العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ

هل هذا وقته؟

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

لم يكن العراق في حاجة إلى طعنة أخرى حتى تزداد جروحه وتزداد آلامه فما جرى أعظم مما سيجري مستقبلاً لأنه تجاوز المعقول وغدا في عالم المجهول، فإن كان المسلحون المجهولون - كما يعبر عنهم في وسائل الإعلام - أوصلوا العراق إلى حافة الهاوية وجعلوه على شفا جرف منهار بسبب العمليات العمياء التي ما فتأت تزهق الأنفس البريئة وتسفك الدم الحرام التي أحرقت اليابس والأخضر، فإن السياسيين يتحملون جزءاً من المسئولية في هذا الأمر.

فما أثارته مسألة «العلم» في هذا الوقت إلا جزء من تلك المسئولية وإصرار على الاستمرار في الخطيئة، فما انقضت سنتان على خمود هذه الفتنة، حتى أيقظها من «أراد الحق فأصاب الباطل».

فمنذ أمس الأول أثار قرار رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عدم رفع العلم العراقي الحالي فوق المباني الرسمية لمدن الإقليم موجة استياء طاولت أوساطا شعبية ورسمية عراقية.

فكان رد رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي صالح المطلك بأنه «إهانة» للعراق وأنه «أمر غير مقبول». بينما وصف مسئول الإعلام بهيئة علماء المسلمين مثنى حارث الضاري هذا القرار بأنه «بادرة انفصال الإقليم عن العراق». وأنه «سيؤثر سلبا على مبادرة المصالحة» وأنه «سيفتح الأبواب الجانبية لإثارة الخلافات بين العراقيين». ما حدا بصاحب «المصالحة» رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن يصدر بياناً - كيلا تغتال مبادرته كما اغتيل ما قبلها من مبادرات - جاء فيه «أن علم العراق الحالي هو العلم الوحيد الذي يجب أن يرفع على كل شبر من أرض العراق إلى حين اتخاذ مجلس النواب قرارا بشأنه ووفقا للدستور».

يشار إلى أن العلم الحالي ظهر بعد انقلاب 1963 الذي أطاح بعبدالكريم قاسم وتشكل الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود تفاصيل العلم وتتوسط اللون الأبيض ثلاث نجمات خماسية. وبعد حرب الخليج الثانية في العام 1991 عمد الرئيس المخلوع صدام حسين إلى خط عبارة «الله أكبر» بين النجمات الثلاث. فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا وقت إثارة هذه المسألة؟

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1459 - الأحد 03 سبتمبر 2006م الموافق 09 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً