أما الصندوقان فهما »صندوق الشركات الناشئة« New Enterprise Fund وقيمته 30 مليون دولار أميركي و»صندوق الشركات التقنية« Technology Venture Fund وقيمته 100 مليون دولار أميركي. إذ سيستثمر الصندوق الأول في الشركات الناشئة فيما سيستثمر الصندوق الثاني في الشركات التقنية الواعدة التي قطعت شوطاً في مسيرتها، والصندوقان مخصصان للشركات الواقعة والعاملة في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر. ويدير هذين الصندوقين تجمع يضم »أوكسفورد كابيتال بارتنرز« Oxford Capital Partners، وهي شركة متخصصة في استثمارات التمويل المخاطر مقرها بالمملكة المتحدة وتعمل على دعم الشركات العلمية والتقنية الناشئة وبنك قطر الوطني ومجموعة »أنسباخر« Ansbacher التابعة له والتي تقدم حلولاً مالية مصممة للمؤسسات والأثرياء في أنحاء العالم كافة.
وقال الرئيس التنفيذي لواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر أوليان روبرتس: »تكمن رؤيتنا في جعل اقتصاد المعرفة في دولة قطر نشطاً وفاعلاً في الساحة الدولية، لذلك فقد حرصنا على أن يكون مديرا الصندوقين من المؤسسات المتخصصة ذات النشاطات العالمية والمعرفة المحلية على حد سواء. إذ تقدم أوكسفورد كابيتال بارتنرز وبنك قطر الوطني ومجموعة أنسباخر مساهمةً مهمةً وغير مسبوقة في هذه الشراكة الطموحة، إذ تمتاز هذه المؤسسات بخبرة عميقة وواسعة وبما يضمن لنا أن يحقق هذان الصندوقان النجاح المنشود«.
يشار إلى أن الصندوقين اللذين تم الإعلان عنهما هذا الشهر يوفران رأس المال لتسويق التقنيات التي تم تطويرها في دولة قطر وخارجها. أما »صندوق الشركات الناشئة« فيعمل على نقل التقنيات من المختبرات إلى الأسواق من خلال تقديم رأس المال المؤسس للشركات الناشئة، بينما »صندوق الشركات التقنية« يقوم باستثمارات في الشركات التقنية الواعدة التي قطعت شوطاً في تطوير تقنياتها، وذلك لمساعدتها على تعزيز إنتاجيتها وتطوير تقنيات غير مسبوقة.
من جانبه، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة »أكسفورد كابيتال بارتنرز« إدوارد موت: »لقد عملنا في أكسفورد كابيتال بارتنرز على رصد الشركات التقنية الناشئة والاستثمار فيها، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية طيلة العشرين عاماً الماضية، غير أن ما نراه في دولة قطر اليوم يبدو مختلفاً. إذ إن الدولة تملك رؤية طموحةً وبعيدة الأمد وهي تنفيذ استثمارات ضخمة في مجال التعليم والعلوم والبحوث التطبيقية، وهذا يعطينا الثقة التامة بأن صندوق الشركات الناشئة وصندوق الشركات التقنية سينجحان في تحقيق دعم اقتصاد المعرفة في قطر«.
ومن المقرر أن تقدم مؤسسة قطر القيمة الكاملة لصندوق الشركات الناشئة، كما ستقدم 20 مليون دولار من قيمة صندوق الشركات التقنية، على أن يقوم مديرا الصندوقين بجمع بقية الاكتتابات في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع أن يدخل الصندوقان حيز التشغيل في مطلع العام 2007، كما من المتوقع أن يتقدَّما بطلب للعمل انطلاقاً من مركز قطر المالي على أن يخضعا للسلطة التنظيمية لهذا المركز.
يذكر أن واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر قد تأسست لتوطيد دعائم اقتصاد المعرفة في الدولة من خلال تعزيز العلاقة بين الصناعة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية. والواحة هي جزء من مؤسسة قطر، وهي تعمل على مقربة من نخبةٍ من أهمِّ الجامعات العالمية العريقة مثل جامعة كارنيجي ميلون في قطر وجامعة تكساس أيه أند إم وكلية طب وايل كورنيل في قطر وغيرها، وقد أسست هذه الجامعات مراكز بحثية مهمة تابعة لها. وسيساعد الصندوقان اللذان أطلقتهما واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر على تسويق البحوث التي تنتجها هذه الجامعات واستقطاب الشركات التقنية الناشئة من أنحاء العالم كافة
العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ