يلتقي برشلونة الإسباني، حامل اللقب 4 مرات آخرها العام الماضي، مع ضيفه ميلان الإيطالي، صاحب المركز الثاني في سجل الأبطال (7 مرات) في قمّة حائرة اليوم (الثلثاء) في إيّاب الدور رُبع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وكان الفريقان تعادلا سلباً الأربعاء الماضي على ملعب «سان سيرو» في ميلانو، ما يجعل حظوظهما في التأهّل إلى دور الأربعة متساوية وإن كان الفريق الكاتالوني مرشّحاً لتحقيق الفوز بالنظر إلى لعبه على أرضه وأمام جماهيره وكذلك سجله الرائع على ملعبه كامب نو في الدور رُبع النهائي؛ إذ حقّق 11 فوزاً في 13 مباراة، بيد أن الفريق اللومباردي قادر على تجريد الأسبان من اللقب في حال انتزاعه تعادلاً إيجابياً على غرار مباراة الفريقين في ذهاب الدور الأول عندما أرغم برشلونة على التعادل 2/2.

وهي المواجهة الرابعة بين الفريقين هذا الموسم بعد لقاءيهما في الدور الأول (تعادلا 2/2 في برشلونة وفاز الأخير 3/2 في ميلانو) ومباراة الذهاب الأربعاء الماضي.

كما هي المواجهة الخامسة عشرة بين الفريقين على الصعيد القاري، وقد حقّق برشلونة حتى الآن 5 انتصارات مقابل 5 تعادلات و4 هزائم وأكثرها قساوة على النادي الكاتالوني في نهائي المسابقة العام 1994 حين توّج الفريق الإيطالي باللقب بعد فوزه، وخلافا لجميع التوقعات، برباعية نظيفة في العاصمة اليونانية أثينا، علما بأنه تفوّق على منافسه أيضا في مسابقة كأس السوبر الأوروبية العام 1989 بالفوز عليه 1/صفر في ميلانو قبل أن يتعادلا إيابا في برشلونة 1/1.

ويدخل برشلونة المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه المستحق على اتلتيك بلباو مفاجأة مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» 2/صفر السبت في الدوري المحلي إذ يحتلّ المركز الثاني بفارق 6 نقاط خلف غريمه التقليدي ريال مدريد المتصدّر، فيما فقد ميلان نقطتين ثمينتين بتعادله المخيّب أمام مضيّفه كاتانيا 1/1 السبت أيضا في الدوري المحلي ما قلّص الفارق بينه وبين مطارده المباشر في الدوري المحلي يوفنتوس إلى نقطتين.

كامب نو خطورة برشلونة

ويعوّل برشلونة على ملعبه كامب نو لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي، وذلك بعدما اشتكى من سوء أرضية ملعب سان سيرو ذهاباً وتقدّم باحتجاج إلى الاتحاد الأوروبي. كما يعقد النادي الكاتالوني آمالا كبيرة على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل هدّاف في تاريخه وهداف المسابقة القارية حتى الآن هذا الموسم وأول لاعب يسجل خماسية في مباراة واحدة (أمام باير ليفركوزن الألماني 7/1 في ثمن النهائي) منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا موسم 1992/1993، كما أنه سجّل 56 هدفاً في مختلف المسابقات هذا العام.

ويستطيع برشلونة وليونيل ميسي كتابة فصول جديدة في سجلات الأرقام القياسية إذا نجحا في كسر الحاجز الذي فرضه ميلان عليهم والتأهل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وفرض ميلان بطل أوروبا 7 مرات تعادلا نادرا من دون أهداف على برشلونة في ذهاب دور الثمانية الأسبوع الماضي باستاد سان سيرو ونجح دفاعه الصارم في منع ميسي من هز الشباك. ويتطلع برشلونة حامل اللقب لأن يصبح أول فريق يحرز لقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين بالإضافة للظهور في الدور قبل النهائي للموسم الخامس على التوالي وهو ما سيعادل رقما قياسيا يحمله غريمه التقليدي ريال مدريد بين 1956 و1960.

ويحتاج ميسي أفضل لاعب في العالم لهدف واحد ليكسر الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد بدوري أبطال أوروبا البالغ 12 هدفا والذي سجله بنفسه الموسم الماضي وأيضا رود فان نيستلروي في 2003 بالإضافة لتسجيل هدفه رقم 50 في البطولة.

وأحرز اللاعب الأرجنتيني هدفه رقم 56 هذا الموسم من ركلة جزاء عندما تغلب برشلونة 2/صفر بملعبه على اتلتيك بيلباو يوم السبت ليظل متأخرا بفارق 6 نقاط وراء ريال مدريد متصدر دوري الدرجة الأولى الاسباني.

ولم يخسر برشلونة على أرضه في أوروبا منذ العام 2009 بينما لا يزال ميلان لم يحقق أي فوز خارج ملعبه هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا لكنه انتزع التعادل 2/2 مع الفريق الكاتالوني باستاد كامب نو في دور المجموعات في سبتمبر/ أيلول.

ولا تتوقف خطورة النادي الكاتالوني على ميسي وحده بل هناك ترسانة قويّة في خطيّ الوسط والهجوم في مقدمتها اندريس انييستا وبيدرو والتشيلي اليكسيس سانشيز بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام دفاع ميلان الذي صمد ذهابا خصوصاً إن غاب زافي هيرنانديز الذي لم تتأكد مشاركته في ظل وجود أنباء عن معاناته من شد عضلي.

كما يجب على برشلونة الحذر من الكرات الثابتة والهجمات المرتدّة لميلان الذي يعود إلى صفوفه المهاجم الدولي البرازيلي الكسندر باتو بعد تعافيه من الإصابة وسيشكل إلى جانب مواطنه روبينهو وابراهيموفيتش والمصري الأصل ستيفان الشعراوي والمخضرم كلارنس سيدوف قوة هجومية ضاربة.

وقال مدرّب ميلان ماسيميليانو اليغري: «مباراة الثلثاء تختلف عن مباراة الذهاب ومواجهة كاتانيا، يجب أن نكون في قمة مستوانا وتركيزنا لتحقيق الأهم».

وأضاف مدرب ميلان للصحافيين «مباراة الثلثاء ستكون معركة في غاية الصعوبة. سنسعى للفوز. لا نحتاج إلى حافز إضافي. نحتاج فقط إلى أن نؤدي بأفضل ما عندنا».

وسيفتقد ميلان جهود تياغو سيلفا والهولندي مارك فان بومل بداعي الإصابة.

وأراح أليغري المدافع اليساندرو نيستا -الذي سبب لميسي أوقاتا صعبة في مباراة الذهاب - أمام كاتانيا لإصابته بكدمة لكن اللاعب البالغ عمره 36 عاما قد يعود ضد برشلونة بينما عاد الظهير الأيمن اجناسيو اباتي ولاعب الوسط روبرتو اكيلاني إلى اللعب يوم السبت بعد فترة من الغياب.

وسيسافر الحارس كريستيان ابياتي مع ميلان على رغم تعرضه لإصابة طفيفة.