العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ

أهل المنامة كانوا يحتفون بمناسبات المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس

ذاع صيته في الستينات كلاعب كرة قدم... الحاج عبدالرضا الديلمي:

فريق النسور لكرة القدم في الستينات والحاج عبدالرضا الديلمي الثاني من الوقوف يساراً
فريق النسور لكرة القدم في الستينات والحاج عبدالرضا الديلمي الثاني من الوقوف يساراً

بالنسبة لرجل الأعمال الحاج عبدالرضا الديلمي، فإن حديث الذكريات لا يمكن أن يتجاوز محطات لاتزال تعبق بالذاكرة في فريق المخارقة بالمنامة، وشوارع مهمة مثل شارع المتنبي وشارع الشيخ عبدالله وسائر طرقات وأزقة المنامة التي شهدت العديد من المواقف في فترتي الطفولة والشباب... وبدءاً بتعلم القرآن في عريش «المعلمة» بالمنامة، مروراً بالدراسة في المدرسة الغربية والثانوية التجارية، يقف عند مرحلة التميز الرياضي كونه واحداً من لاعبي كرة القدم الذين ذاع صيتهم في الستينات كعضو مهم في فريق النسور، ولربما تكون مرحلة العمل التجاري هي التي تتواصل حلقاتها حتى اليوم.

حديث الذكريات مع الحاج عبدالرضا الديلمي سيبدأ منذ الولادة، فهو من مواليد العام 1940 بفريق المخارقة وهو بيت الوالد الذي عاش فيه حتى زواجه في العام 1974 وانتقاله للسكن بمنطقة الصالحية، يعيد الحاج الديلمي شريط الذكريات فيقول: طفولتي وصباي وشبابي قضيتها في فريق المخارقة، وكان منزلنا مقابلاً لمأتم حسن محمود وقريباً من المدرسة الغربية التي هي الآن مدرسة أبي بكر الصديق، وكما تعلم فإنه في الأربعينات، لم تكن هناك رياض أطفال التي انتشرت فيما بعد، فكنا نتعلم القرآن في بيت (المعلمة)، وهو عبارة عن كوخ من العريش كما كان سائداً في تلك الأيام، وفي تلك الكتاتيب، كان الأطفال من الجنسين... الأولاد والبنات يتعلمون مبادئ القراءة والكتابة لدى الكتاب، وقضيت في (المعلم) عامين قبل أن ألتحق بالدراسة الابتدائية في مدرسة الاتحاد القريبة من الإشارة رقم 5 المحاذية لمستشفى الإرسالية الأميركية بالقرب من منزل الحاج حسين يتيم، وعن ذكريات المدرسة والصحبة فإنني لا أتذكر الكثير فقد كنت في السابعة من العمر، لكن أتذكر من كان معي في المدرسة من الأصدقاء، فبالإضافة الى أخي الأكبر عبدالكريم، كانت صحبتي مع كل من محمد صادق دواني وابوالقاسم شيرازي.

وعلى العموم، كان الوالد رحمه الله يهتم بتشجيعنا على الدراسة ويوفر كل وسيلة من شأنها أن تساعدنا في الدراسة ولم تكن هناك الكثير من الوسائل التعليمية المتطورة، ولهذا كنت احرص على التفوق في الدراسة، وكذلك التميز في لعب كرة القدم التي كنت مغرماً بها منذ سن الثامنة، وكنت اصغر لاعب في فريق المدرسة.

زفة عرسان المنامة

يقال إنك في صغرك كنت مولعاً بزفة الخيول للعرسان في المنامة... كيف كانت تلك الزفة وما الذي كان يجذبك فيها؟

- في تلك الأيام، أيام الأربعينات، لم يكن لدينا كأطفال ما لدى اطفال اليوم، وليس أمامنا سوى المدرسة صباحاً واللعب في الحي أوقات العصر والمساء... الأطفال اليوم في سن السابعة والثامنة يعرفون الكثير الكثير بفضل التقنيات... في ذلك الوقت، نعم، كانت تستهويني زفة العرسان فكانت جميلة حقاً، وأتذكر أنه في مناسبة زواج أحد أبناء المنامة، فإن شارع المتنبي الممتد والمتصل بشارع الكويت كان يشهد تلك الزفة منذ وقت العصر، حيث كان الشباب يركبون الخيول ويخصصون حصاناً للعريس ويزفونه من منزله إلى بستان المرحوم الحاج منصور العريض، وكانوا في كثير من الأحيان يمرون أمام بيتنا فنلتحق بهم إلى البستان حيث يغتسل العريس ويتطيب ويلبس الثياب الجديدة، وتعود الزفة لتكمل مشوارها بالمرور على عدد من مساجد المنطقة، ومن المناظر الجميلة التي أتذكرها، هو أنه كان هناك ما يشبه النهر الصغير الممتد من منطقة البساتين بمحاذاة سور القلعة، وكنا نشاهد النساء يغسلن الأواني والملابس في ذلك الجدول.

المدرسة والعصا والقسوة

بعض المعارف يتحدثون عن قصة العقاب بعد الاعتداء على معلم اللغة الانجليزية بالمدرسة الغربية... هل تتذكرها؟

- أتذكر تلك الحادثة (يضحك)... لكن قبل أن أسردها لكم أقول إن الكثير من الأطفال في ذلك الوقت يشعرون بصعوبة في التعايش مع جو المدرسة! بالإضافة الى أن ثقافة أولياء الأمور لم تكن في غالبها تسير في اتجاه التعامل مع الواقع الجديد لأبنائهم في المدارس... كان الجو العام مخيفاً في المدرسة بالعصا وقسوة الكثير من المعلمين الذين كانوا يدخلون الفصل الدراسي في ايديهم العصي ويتعاملون بالتخويف والترهيب، وهذا الوضع يصل شدته في حال عدم أداء الواجبات المدرسية، وأتذكر من المعلمين الذين كنا نخشاهم ونحبهم في الوقت ذاته السيدعلي وابراهيم أديب وهو والد المحامي خليل أديب.

بالنسبة لحادثة معلم اللغة الانجليزية، وكان ذلك بالمدرسة الغربية فعلاً وكان مديرها وقتذاك المرحوم حسن جواد الجشي، وأتذكر أنه في الصف الثالث الابتدائي، كان أحد المدرسين الفلسطينيين يعلمنا اللغة الإنجليزية، وكان شديد التعامل قاسياً وحدث أن وقع بينه وبين أحد الطلاب مشاجرة، واستطيع القول إن هناك 3 او 4 من الطلاب تدخلوا ليس لفض الشجار أو لمساعدة المعلم بل لضربه! وقد توجه المعلم بشكوى الى ادارة المدرسة وحضر الجشي لمعرفة من الذين اعتدوا على المعلم وسأل جميع الطلاب ورفضوا جميعاً اعطاء ولا معلومة واحدة، فتم ايقاف الفصل بالكامل عن الدراسة لمدة يومين، وفي اليوم الثالث حينما حضرنا الى الطابور الصباحي تمت معاقبتنا أمام الطلبة وضربنا جميعاً.

وهل تتذكر في ذلك الوقت مع الطلبة أنذاك حوادث لها علاقة بقرار تقسيم فلسطين في 1947؟

- في أواخر الأربعينات، شهدت العاصمة العديد من المظاهرات التضامنية مع القضية الفلسطينية، وكانت جميع مدارس البحرين تشارك في هذه المظاهرات، وفي ذات يوم خرجت مظاهرة على مسار (الباخشة) وهو المسار الذي تسير عليه مواكب العزاء وصولاً الى ما يسمى حالياً شارع الإمام الحسين (ع)، وحين وصلنا الى مقربة من مسجد المهزع، سمعنا بشكل مفاجئ صراخاً وجرياً وجلبة كبيرة، فما كان من أخي عبدالكريم الا أن أمسك يدي وركضنا جرياً الى البيت. شارك الطلاب بشكل فاعل في التنديد بقرار تقسيم فلسطين،وهذه كانت المظاهرة الأولى التي أشارك فيها، والجميع كان متأثراً مما كان يجري في فلسطين.

زيارة الملك سعود

هل كان فوزك في سباق الدراجات الهوائية في الخمسينات بداية لتميزك في المجال الرياضي، هل لهذا الفوز قصة؟

- في العام 1954، زار المغفور له الملك سعود البحرين وحل ضيفاً على المغفور له الشيخ سلمان حاكم البحرين آنذاك، وتم تنظيم مهرجان بمناسبة الزيارة في مدينة المحرق بمشاركة المدارس في البلد وفرق ألعاب القوى، وتم اختياري لتمثيل المدرسة الغربية في سباق الدراجات الهوائية وفي ذلك السباق احرزت المرتبة الثانية وكان لي الفوز انجازاً مهماً بحضور الحاكم وضيفه، وعلى العموم، فكنت ايضاً أحب مشاهدة العروض الرياضية ومنها أنه في القلعة (مبنى وزارة الداخلية) يتم تنظيم مهرجانات سنوية للشرطة تشمل ألعاب القوى والاستعراضات وكانت هذه المهرجانات تستقطبنا كأطفال سواء في المنامة أو غيرها خصوصاً وأن القلعة لم تكن محاطة بسور في ذلك الوقت.

ولتفوقي في الدراسة، فإن الأهل ساندوني كثيراً لاسيما وأنني كنت متفوقاً في مادة الرياضيات وكنت دائماً من ضمن العشرة الأوائل على صفوف المدرسة، ولم تكن كرة القدم تشغلني عن دراستي رغم عشقي لها، بل وكنت معجباً في ذلك الوقت بعدد من اللاعبين أمثال محمد صالح التاجر، ومحمد حسن خلف، والمنصوري حميد محمد طيب خنجي، واتابع مباريات فرق الشباب التي كانت تقام على ملعب كرة القدم أمام السور الشمالي للقلعة وهو ملعب كان نادي الفردوسي يقيم عليه تمريناته ومبارياته.

وأنا لم أكن ميالاً للسياسة منذ صغري وحتى اليوم، في الخمسينات، على أيام هيئة الاتحاد الوطني، وفي مسجد المؤمن القريب من منزلنا، كانت تعقد اجتماعات الهيئة ولم نكن حينها كصغار نعرف شيئاً لكن في الثانوية كانت هناك مسيرات ووعي أكبر، وشاركت في مظاهرات تأييد القضية الفلسطينية كما قلت لك، لكن لا أحب متابعة السياسة أو عضوية الجمعيات او الأحزاب.

من العلمي إلى التجاري... بالواسطة!

وماذا عن الدراسة في المرحلة الثانوية؟

- في المرحلة الثانوية، كانت الدراسة عامة، وكنا ندرس في مدرسة المنامة الثانوية التجارية المقابلة لمبنى وزارة التربية والتعليم بالقرب من قصر القضيبية، وكانت المرحلة الثانوية تستمر لأربع سنوات، وفتحت لي المدرسة الثانوية فرصة لعب كرة السلة، فقد انتقلت من المدرسة الغربية كطالب متفوق ولاعب كرة قدم مميز، وكما تعلم ليس لدى الشباب في ذلك الوقت وسائل الترفيه، في ذلك الوقت كنا ندرس العامين الأولين دراسة عامة، ثم في العامين الأخيرين نتحول الى تخصص العلمي أو الأدبي أو التجاري، ولم يكن ذلك اختيارياً للطالب، بل في نهاية العام الثاني يتم تقييم علامات الطالب، فإذا كان متميزاً في العلوم والرياضيات ينقلونه للعلمي ومن يتفوق في اللغة العربية ينقل الى الأدبي والأضعف يدخلونه التجاري، وكان لي رغبة في دراسة تخصص التجاري رغم نقلي الى القسم العلمي، وحاولت مع الإدارة للنقل الى التجاري وباءت المحاولات بالفشل، وكان هناك أحد المدرسين صديقاً لوالدي فتحدث معه لتحويلي من العلمي الى التجاري (يضحك)... كأنها واسطة كما نقول، وفي التجاري كنت دائماً الطالب المتفوق لتميزي في الرياضيات وانهيت المرحلة الثانوية بالمرتبة الأولى.

في مقاعد الدراسة، أتذكر من الأصدقاء فاروق المؤيد والمرحوم طارق المؤيد وكذلك حسن النصف وكان معي المرحوم عبدعلي حسن مديفع، وعبدالعزيز علي ميرزا وابراهيم بوعسلي، يوسف البسام، وكان هؤلاء الطلاب معي في نفس الصف لكن في المدرسة كان لي اصدقاء كثر.

وأحب الإشارة الى أن فريق النسور تأسس في العام 1954، وقد تم اختياري كلاعب ضمن الفريق ولعبت معه حتى العام 1963، وفي الثانوية كنت ضمن فريق المعارف لكرة السلة الذي ينظم دورات ليلية في شهر رمضان المبارك، ولايزال الكثير من الأصدقاء يستعيدون هذه الذكريات، طبعاً اليوم لم أعد لاعباً لكنني أتابع الدوري الإنجليزي والإيطالي وكذلك الإسباني وكأس العالم (يبتسم)... فلو كانت هناك مباراة مهمة من تلك الدوريات فإنني أسهر حتى الصباح لمتابعتها.

بين الدراسة الجامعية والعمل التجاري

ومتى بدأت العمل التجاري، هل بعد إنهاء المرحلة الثانوية مباشرة؟

- البعثات كانت مخصصة في ذلك الوقت لخريجي العلمي والأدبي ولم يكن لخريجي القسم التجاري نصيب، وكانت لي رغبة في مواصلة الدراسة الجامعية، وما جعلني اصرف النظر هو أن والدي كان يعمل لوحده في تجارته وكان في حاجة الى من يعينه، وفي الستينات، كان والدي يعمل في قطاع تجارة المواد الغذائية، وعملت معه بحماس الشباب ودخلنا مجال الاستيراد والتصدير وتوسعنا لنضم تجارة الأواني المنزلية، وكان محلنا يقع في قلب سوق المنامة، والعمل في التجارة آنذاك يقوم على الكلمة والثقة، فالمستوردون كانوا يستوردون بضائعهم ويوزعونها على السوق ولم يكن هناك شيكات او ايصالات بل ثقة مطلقة، وكان التجار يتعاملون بنظام (السبتية)، حيث يتم تسليم جزء من سعر البضاعة من قبل التجار للمستوردين، وأتذكر أنه حينما بدأنا في اصدار الأرصدة المطبوعة، رفض بعض التجار وزعلوا من استخدامها على اعتبارها تشكك في الثقة، وخذ مثلاً أنه في زياراتنا للمجالس، لاسيما في شهر رمضان المبارك في فريق المخارقة، كنت أزور مع والدي تلك المجالس والكل كان يتحدث عن تجارته ومعاملاته بكل وضوح دون أسرار يخفونها عن بعضهم البعض، وكانت أشهر تلك المجالس مجلس عائلة الصالح ومحمد طاهر آل شريف، وكان مجلسنا مفتوحاً أيضاً نتواصل مع الناس ويتواصلون معنا بعد صلاة المغرب حيث تفتح المجالس أبوابها.

عضوية الغرفة التجارية

في أي عام بدأت نشاطك الإداري كعضو في مجلس إدارة الغرفة التجارية؟

- نحن كتجار أعضاء في الغرفة، لكن لم يكن لدينا اهتمام بالدخول في انتخابات مجلس الإدارة، ولكن في العام 1974 ذهبت الى الغرفة لتجديد الاشتراك ورأيت اثنين من المسئولين من المديرين هناك بالإضافة الى عدد كبير من الناس فسألت عما يجري؟ فقالوا ان هناك انتخابات لمجلس الإدارة، وقتذاك التقيت بأحد الأخوة وشجعني وقال لي لماذا لا ترشح نفسك؟ فهناك فلان وفلان وغيرهم سيرشحون أنفسهم، ثم اعطاني استمارة وقال لي املأها ورشح نفسك فإن فزت كان به، وإن لم تفز لن تخسر شيئاً.

ونصحني أحد الأصدقاء بالدخول في قائمة تضم مجموعة من التجار، وتوجهت لهم لكنهم لم يقبلونني بحجة أنني جئت بطلبي متأخراً، ومع ذلك شجعني أخوتي واصدقائي للترشح كمستقل وكان ذلك وفزت في الانتخابات، ولم ينجح من قائمة التجار الذين اردت الانضمام اليهم الا اثنان فقط، وبعد خمس دورات متتالية دخلت عضوية هيئة المكتب كنائب أمين مالي، ثم أميناً مالياً، فالأمين المالي عليه مسئولية وكانوا يعتمدون عليه في الغرفة في الأمور المتعلقة بالشئون المالية، كنت أقوم بها وفق مسئولياتي حتى العام 1997، أي أنني خدمت الغرفة على مدى 23 عاماً.

واسمح لي أن أقول نقطة مهمة، فعضوية الغرفة بالنسبة لي كانت مرحلة جديدة في حياتي، فعلى رغم أن الحركة التجارية في السبعينات والثمانينات كانت نشطة للغاية، لكنني اذا كنت في موقع فإنني أركز فيه اهتمامي حتى أن والدي رحمه الله قال لي ذات مرة إن اهتمامي بعمل الغرفة أكثر من اهتمامي بتجارتنا، والحق، أنه من الناحية الثانية، فإن عملي بالغرفة أكسبني الكثير وأنا فخور لأنني تعرفت على شخصيات وتجار منذ دخولي لعضوية الغرفة بعد أن كانت علاقاتي محدودة، واستفدت كثيراً من عضويتي وتعاملي مع الشخصيات والمسئولين ومشاركتي في المؤتمرات داخلياً وخارجياً ودخولي في عدة لجان خاصة لجنة (الخبرة والتحكيم)، وكانت هناك قضايا كثيرة تتطلب خبرة عملية في حلها، وبالنسبة لي فإن غرفة التجارة مدرسة ومشاركتي في المؤتمرات الدولية والاجتماعات مع الشخصيات والوفود اضافت لي الكثير، وكسبت من خلالها الكثير من الصداقات التي اعتز بها.

في فترة عضويتي بمجلس الإدارة على مدى 23 عاماً عاصرت ثلاثة من رؤساء الغرفة وهم: الوجيه محمد يوسف جلال، والمرحوم قاسم أحمد فخرو والمرحوم على بن يوسف فخرو، وفي تلك الفترة شاركت في عدة مؤتمرات للغرف العربية داخل وخارج البحرين، وكذلك شاركت في عدة وفود تجارية وفعاليات خارج البحرين بالإضافة لمشاركتي في اللجان المختلفة.

وكل تلك المشاركات كانت بالنسبة لي مدرسة اكتسبت منها خبرة وتجارب كثيرة، وبالطبع فإنني تعرفت على شخصيات اقتصادية وكان لكل ذلك تأثير ايجابي في حياتي المهنية والاجتماعية، وبالمناسبة، في العام 2002، قلدت وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد وذلك تقديراً لجهودي وخدماتي لعضويتي في غرفة تجارة وصناعة البحرين.

بلا طائفية ولا تمييز

محطتنا الأخيرة حاج عبدالرضا هي في السوق... هذا السوق... سوق المنامة القديم... محلكم منذ الخمسينيات حتى اليوم لم يبارح هذا السوق رغم الفرص التجارية والاستثمارية خارج السوق... ماذا يعني لك ذلك؟

- وجدانياً أنا كغيري من التجار، لنا ارتباط بسوق المنامة، بالفعل بين فترة وفترة أقوم بجولات في السوق، واستذكر الوضع في السابق حيث كان شارع التجار وشارع ولي العهد وشارع الشيخ عبدالله تضم التجار البحرينيين واعرف كل محل وكل زاوية ومن كان يعمل هناك، واليوم أرى أن أكثر من 90 في المئة من المحلات التجارية هي لغير البحرينيين، وهذه خسارة، فإذا خسرنا هوية السوق فإننا بذلك نكون قد فرطنا في موروث ثمين خصوصاً لمن عاصر وضعه على مدى تاريخه أو اطلع على تاريخ السوق، وتعلم أن الأشقاء الخليجيين حين يزورون البحرين فإنهم يزورون سوق المنامة كما يزورون عين عذاري... وبالمناسبة، تعلمنا السباحة في عين عذاري وعين بوزيدان حيث كان الوالد رحمه الله يأخذنا لنتعلم السباحة... وسوق المنامة بوضعها الحالي من وجهة نظري لا يمكن أن تتغير فقط من خلال تطوير المباني على النمط التراثي، فالشيء المهم هو ان تستقطب محلاتها الزبائن، ولا اقل من صعوبة ذلك عدم وجود مواقف سيارات كافية، ثم بعد ذلك انظر الى نوعية البضائع المتوافرة في السوق، هي تستقطب هذه البضائع ومستواها الزبائن؟

سوق المنامة هو ركن مهم في كل شئون البلد... في الأربعينات والخمسينات أسست سوق المنامة لتعاضد قوي بين مختلف فئات المجتمع، فتجد التجار (سني وشيعي وعربي وعجمي) جيران مع بعض حتى في المعاملات، وكذلك في المناطق السكنية، حتى في المنامة كانت عائلات يهودية تعيش في فريق بوصرة أو في الفاضل والجميع كان متآخياً، وهذه العلاقات لم تكن تمنعها طائفية أو مذهبية وكانت العلاقات متواصلة، والمناسبات التي كانت تقيمها الجاليات الأجنبية يشارك فيها الجميع، بل خذ الجالية الهندوسية التي كانت تنظم مهرجانها السنوي في عيد الأنوار (دوالي)... كنا نشاهدهم في السوق وهم يلطخون بعضهم البعض بالاصباغ الاحتفالية في طرقات سوق المنامة، ونشاركهم فرحتهم... في أعياد الميلاد (كريسمس)، كان الجميع يقومون بزيارات لمستشفى الإرسالية الأميركية، والأجانب كانوا يزورون المجالس والمآتم، واليهود كانوا يمارسون طقوسهم، وأهل المنامة كانوا يحتفون بكل ذلك.

ما أود قوله في الختام، هو أنه يتوجب على الشعب البحريني أن يفكر في خدمة الوطن والمجتمع بلا طائفية ولا تمييز ولا عنصرية، فنحن السباقون على مستوى دول الخليج في كثير من المجالات، وهذا الأمر يمضي على الحكومة وعلى الجمعيات السياسية وليس على المواطن الفرد فقط، فمن المهم الابتعاد عن توتير الشارع وازاحة فرص الحلول المناسبة، ولنتذكر دائماً أن طبع البحريني هو طبع التسامح وهو طبع جميل كله انسانية.

العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:50 ص

      طيروا كالطيور إلى ملعب النسور

      عبد الرضا الديلمي . عرفتة كلاعب خلوق . و كان صخرة الدفاع في نادي النسور . و كان يتميز بضربات الرأس في صد الكرات العالية . كان فريق النسور خليط متجانس لا بينهم مذهبية او طائفية او تميز في اللون و الصورة تشهد بذلك و عرفت من الصور الأستاذ الأب المدرب الفاضل جاسم المعاودة و عبدالرحمن الكردي ( دحوم ) و يوسف البسام و أحمد تقي و عبدالله حمزة و المدرب القدير الحاج علي كمنكة . ويوسف الصباغ ( كرقع ) و فاروق قراطة و جاسم ياسين و لم يكن حارسا في الصورة . نعم كان النسور نادي تجمعة المحبة

    • زائر 3 | 4:25 ص

      اجمل عبارة

      ما أود قوله في الختام، هو أنه يتوجب على الشعب البحريني أن يفكر في خدمة الوطن والمجتمع بلا طائفية ولا تمييز ولا عنصرية

      ياريت كل الشعب يفكر بنفس الطريقة

    • زائر 2 | 12:40 ص

      والنعم بالحاج عبدالرضا الديلمي

      هناك الكثيرمن النقاط المهمة في هالمقال والنعم بالحاج عبدالرصا الديلمي خوش كلام

اقرأ ايضاً