العدد 3495 - الأحد 01 أبريل 2012م الموافق 10 جمادى الأولى 1433هـ

نمُرُّ بمخاضات تأريخية...

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مقال له مؤخراً، يقول المحلل السياسي اللبناني رامي خوري إن العالم العربي يشهد حاليّاً ثلاث معارك سياسية كبيرة، وهذه المعارك سوف تستمر لسنوات عديدة إلى أن يستقر النظام السياسي الجديد في المنطقة. فهناك معركة بين السلطات العسكرية والمدنية، وهناك معركة بين الإسلاميين والعلمانيين، وهناك المعركة الثالثة التي تدور بين القبيلة والدولة. وفي المعركة الثالثة، فإنّ «الهوية القبلية» و «الهوية العرقية» و «الهوية الطائفية» تطرح نفسها بصورة منافسة لـ «الهوية الوطنية» الأكثر شمولاً.

هذه المعارك تتداخل مع عوامل معقدة مثل التضامن الجماعي ومساعي الجماعات للاستحواذ على سلطة الدولة ومواردها والحفاظ على الذات، ومن المحتمل جدّاً أن تستمر هذه التحولات لسنوات، وسوف تمرُّ بمراحل حيوية وبركود وباحتجاجات سلمية وأخرى عنيفة، وأن هذه المعارك مرّت بها أمم من قبل، ولكن في العادة كانت منفصلة عن بعضها البعض على مدى عقود أو قرون، بينما تحصل هذه المعارك الثلاث في العالم العربي في وقت واحد وضمن مخاضات دراماتيكية نشهدها جميعاً.

وبالفعل فإنّا نرى حاليّاً أن بلداننا العربية تخوض عدة معارك سياسية من شأنها أن تشكل المستقبل بشكل مختلف عمّا نحن عليه الآن. وفي كل هذه المعارك، فإنّ هناك من يسعى إلى الإبقاء على الوضع القائم مهما كان قاتماً وقاسياً، وعليه قد ترى أن هذا البعض «يختلق» القضايا أو يخرجها من إطارها من أجل إحداث «الفزعة» لحماية الهويّات «دون الوطنية»، وهي الهويّات القبلية والطائفية والعرقية. وقد انخفض مستوى التعاطي الإنساني إلى الدرجة التي يعلن هذا البعض أنه تابع إلى هويّة أخرى غير هويّة الوطن، وتراه يتحدث باسم الطائفة أو باسم القبيلة، وفي الوقت ذاته يتهم من يطالب بالإصلاح بما يمارسه هو نفسه علانية ومن دون لفّ أو دوران.

هذا الحراك سيستمر لفترة قد تطول؛ وذلك لأن مسارات الإصلاح التأريخية جميعها مرّت بما تمُرُّ به منطقتنا العربية، ونحن بالفعل نشهد مخاضات لا تحدث إلا مَرّة في كل مئة عام أو أكثر من ذلك بكثير، والمخاضات التي نمرُّ بها من شأنها أن تفرز الناس، بحيث يلتحق بعضهم بالجانب الصحيح من التاريخ، بينما سيحاول البعض الآخر إيقاف عجلة التاريخ من خلال اللجوء إلى الهويّات التفريقية، ومن خلال استخدام وسائل أخرى لا علاقة لها بالكياسة والسلوك الإنساني، وذلك لكي يُبرِّر لنفسه الاستمرار في ممارسة دوره غير الحميد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3495 - الأحد 01 أبريل 2012م الموافق 10 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 12:27 م

      bahraini

      Al sallam Alikum ,Since we born we always hear about the good & bad ,right & wrong ,truth & false and when it come to rule people at least you can give them the peace & the support ,,this is what one small island missing ,thanks

    • زائر 11 | 10:47 ص

      طلع الفجر ام ولادة فجر للربيع العربي

      كل شيء مبهم حتى الولادة...
      قانون الفوضى و صحوة الشعوب ..
      الولادة .. وما قبل المخاض...
      الربيع و قبله الشتاء ..
      والصحوة من النوم ..
      فماذا تريد الشعوب؟؟
      اثبات هويتها !!!
      أم تحقيق مطالبها!!!

    • زائر 7 | 4:27 ص

      سياسيا

      سياسيا هناك تغيرات جيو سياسية في المنطقة وعنوانها انها حقبة ايران

    • زائر 6 | 3:31 ص

      هذا حال الدنيا ,,,دكتور,,,

      رب العباد يمتحن خلقه كي يميز الخبيث من الطيب,,,
      بالنسبة لي لا اعتقد بوجود مخاض ستعقبه ولادة ,,,
      بل امتحان يعقبه امتحان,,,
      و الموعد القيامة,,,,
      و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون,,,

    • زائر 5 | 3:04 ص

      سنابسيون

      اتمنى ان يكون هذا المخاض لولادة جنين الجميع يسعد به أو على اقل تقدير يرضى به كل الاطراف ففي النهاية سيكون الوطن هو الجنين المنتظر ولادته ونتمنى ان يكون الوطن جميلا على قدر التضحيات التي بذلت في مخاضه

    • زائر 4 | 2:53 ص

      ولن تجد لسنة الله تبديلا

      منذ ان خلق الله الخلق والخلق في حالة تطور وصعود مهما حاول بعض خلق الله من التعطيل في بعض الحقب فإنهم لم يستطيعوا ايقاف المد الإلهي هذه سنة الله في خلقه منذ نزل آدم حتى عصرنا فلم يأتي هذا التطور دفعة واحدة صحيح اننا الآن في زمن الطفرة لذلك نشهد تطورا سريعا ومن يحاول التعطيل سيجد نفسه خارج العالم فلقد شاءت القدرة الالهية ان تتطور الشعوب وتصل الى الرقي في نهاية المطاف
      محاولة العرقلة والايقاف لا تنفع بل ترتد على صاحبها

    • زائر 3 | 2:21 ص

      لا يهم

      لايهم ان ننتصر او نموت المهم اننا نكون علي الحق

    • زائر 2 | 2:15 ص

      البعض لا زال قابعا في القصور الوسطى ويريد لغيره ان يبقى معه

      التخلف انواع وعلى مستويات وليس كل من عرف يقرأ ويكتب اصبح مثقفا او واعيا. هناك فرق كبير بين المثقف الحق وبين المتثيقف والأدهى من ذلك تلك النفوس المريضة التي إذا غزت الاوطان تحاول ارجاع هذه الاوطان الى الحضيض. ولا يعلمون هؤلاء ان التطور والتقدم هي سنة الله في خلقه وأن لا يصح الا ما هو صحيح قد يستطيع البعض تأخير عجلة الرقي والتقدم ولكنه لا يستطيع ايقافها.
      الأمر الأكثر اهمية ان المستفيدين من بعض المطبات يريدون للوطن البقاء في تلك المطبات لأنهم يستفيدون من بقاء الوطن فيها ولا غيرة منهم على هذا الوطن

    • زائر 1 | 12:23 ص

      منصور يا منصور

      نعم دكتور نمر بمخاضات تاريخيه فليشهد التاريخ بان دايتنا غشيمه وهي تتحمل الجزء الاكبر من من عسر هلمخاضات تتفنن في بلع رشوفه لنفاس وكم جنين مات في يدها وعلى يدها فهل نلام اذا استنجدنا بدايات شهد لهم التاريخ ببراعتهم ولم يمت على يدهم وفي يدهم اي جنين حتى الخدج؟؟؟؟ديهي حر

اقرأ ايضاً