، ثم استدعي ثانية ليجد أنه قد فارق الحياة. ويذكر تقرير الطب الشرعي أيضاً أن المتوفى عانى من كدمات ذات شكل اسطواني وجرح ملوث بالرأس.

علي صقر تعرض للتعذيب

في «الحوض الجاف»

وأكد التقرير أيضاً تعرض علي عيسى إبراهيم صقر للتعذيب في سجن الحوض الجاف. وتناول التقرير تفاصيل قصة صقر في الفقرات (992 .993 .994 .995 .996).

ويشير في الفقرة 662 إلى أنه في تمام الساعة 11.15 صباح يوم 9 ابريل 2011، أعلنت وفاة علي عيسى إبراهيم صقر، حيث ورد بشهادة الوفاة أن السبب المباشر للوفاة هو التعرض لصدمة نقص حجم الدم والتي ترجع إلى التعرض للعديد من الكدمات والصدمات.

وأوضح أن تقرير الطب الشرعي يؤكد أن سبب الوفاة انتهى إلى أنه كان على جميع أجزاء جسم المتوفى كدمات حمراء غامقة تتركز حول ظهر اليد والعين اليمنى، وكانت بمعصميه علامات حدية حمراء بسبب قيد اليدين وأن تلك العلامات حديثة. ووفقاً للإفادة التي قدمت إلى للجنة، فقد تعرض علي صقر للتعذيب، حيث ادعى الشاهد مقدم الإفادة بأن علي صقر قد سلم نفسه إلى قسم الشرطة يوم 5 ابريل 2011 بعد قيام الشرطة باقتحام منزله عدة مرات بحثاً عنه. وبعد وفاة علي، أذاع تلفزيون البحرين اعترافاً له.


كدمات عريضة على رقبة العشيري

لفت تقرير لجنة تقصي الحقائق في فقرته 998 إلى أن الطب الشرعي انتهى إلى وجود كدمات عريضة على رقبة زكريا راشد حسن علي العشيري.

وفي التفصيل أفاد التقرير أنه في تمام الساعة 9.00 صباح يوم 9 ابريل 2011، أعلنت وفاة زكريا راشد حسن علي العشيري، حيث ورد بشهادة الوفاة أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية شديدة وتوقف التنفس عقب مضاعفات بسبب أنيميا خلايا الدم المنجلية.

ويؤكد تقرير الطب الشرعي سبب الوفاة وانتهى إلى أنه قد بدت آثار كدمات عريضة على رقبة المتوفى وفخذيه وكدمات أصغر على الوجه واليدين.

وبينت اللجنة في الفقرة 999 من التقرير أنه وفقاً للمعلومات التي تلقتها اللجنة، فقد ألقت قوات الأمن القبض على زكريا راشد يوم 2 ابريل 2011، حيث دخلوا بيت أهله وحطموا الباب. وادعي أنه تعرض للتعذيب في إدارة التحقيقات الجنائية. ثم نقل بعد ذلك إلى سجن الحوض الجاف بتاريخ 9 ابريل2011، حيث تعرض للتعذيب من 6 إلى 9 ابريل 2011، وتوفي بسبب التعذيب في الغرفة رقم (1). ولقد علم أقرباؤه بخبر وفاته من موقع وزارة الداخلية الإلكتروني يوم 9 ابريل. وبعد ذلك، حاول الأقرباء الاتصال بقسم الشرطة القريب من القرية، لكن أحداً لم يجب عليهم، ثم اتصلوا بعد ذلك بوزارة الداخلية التي أخبرتهم بوفاة زكريا أثناء نومه نتيجة أنيميا خلايا الدم المنجلية، ولقد أفاد أقرباؤه بأنه لم يصب بهذا المرض من قبل.

وقدم شاهد آخر بحسب اللجنة شهادته إليها، مشيرة إلى أن شاهداً كان محبوساً في الزنزانة ذاتها مع زكريا قام بتقديم إفادة أخرى قال فيها إن جميع الموقوفين بالزنزانة ذاتها كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وأنهم أجبروا على الرقود على البطن، وذات صباح، بدت على زكريا أعراض الهلوسة أو الاضطراب حيث بدأ على إثرها في الطرق على الباب والصياح باسمه، وقد صاح الحراس فيه ليهدأ، وعندما لم يفعل ذلك، دخلوا الزنزانة، حيث سمع الشاهد زكريا وهو يضرب ثم سمعه يصرخ بعد كل ضربة، ثم سمع الشاهد بعد ذلك ضجيج أقدام، وسكتت بعدها صيحاته. ولقد سمع الشاهد بعد ذلك باكستانيّاً يقول بلغة الأوردو «لقد مات». وبعد دقيقة، نقل جميع الموقوفين إلى زنزانة أخرى حيث ظلوا هناك باقي اليوم، ولم يسمح لهم بمغادرتها. وفي اليوم التالي، تحسنت طريقة معاملة الموقوفين، وأزيلت عصابات الأعين وقيود الأيدي.

فخراوي كان يتعرض للتعذيب

وهو يصرخ «الله أكبر»

وفي استعراضه لقصة وفاة عبدالكريم علي أحمد فخراوي تحت التعذيب، ذكر التقرير شهادة شهود تؤكد أن فخراوي كان يصرخ «الله أكبر» بينما كان يتعرض للتعذيب، وقال الشهود بعد أن توقف فخراوي، سمعوا شخصاً يقول للآخر «لقد قتلته». وانتهت لجنة التقصي إلى أن سبب وفاة عبدالكريم فخراوي يرجع إلى التعرض للتعذيب.

وخصص التقرير الفقرات (1002, 1003، 1004، 1005) للحديث عما تعرض له فخراوي، وأشار إلى أنه في تمام الساعة 13.10 يوم 11 ابريل 2011، أعلنت وفاة عبدالكريم علي أحمد فخراوي، حيث ورد بشهادة الوفاة أنها نتيجة تعرضه لإصابات بينما كان محتجزاً عند جهاز الأمن الوطني.

وتحدثت الفقرة 1003 تفصيلاً عن فخراوي، حيث أفادت أنه ووفقاً للإفادات التي تلقتها اللجنة، كان فخراوي رجل أعمال ومؤسساً لأول مكتبة لبيع الكتب التربوية، حيث توسع هذا النشاط الأخير ليصبح دار نشر وأصبح مورِّد الكتب الرئيسي لجامعة البحرين، كما كان أيضاً مؤسساً رئيسيّاً لصحيفة «الوسط»، وكان يمتلك أيضاً شركة مقاولات، والتي تولت بناء سفارة العراق بالبحرين. وفي مساء يوم 2 أبريل 2011، كان فخراوي يزور قريباً له في منطقة كرباباد. وفي حوالي 23.30، قامت الشرطة بمحاصرة المنزل، وسلم فخراوي نفسه في قسم الشرطة في الصباح التالي حتى يحل الأمر. وبعد ذلك في اليوم نفسه، توجه بعض الأقرباء إلى قسم شرطة سنابس للاستفسار عن فخراوي، وأبلغهم الضباط بأنه لا يوجد شخص بهذا الاسم في التوقيف. وفي يوم 4 ابريل2011، توجه الأقارب إلى النائب العام وسألوا عنه، إلا أن أحد الموظفين أخبرهم بأنه لا يستطيع إعطاءهم أية معلومات عن القبض عليه. وفي يوم 12 ابريل في تمام الساعة 14.30، تلقى السكرتير الخاص بفخراوي اتصالاً من شخص مجهول يطلب من أسرته التوجه لقسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي. وتوجه بالفعل أحد أقربائه إلى مجمع السلمانية والتقى بضابطة شرطة (امرأة) حيث أخبرته أن فخراوي قد حضر إلى قسم الشرطة وهو في حالة صحية معتلة. ولقد قيل له إنه قد توفي نتيجة إصابته بالفشل الكلوي. وتوجه اثنان من الأقرباء في اليوم التالي لأخذ الجثمان الذي بدت عليه علامات تعذيب واضحة. ولقد تلقت العائلة تهديداً بأنهم إذا التقطوا صوراً للجثمان، فستكون نهايتهم مثله. ولقد تلقى محققو لجنة التقصي عدداً من الإفادات الشفهية والكتابية جميعها من أناس يؤكدون أنهم رأوا المتوفى يتعرض للتعذيب، وفي هذه الشهادات يدعي الشهود أنهم سمعوه يصرخ قائلاً: «الله أكبر» بعد كل ضربة كان يتلقاها، وفجأة توقف. وقال الشهود بعد أن توقف فخراوي، سمعوا شخصاً يقول للآخر «لقد قتلته».

وقد أجرى جهاز الأمن الوطني تحقيقاً في هذه الواقعة، أسفر عن أن المتوفى كان قد هاجم ضابطي شرطة، فكانت الإفادة الأولى في هذا الصدد مقدمة من ضابط بجهاز الأمن الوطني يفيد فيها بأنه في يوم 7 ابريل وفي تمام الساعة 15.00، سمع صوتاً عالياً لمشاجرة بالقرب من دورات المياه بأحد العنابر، فاندفع من مكتبه تجاه الموقع ليشهد شجاراً بين الشخص الموقوف وضابطين. ويفيد ضابط جهاز الأمن الوطني بأنه تدخل لينهي الشجار وكان قادراً على السيطرة على الطرفين. وقد لاحظ إصابة فخراوي أثناء الشجار بدليل وجود دم على أرضية دورة المياه. ثم تلا ذلك سؤال ضابط آخر فأنكر في البداية حدوث أي اعتداء، لكنه غير شهادته بعد ذلك حيث أفاد أنه هو والضابط الأول قد تعرضا لمهاجمة من الموقوف وتعرضا لإصابات كما يوضح التقرير الطبي. وأنكر الضابط الأول في البداية أيضاً أنه هوجم، لكنه أفاد بعد ذلك أنه تبادل هو وفخراوي الألفاظ الثائرة الملتهبة وأن فخراوي سبه ثم بعد ذلك هاجمه بغطاء كرسي الحمام. وأفاد أيضاً بتعرض فخراوي لإصابات منها كسر أسنانه وجروح بوجهه. وتفيد مذكرة التحقيق بأنه بعد الواقعة اشتكى فخراوي من آلام بالمعدة، حيث دخل في البداية مستشفى جهاز الأمن الوطني، وأجريت له فحوص أولية. ولقد قام طبيب من جهاز الأمن الوطني بفحص وتدقيق السجلات الطبية وأفاد بأن الموقوف عانى من فشل كلوي وسكتة قلبية. فالفشل الكلوي كان نتيجة تمزق العضلات وتسمم الدم بعد الإصابات التي تعرض لها الضحية في السجن. مع العلم أن مشكلة الكلى كان من الممكن أن تحل لو كان المتوفى تلقى الرعاية الطبية الصحيحة بما فيها الغسل الكلوي. وتضيف المذكرة أن قضيتي ضابطي الشرطة سوف تحال إلى المحكمة العسكرية.

«الداخلية» لم تفتح تحقيقاً

في وفاة العلويات

وكانت الحالة الخامسة التي وضعها التقرير تحت حالات الوفاة تحت التعذيب هي حالة جابر إبراهيم يوسف محمد العلويات، حيث أكد أن واقعة وفاة جابر تنسب إلى وزارة الداخلية، حيث يؤكد الدليل الذي تلقته اللجنة أن المتوفى كان موقوفاً في وزارة الداخلية قبل وفاته، بينما لم تفتح الوزارة التحقيق في هذه القضية.

وبدأ التقرير الحديث عن تفاصيل قصة العلويات في الفقرة 1006، حيث قال التقرير إنه في تمام الساعة 9.30 صباح يوم 12 يونيو/ حزيران 2011، أعلنت وفاة جابر إبراهيم يوسف محمد العلويات، حيث ورد بشهادة الوفاة أن سببها نتيجة تعرضه لإصابات أثناء توقيفه في وزارة الداخلية.

ووفقاً للإفادات التي قدمت للجنة، فإنه في يوم 29 ابريل 2011، تعرض المتوفى للضرب على يد حوالي 6 ضباط شرطة في منزله، وفي يوم 30 ابريل 2011، حوالي الساعة 10.30 صباحاً، تم إلقاء القبض عليه في طريقه لشراء الخبز من المخبز، وفي حوالي الساعة 1.30 من صباح اليوم التالي، اتصل فرد من قسم شرطة الخميس طالباً أن يأتي أي من أقارب المتوفى ببطاقة هويته، ولم يسمح لأحد من أهله برؤيته، وعلى مدى ثلاثة أيام، كانوا يحاولون الاتصال بقسم الشرطة للاطمئنان عليه، إلا أن الرد كان أنه غير موجود هناك. ولقد أفاد مسجونون آخرون كانوا موقوفين معه بأن المتوفى قد تعرض للتعذيب. وبعد مرور أربعة أو خمسة أيام منذ إلقاء القبض عليه، اتصل أهله بإدارة التحقيقات الجنائية بالعدلية، فأبلغوهم بأنه ليس هناك، وبعد 15 يوماً، اتصل فرد من إدارة التحقيقات الجنائية بأسرته وطلب منهم إرسال ملابس للمتوفى. وبعد 20 يوماً، سمح لأهله في النهاية بزيارته. ولقد رأوا كدمات في وجهه ورأسه ويده اليسرى (وكان غير قادر على تحريكها). وفي يوم 9 يونيو2011، تم إطلاق سراحه من الاحتجاز وترك أمام باب مجمع السلمانية الطبي. واتصل بأهله الذين أخذوه بعد ذلك. ولم يسمح لأي شخص بتصويره لأنه خشي العواقب. واشتكى المتوفى من آلام في معدته على مدى اليومين أو الثلاثة السابقين لوفاته.

العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 11:41 ص

      الى زائر 1

      لانه رفيجتش ما تجوف التلفزون الصحيح

    • زائر 16 | 8:19 ص

      أين الشرطه النسائيه

      الايوجد من المتهمين في السلك البوليسي من الشرطه النسائيه ولأ أمرأه واحده مع العلم أن هناك أسماء معروفه قامت بما لم يقم به الشرطه الرجاليه .

    • زائر 15 | 7:17 ص

      الى زائر 1

      لان ياعزيزتى زميلتك عمياء وصمخه

    • زائر 14 | 6:26 ص

      اولا الاجرام ممنهج ثانيا كل الشرطه مايقصدون القتل لذلك قتلوا اكثر من 75 شهيد والمواطن هو الذي يقصد القتل ولكن لايستطيع

    • زائر 11 | 4:18 ص

      وطني كفني

      10 شرطة يحاكمون بقضايا تعذيب وقتل مواطنين(( طليقين الحرية))ولم يتم أعتقالهم
      لو كانو من المعرضين لتم أعتقالهم وتعذيبهم حتا يعترفون بأي شي

    • زائر 10 | 4:13 ص

      وطني

      والذي لم يقصد من ذلك قتله لكنه أفضى إلى موته، فردّ المتهم بأنه غير مذنب ويتم أطلاق صراحه

    • زائر 9 | 3:52 ص

      السؤال المهم هو

      هل ستكون هناك جدية في محاسبتهم بما أن قضائنا ليس مستقل، وهل ستتم توجيه تهم حقيقيه لهم أم تهم مبرره ومبرئه كالعادة رغم أن الشعب مصر على محاكمتهم طال الزمن أم قصر، وحسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 8 | 3:49 ص

      زائر 2

      لا تلومهم لأن فهمهم على قدهم، يعني مثلاً الذي حصل في مصر أثناء الثورة هل تتذكرون ماكان يعرض على شاشة التلفزيون والناس تقتل بالخارج( كرة قدم ومسلسلات ) وأيضاً ليبيا واليمن وكل الدول التي بها ثورة،

    • زائر 2 | 12:39 ص

      موظفة تقول ما اصدق فى شهداء

      هل تصدقون ان موظفة معى فى العمل تقول
      لا يوجد شهداء فى الاحداث الاخيرة؟؟؟ لانها
      ما سمعت بها فى تلفزيون البحرين و تفكر ان
      btv هو نفس تلفزيون الbbc فى الاخبار؟؟

      اتمنى زميلتى فى العمل تقرأ مقالى؟؟

اقرأ ايضاً