قالت الشريك المسئول في شركة «برايس وترهاوس كوبرز» إلهام حسن: إن شركات بيوت الخبرة في البحرين تشهد تطوراً ملحوظاً في عملها نتيجة تغير توجهات المستثمرين وزيادة الوعي بأهمية وجود بيوت الخبرة والدور الذي تلعبه إلا أن هذا الازدهار في عملها الحالي جعل المنافسة تكون حادة فيما بين مختلف الشركات الا أن الخبرة والجودة في العمل هي المحك الحقيقي في اختيار بيوت الخبرة وتفضيلها.
واضافت ان عدد الشركات الحالية في البحرين مناسبة وان زيادتها قد يؤثر على بيوت الخبرة الصغيرة والمتوسطة الحالية.
المجتمع بأكمله هو نتاج نسيج متكامل ومتجانس بكل قطاعاته المتعددة. فالمجتمع في حال تغيير مستمر وسريع والأمور التي تعتبر في السابق كمالية أصبحت الآن أساسية ومن ضمن هذه الأمور الجهة التي تقوم بتحليل وتفسير الكثير من المسائل التي نحتاجها في حياتنا اليومية وهي شركات الخبرة وهي ذات مستويات مختلفة منها المحلي والاقليمي او العالمي.
الوسط - نادر الغانم
قالت الشريك المسئول في شركة «برايس وترهاوس كوبرز» إلهام حسن إن شركات بيوت الخبرة في البحرين تشهد تطوراً ملحوظاً في عملها نتيجة تغير توجهات المستثمرين وزيادة الوعي بأهمية وجود بيوت الخبرة والدور الذي تلعبة إلا أن هذا الازدهار في عملها الحالي جعل المنافسة تكون حادة فيما بين مختلف الشركات الا أن الخبرة والجودة في العمل هي المحك الحقيقي في اختيار بيوت الخبرة وتفضيلها.
واضافت ان عدد الشركات الحالية في البحرين مناسبة وان زيادتها قد يؤثر على بيوت الخبرة الصغيرة والمتوسطة الحالية.
المجتمع بأكمله هو نتاج نسيج متكامل ومتجانس بكل قطاعاته المتعددة. فالمجتمع في حال تغيير مستمر وسريع والأمور التي تعتبر في السابق كمالية أصبحت الآن أساسية ومن ضمن هذه الأمور الجهة التي تقوم بتحليل وتفسير الكثير من المسائل التي نحتاجها في حياتنا اليومية وهي شركات الخبرة وهي ذات مستويات مختلفة منها المحلي والاقليمي او العالمي.
وهي هذه هي شركات الخبرة البعض منها محلي بحت قائمه على جهود اشخاص ذو خبرة وامكانيات محلية وبعضها على مستوى اقليمي سواء عن طريق تعاون مهني او تعاون بواسطة شراكة تجارية او المستوى العالمي. والطفرات التي تمر بها بيوت الخبرة. تؤثر بشكل أو بأخر.
وقالت: إن بيوت الخبرة العالمية هي تمتلك الخبرة اين ما تواجدت اذ تتبع الاجراءات نفسها والاساليب وطرق التدريب اينما تواجدات وتحكم عملها أحيانا ظروف السوق والقوانين العمول بها. أما الإقليمية فإنها تتفاوت في عملها وهو نابع من القائمين عليها ونحن في البحرين ونظرا إلى ان التعليم بدء منذ سنوات طويلة.
والدول الخليجية الأخرى مثل السعودية والكويت لديها بيوت الخبرة المحلية عددها أقل مقارنة بحجم السوق إذ نجد أن سوق السعودية كبير وضخم ولكن بيوت الخبرة أقل.
بيوت الخبرة تقدم الاستشارات الادارية والمالية والهندسية والتقنية وغيرها اما بالنسبة للاستشارات الإدارية والمهنية فقد توسع في الوقت الحالي مجالات عمل بيوت الخبرة اذ كانت في السابق تقوم بفحص البيانات التي تقدم للشركات والمؤسسات والوزارات. اما حالياً فقد تطورت النشاطات لدينا مثل الخصخصة والاندماجات وإدراج الأسهم المحلية وتنوعت بذلك طرق الخبرات الممنوحة سواء هذه الخبرات ممنوحه للطرف المستفيد من العملية أو بالنسبة للمساهم الذ ي سيقبل على هذه العملية او بالنسبة للجهات الرقابية سواء كانت جهات مصرفية او دوائر حكومية ولذلك نجد ان عدد الاستشارات والخدمات التي تقدمها هذه الجهات قد تضاعف بصورة كبيرة وهو ما يفسر أسباب زيادة دور الاستشارات وتضاعف عدد الجهات التي تقدم الخدمات نتيجة ان هذا القطاع أصبح مجالاً خصباً لدخول المزيد من الجهات.
ان الطفرة الاقتصادية بشكل عام وارتفاع أسعار النفط والسيولة المتوافرة وتغيير التركيبة الاقتصادية في المنطقة اذ انه بعد 11 سبتمبر/ أيلول غير الكثير من المستثمرين اتجاهاتهم في طرق الاستثمار في فوائض الأموال ولذلك توجه هؤلاء إلى الاستثمار الداخلي في المنطقة سواء عن طريق المحافظ التي تدار او غيرها. وهذا ادى إلى وجود خدمات أكثر.
أما السبب الآخر وهو الأكثر أهمية المتعلق بتغيير عادات المستثمرين الذين يقبلون على الشراكة من ناحية الافصاح واعداد البيانات وهذا لم يأتِ من أحداث 11 سبتمبر وإنما جاء نتيجة التغيير في أسلوب الافصاح للمعلومات التي يحتاجها المستثمر وكذلك نابع من متطلبات السوق اذ كلما كانت درجات الإفصاح مطلوبة كلما كانت الجهات الرقابية تتعامل بصورة أفضل.
وقالت بمتابعة بسيطة لوضع الشركات نجد أن عدداً من الشركات انتهت تماماً نتيجة عدم وجود الإفصاح المناسب للمعلومات.
وذكرت أن ما يحصل في العالم ينعكس علينا مباشرة وهو تطور طبيعي لما يدور ويجري في العالم اذ لدينا استثمارات أجنبية ومساهمين بالإضافة إلى وجود جهات رقابية جيدة بالنسبة لما يحصل في الاقتصاد العالمي وهي تطبق الإجراءات المناسبة ومنها الإجراءات الوقائية أن أساليب الافصاح مهمة جداً وهي تلعب دوراً كبيراً في تطور الشركات ونموها.
وأشارت إلى ان مبادئ الشفافية والإفصاح والحوكمة زاد من الطلب على بيوت الخبرة الموجودة والحاجة اليها على أساس ان كل عنصر يدخل في هذه العملية سواء كان الطرف الذي ينشر بيانات والمستخدم لهذه البيانات بمختلف اطرافهم سواء المستثمر أو المحلل أو الجهات الرقابية. فالسوق جميعه يعتمد على بعضه. وكلما كانت الامور المفصح عنها دقيقة وتعبر عن الواقع الحقيقي أصبت درجة الاعتماد عليها أكثر في اتخاذ القرارات.
وقالت في البحرين لدينا قطاعات كثيرة منها القطاع المصرفي والتأميني الذي يتبعان معايير هي في غاية التطور وتعتبر معايير عالمية معتمدة. ولكن هناك قطاعات أخرى مثل الاتصالات التي تحتاج إلى ضوابط مثل القطاع المصرفي اذ ان اية بلبلة في أي قطاع تؤثر بلا شك خصوصا وان البحرين بلد صغير ولذلك لابد من وجود الضوابط المتبعة في القطاع المصرفي لتكون في بقية القطاعات الأخرى.
وأشارت إلى ان قطاع الاتصالات حصلت فيه عملية تنظيم قامت بها هيئة تنظيم الاتصالات لكنه مازال بحاجة إلى المزيد من التنظيم.
ورداً على سؤال بشأن ظروف عمل بيوت الخبرة الحالية قالت: ان حجم العمل لبيوت الخبرة موجود في الوقت الجيد والوقت السيء. للحاجة لهذة الخدمات مستمر في كل الأوقات والظروف حتى في أوقات الركود الاقتصادي والجمود ستقل عمليات المتعلقة بالشراء والبيع ولكن مازالت شركات تعلن إفلاسها ومؤسسات تغلق ابوابها ومؤسسات تحصل فيها بلبلة وعدم استقرار. ولذلك تحتاج إلى الخدمات الاستشارية من اجل إعادة هيكلتها او الحاجة إلى إعادة ضخ أموال واقتراض او لغلقها ولهذا فالطلب على خدمات بيوت الخبرة موجود. وان ما يزيد الحاجة لبيوت الخبرة الوعي والإدراك باهمية استخدام الخبير وبيوت الخبرة في الوقت المناسب.
واضافت انه بعد خبرة 24 سنة في هذه الخدمة اشعر أن الوعي لدينا في هذا الجانب في تطور مستمر. حتى على مستوى الشارع وعامة الناس وليس فقط على مستوى التاجر والمستثمر والجهات الرقابية. ففي بداية الثمانينات عند الحديث مع خريج الجامعة أو المدرسة أو حتى ولي الأمر لا تجد الحد الادنى من المعلومات عن عمل بيوت الخبرة واهميتها. بعكس الوقت الحاضر اذ نادراً ما تجد اناساً لا يعلمون تماماً عن الخدمات التي تقدمها بيوت الخبرة قد يكون معدل استخدامها للخدمة ليس كبيرا ولكن الوعي موجود.
ولهذه فإن بيوت الخبرة تشهد حالياً تطور جيدة في اعمالها وازدهارا في الطلب على خدماتها وهي من افضل الفترات التي تعيشها. وهي غير مرتبطة بصورة مباشرة بارتفاع أسعار النفط. إذ أن أسعار النفط حركت(جو) بيوت الخدمة ليس أكثر.
وبخصوص حجم إيرادات بيوت الخبرة قالت ان بيوت الخبرة تدعوا إلى الافصاح ولكن لا اعتقد أن شركات الخبرة تفصح . لانه هذه الشركات اما ان تكون شخصية او عالمية وهي إيراداتها موجودة في كل العالم كله . اما بخصوص حجم العمل في البحرين فيمكن القول انه تضاعف بنحو 4 مرات خلال السنوات القليلة الماضية ولكن يصعب تحديد حجم ايراداتها لانه كل بيوت الخبرة لا تفصح عن معلوماتها خصوصا انها بيوت خبرة خاصة.
وأكدت وجود المنافسة بين بيوت الخبرة وصفتها بالمنافسة (الضارية) مشيرة إلى أن بيوت الخبرة تواجهها تحديات كثيرة من ضمنها عدم توافر العنصر البشري المؤهل والمتميز في هذا المجال . وكانت في السنوات السابقة كانت شركات بيوت الخبرة تعتمد على الخبير او الموظف المؤهل الاجنبي . نظراً إلى أن الكوادر البحرينية المتوافرة في مجال بيوت الخبرة قليلة وكذلك مطلوبة بشكل كبير ليس لشركات بيوت الخبرة فقط وانما في كل المؤسسات المالية او التجارية وقطاعات الاتصالات والتأمين وحتى المؤسسات والوزارات الحكومية وغيرها من القطاعات المتعددة . لذلك فإن ندر العنصر البشري المؤهل تحدي قائم أمام شركات بيوت الخبرة. وكذلك في البحرين مازال التوجه إلى هذا القطاع من الخدمات يتعرض إلى منافسة شديدة في الأسعار.
المجتمعات المتطورة تبحث عن عنصر الجودة الذي يمثل لهم العنصر الأكثر أهمية ولكن لدينا عنصر الأسعار هو الذي يتحدد إقبال الأشخاص ولذلك فالمنافسة على الأسعار لدينا فقط.
كما أننا في البحرين نعتبر سوقاً صغيرة مقارنة بدول الجوار وكون البلد صغيراً تكون المنافسة شديدة على السوق.
وقالت: انه حالياً ما يميز شركة بيت خبرة عن غيرها في البحرين هو الخبرة المتراكمة في مجال محدد إذ إن الخبرة التي تتميز شركة من دون غيرها تلعب الدور الكبير في عملها فلقد أصبحت الخبرة هي العامل المهم في النجاح. بالإضافة إلى السمعة الجيدة. إذ إن الشركة التي لا تمتلك السمعة الطيبة لن تستطيع أن تجد لها مكاناً وسيكون وضعها صعباً في السوق.
واشارت إلى ان تقديم خدمات التدقيق المالي هي أكثر الاعمال التي تنفدها شركات بيوت الخبرة . خصوصا وان الاشتراطات المطلوبة من الجهات الرقابية تزداد بحيث تكون المظلة تشمل عدداً أكبر اذ كان في السابق عدد من المؤسسات لا تخضع للتدقيق لأسباب مختلفة الا انه حالياً كل المؤسسات مسجلة تحت مضلة وزراة التجارة ما عدا المؤسسات الفردية الصغيرة.
وذكرت إلهام انه لا يوجد في المنطقة والبحرين قواعد متبعة مثل دول اخرى أوروبية وذلك عبر خلق منهج معين يفرض على بقية المؤسسات بضرورة اتباعها. مشيره إلى دعمها لهذا التوجه من أجل المزيد من الافصاح للمساهمين والمستثمرين وفي الوقت نفسه يشجع بقية المؤسسات على الافصاح.
وذكرت ان الحكومة واحدة من الجهات المستخدمة لخدمات بيوت الخبرة بشكل كبير بواسطة الدراسات والقيام بعمل مساند عبر تشكيل فرق عمل. ولدينا تعاون مع الجهات الحكومية في اكثر من عمل.
في البحرين توجد أنواع مختلفة لبيوت الاستشارات والجزء الوحيد الذي يخضع إلى القانون في عملها هو المدققين القانونيين ينظم مهنة مزاولة مهنة التدقيق والمتابعة.
اما البيوت التي تصنف كبيوت استشارية فقط فلا يلزمها أي قانون ولا تتبع أي ميثاق شرف خصوصاً ان بعض المكاتب يتبع شركات عالمية تتبع قوانينها الداخلية.
وعن توقعاتها لسوق العراق في المستقبل أوضحت ان معظم الشركات العالمية بدون استثناء لديها تواجد في كل دول المنطقة نظراً إلى أنها عالمية وتخدم عملائها على هيئة شبكات متكاملة . في حين ان الشركات الاقليمية قليلة التواجد في المنطقة ولانها أصغر من انها اقليمية لانها في الاساس بين بلدين تربطهم روابط وقرب جغرافي مثل بين البحرين وقطر أو البحرين والسعودية. اما بيوت الخبرة المحلية فهي الموجودة في سوقها المحلية ومتعمقة فيه. اما بالنسبة إلى سوق العراق فإن الجميع ينظر له بانه سيشهد انفتاحاً كبيراً وستكون العقود كبيرة والمردود المالي جداً كبير نظراً إلى أن هذا السوق سوف يبدء عمله من الصفر في كل الأمور ولكن معايير الخطر الأمني الموجودة فيه كبير جداً.
وقالت لدينا أعمال موجودة في العراق ومكتب متواجد هناك بموظفين عراقيين ولكن وجودنا القوي فيه يأتي عن طريق وجودنا في دول مجاورة. اذ اننا ننظر للعنصر البشري مهم جدا ولا يمكن ان نساوم عليه ونسعى جاهدين للحفاظ على العناصر البشرية من دون تعرضهم للمخاطر وهذا مبدء لا يمكن أن نساوم عليه.
وعن التحديات التي واجهتها كامرأة قالت: إن النساء مطلوب منهنّ ان يثبتن جدارتهنّ وقدراتهّن حتى يمكن تحقيق الطموح وهو تحد عام على كل القطاعات منوها إلى أن التحديات كانت كبيرة أمامها نظراً إلى أنها تعتبر من النساء القليلات اللائي دخلن هذا المجال مبكراً فكان كل شيء أمامي غامض وغير واضح وكانت الاسئلة هي هل سيتقبل الرجل والمجتمع وجود امرأة في هذه المهنة. وكذلك هل يستقبل العميل أيضاً وجود المرأة. كما أن من التحديات التي أمامي انه لم يكن معي نساء يعملن في هذه المهنة واستطيع أن اسألهن إذ لم يكن أمامي سوى الرجل . مؤكدة أن الطموح كبير وبواسطته تمكنت من تخطي كل الصعاب والعراقيل وكان لوقوف الأهل معي العامل الكبير في تحقيق النجاح واستمراره وتضيف حالياً أشعر أن النساء وضعهن أفضل لأن المجتمع أصبح أكثر وعياً وادراكاً وانفتاحاً والمهنة معروفة أكثر واصبح حتى اولياء الأمور لا يرفضون توجهه بناتهن لدراسة هذا التخصص والعمل فيه
العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ