العدد 3490 - الثلثاء 27 مارس 2012م الموافق 05 جمادى الأولى 1433هـ

«أنامل الزمان» يتناول تجربة الملحِّنة ترزي

تلقي المخرجة الفلسطينية سوسن قاعود في فيلمها الوثائقي الجديد «أنامل الزمان» الضوء على التجربة الموسيقية للملحنة ريما ترزي التي تمتد لما يزيد على سبعة عقود وتنقل في الفيلم صورة عن الحياة الثقافية الفلسطينية على مر محطات تاريخية مهمة.

عرض الفيلم على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي بحضور ترزي التي كانت تحتفل بعيد ميلادها الثمانين دون أن تنال تلك السنون من عشقها للعزف على البيانو. قدمت ترزي مجموعة من الأغاني التي لحنتها في مناسبات عديدة ومنها أغنية إلى اسرى سجن نفحة الصحراوي الذين قاموا في العام 1980 بإضراب عن الطعام استمر 33 يوماً وتوفي بسببه أسيران وتبعهم ثالث بعد أيام من انتهائه.

وقالت ترزي التي بدأت العزف عندما كانت في السابعة من عمرها: «اليوم تتكرر المأساة وتخوض الأسيرة هناء شلبي إضراباً عن الطعام. إليها وإلى كل الأسرى نقدّم الليلة الأغنية التي كتبتها بمناسبة إضراب أسرى نفحة عن الطعام ... إلى كل الأسرى وأرواح الشهداء الذين سقطوا في هذا الإضراب».

وطلبت ترزي من الأسير المحرر يعقوب عودة الذي خاض ذلك الإضراب أن يصعد إلى المنصة بعد انتهائها والجوقة المرافقة لها من تقديم أغنية «نفحة» ليعيد الجمهور إلى ذاكرة تلك الأيام قائلاً: « تحية إلى الأمهات في هذا اليوم (...) في هذا الموقف الذي بدّدت فيه الأمهات القضبان وهن يتابعن إضراب أبنائهن لحظة بلحظة واستمدينا منهن الصمود والتحدي».

وتابع عودة الذي أمضى في السجن 17 عاماً قبل أن يخرج في صفقة تبادل العام 1985 «هذه الأم ستبقى حاضرة في ضمائرنا. تحية لكل أمهات الأسرى ولكل الأسيرات. تحية إلى هناء شلبي التي حتماً ستنتصر بإرادتها وبفعل هذه الأم».

وتواصل الأسيرة هناء شلبي (30 عاماً) إضرابها المفتوح عن الطعام احتجاجاً على اعتقالها الإداري لليوم الرابع والثلاثين على التوالي فيما بدأت تتصاعد حركة التضامن معها من قبل 4500 أسير في السجون الإسرائيلية. وقدّمت ترزي - وقد بدت عليها علامات السعادة الشديدة بهذا التكريم الذي نظمه معهد إدوارد سعيد للموسيقى الذي ساهمت في تأسيسه العام 1993- مجموعة من أغانيها بعضها كان بمرافقة الجوقة وأخرى بمرافقة أطفال قدّموا أغنية «يسألوني مين أنا...أنا طفل فلسطيني».

وقالت ترزي: «أشكركم جميعاً. لقد تعلمت مع كل من عملت معه في حياتي وخصوصاً هؤلأء الناس الذين ضحوا بحياتهم وحريتهم. هذا التكريم لكل هؤلاء الناس». وشاهد الجمهور على مدى نصف الساعة نتاج خمسة أشهر من العمل قامت به المخرجة سوسن قاعود رافقت فيها ريما ترزي في حياتها اليومية واستمعت منها إلى ذكريات هي جزء من ذاكرة الشعب الفلسطيني وما مر به من مراحل مفصلية بدءاً بحربي عامي 1948 و1967 والخروج من لبنان العام 1982 واندلاع الانتفاضة الأولى العام 1987؛ وصولاً إلى يومنا هذا.

وتقدّم سوسن قاعود في فيلمها مشاهد مصورة من بعض تلك الأحداث على وقع حديث ريما ترزي عن تجربتها الشخصية وحياتها التي تعكس وجود حياة ثقافية في فلسطين قبل أربعينيات القرن الماضي. فقد عزفت للمرة الأولى على البيانو في العام 1939 عندما كانت في السابعة من عمرها وأرسلها أهلها الى لبنان عندما كانت في الخامسة عشرة لتعلم الموسيقى لتنتقل بعد ذلك بعامين إلى فرنسا لمواصلة مشوارها في تعلم الموسيقى.

وقالت قاعود لـ «رويترز»، بعد عرض الفيلم الذي أنتجته قناة الجزيرة وثائقي: «الفكرة كانت لديّ بعمل فيلم وثائقي عن الموسيقى في فلسطين قبل العام 48 وبعده كي أنقل صورة عن وجود حياة ثقافية موسيقية في فلسطين. ومع بحثي حول هذا الموضوع وجدت أن بالإمكان أن أقدّم هذه الرواية من خلال فيلم عن الملحّنة الفلسطينية الأولى بحسب معلوماتي وهي ريما».

وأضافت: «على مدار خمسة أشهر كنت أزورها في البيت ونسجّل معاً دون أن يكون هناك استعداد أنها تقف امام الكاميرا بل كانت دائماً كعادتها على طبيعتها. حدثتنا عن ذكرياتها وعائلتها وأحلامها ومشوراها الموسيقي الطويل وكيف أثّرت عليها الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وانعكاس ذلك على ألحانها. إنها مسيرة حياة شعب».

العدد 3490 - الثلثاء 27 مارس 2012م الموافق 05 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً