الفنان المصري الذي لا أحب سماع صوته شعبان عبدالرحيم، وعلى رغم أن صلاحيته كنجم في البرامج التلفزيونية الباحثة عن «الموضة الشعبية» الجديدة باستمرار قد انتهت، فإنه يثبت بتخطيط مسبق مدروس أو بصورة ارتجالية، وهو الأمر المرجح أنه الوجه الآخر والحقيقي لمفهوم المطرب الشعبي، الموجود دائما مع الحدث، المعبر عنه تلقائيا وعفوية وبساطة الإنسان الشعبي ذي التفكير البسيط المحدود، الذي لا يعزل نفسه عن الحوادث، ولكن له رأيا يعبر عنه دائما، وشعبان عبدالرحيم الذي قدم أخيرا أغنية عن كارثة السكة الحديد واصطدام القطارين، الذي نتج عنه وقوع عشرات الضحايا في مصر، يعيد تقديم نفسه وتأكيد وجوده خارج الإطار الذي حاول الإعلام أن يؤطره من خلاله، وينطلق بعيدا عن التفسير والتأويل، ومجهر الرقابة والتكبير الذي جعلته وسائل الإعلام تحته ولفترة طويلة.

وسائل الإعلام تركز في بحثها عن «موضة شعبية» وتسلط الضوء على تلك الموضة مهما كانت قيمتها، وبعد أن اجتهدت في تقديم شعبان عبدالرحيم والاستفادة من الترويج لـ «موضته» هي اليوم تنبذه لتقديم صورة أخرى بالطريقة نفسها، وهو «سعد الصغير» وتثبت معه أنها تحاول أن ترسم صورة المطرب الشعبي الأقرب لصورة المهرج، الذي ينتهج كل أشكال التهريج لكي يضحك الناس