العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

رثاء أهديه لروح المرحوم علي أحمد علي رضي

رحمك الله يا أبا حسين... وأسكنك الفسيح من جناته. ما كدت أنهي مكالمة مع زميل لنا حتى رن الهاتف الآخر ليبلغني بذلك الخبر المشئوم... بداية لم أصدق الخبر حتى عاد رن الهاتف ولكن هذه المرة من المكان الذي عادة ما نتجمع عنده تيقنت أن أمر الله حل ولا راد لقضاء الله.

لملمت ثيابي واتجهت إلى منزله المؤقت لمحت للوهلة الأولى هناك أمرا ما... عندما عرفت أن يد المنون قد خطفته بغتة فأدمى هذا الخبر الجلل قلوب الجميع الذين عرفوا في أبي حسين إنسانا حانيا عطوفا... ذا قلب مفعم.

كان عطاؤه الخير لجميع المحيطين به فيما ترجمت أعماله الندية طيب معدنه وصفاء روحه... فحقا كنت أخا للجميع وصديقا لهم امتلكت نفسا معطاءة نشرت مظلة وفائها وإخلاصها رياحين محبة ونقاء ورد.

أبا حسين... ها هو اسمها ماثل في العديد من الميادين، واضحة وبينة للجميع؛ إخلاصك وتفانيك في عملك الأخير: فأين أنت من «تمكين» وأين أنت من هيئة سوق العمل أين أنت من وزارة التجارة حيث عرفتك الأوساط التجارية مخلصا وفيا... تعطي دونما كلل أو ممل وتبذل من وقتك وراحتك راعيا الغرس الطيب ناشرا أريج المودة بين فروعه وأغصانه عاملا على حفظ هذه النبتة الواعدة حيث خلقت نظاما مازال يتذكرك العارفون به.

أبا حسين لا أنسى سؤالك من شهر مايو/ ايار 2011 ولغاية ما قبل رحيلك... ما الجرم الذي ارتكبته حتى يكون النائب (...) يتقصدك... كنت أعرفه رجلا من الصنف الذهبي. رحلت يا أبا حسين كما كنت تريد أن تسمعها مني ومن أصدقائك. ولئن كان رحيلك من هذه الدنيا الفانية جاء سريعا وخاطفا فإن معدنك ونتائج جهدك وتعبك ستبقى خالدة وستنبئ عن تلك النوعية المتميزة من الرجال الذين يعتز بها الجميع ويفتخر.

فرحمك الله يا أعز الأصدقاء ويا أوفى وأنبل الاخوة. وربط المولى على قلوبنا نحن أعزاءك وأحباءك.

حيث تركت لنا في كل زاوية من زاويا حياتنا ذكريات رائعة وجميلة ستبقى بها مادامت فينا بقية روح ولتكن جلساتنا التي تضيف عليها من روحك المرحة رونقا أو مكالماتك الهاتفية. كيف أنسى سؤالك الدائم عن عائلتي ومن كنت نعرفهم أوفياء لك نعم... أسمع وبوضوح كامل صوتك الممزوج بلطف حديثك الضحوك.

رحمك الله يا أبا حسين... سوف لن أقولها وداعا لأنك بيننا. لأننا حتما سوف نرى ذلك الغرس الطيب، داعيا المولى عز وجل أن يطيل أعمارهم ويجازي من تسبب فيما هم فيه خير الجزاء وأن يغمدك الباري واسع رحمته ورضوانه وأن يسكنك فسيح جناته انه سميع مجيب الدعاء.

«إنا لله وإنا إليه راجعون».

الداعي لك بالرحمة والرضوان

مجيد عبدالعال


إن ينصركم الله فلا غالب لكم

 

قوله تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، (آل عمران: 160)، لم تأتِ هذه الآية المباركة لتتحدث عن حالة نصر أو خذلان محددة، وإنما جاءت لتؤصل لسنة كونية مفادها أن القوة والعزة والقدرة بيد الله لا بيد غيره مهما تعاظمت قوته وعلا جبروته، ولم تكن هذه السنة الكونية هي الأولى من نوعها في القرآن الكريم، إذ إن المتتبع لآيات الله جل وعلا يراها حافلة بالسنن الكونية والتاريخية التي يسير بوفقها نظام الطبيعة، وليست قصص الأنبياء والمرسلين وعبر الأولين والآخرين إلا مثالاً حياً على أصالة هذه السنن، فكيف لا وهو الذي يقول في كتابه الكريم: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، (الملك: 14) .

ولكن التمعن في هذه الآية يشدنا إلى التساؤل عن كيفية تحصيل هذا النصر، فحين يقول جل وعلا: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم» فإن هذه الجملة تسمى في اللغة بأنها جملة شرطية، فمتى ما تحقق هذا الشرط تحققت لوازمه، وبالتمعن أكثر في آيات الله نرى أن القرآن مازال يؤصل لهذه السنة التاريخية عبر شرح كيفية تحقيق هذه العلاقة الطردية بين النصرة والغلبة.

ففي آية أخرى يقول جل وعلى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، (محمد: 7)، حيث تتضح لنا من خلال هذه الآية شرط الحصول على المدد من الله، وذلك عبر نصرة الله والتي تعني نصرة دين الله، فمن هنا يتضح لنا أنه ليس الإيمان وحده كافياً لتحقيق علاقة النصرة والغلبة، بل إن الآية تشعرنا بأن هناك حركة، بأن هناك مبادرة، ومصدر هذه المبادرة هو الإنسان وليس الله جل وعلا.

ومتى ما تحققت هذه النصرة لدين الله، متى ما تحقق نصر الله الذي بنصره لا غالب لكم، حيث يؤكد الله سبحانه وتعالى على هذه السنة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، (الرعد: 11)، فالتغيير مصدره الإنسان، فمن الخطأ الفادح أن ينسب المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى الحاجة إلى نصرة دينه، فلا ينتصر المؤمن لدينه، وينتظر معجزة أو عقاباً من السماء يتنزل على القوم الظالمين! ولذا نرى أن الله سبحانه وتعالى يؤكد على هذه الحقيقة في قوله: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (التوبة: 39).

إن في التعرف على سنن الله في الأرض له أهميته البالغة لمعرفة كيفية التعامل مع الظروف والأحداث المتجددة في كل زمان ومكان، والقرآن خير المصادر للتعرف على السنن والقوانين الكونية، ذلك لأنه وحي من الله له القدرة على شرح نظام الطبيعة شرحاً تاماً كاملاً مستمداً من الكمال الإلهي المطلق، ومن النظرة الفوقية لعالم الطبيعة، فالإنسان مهما اجتهد في البحث فإن بحثه يبقى قاصراً عن إدراك كل الحقيقة، وليس الإنسان بأعلم بالحقيقة من الحق تعالى شأنه، فسنته في هذا الكون ثابتة ولا تتغير بتغير الزمان والمكان فهو الذي يقول في كتابه الحكيم: (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، (الفتح: 23).

السيدعلي المحافظة


اقنع وافتخر بذاتك كي تنال السعادة

 

لطالما تكررت في حياتنا مواقف شتى، كامرأة تتذمر من زيادة في وزنها، أو خشونة في شعرها، أو لربما من بثرة صغيرة غير مرحب بها قد جثمت على احدى ثنايا وجهها، أو كرجل متزوج يشكو ساعات عمله الطويلة، أو تكاليف حياته المضنية، وعجزه عن توفيرها، أو لربما شقاوة أطفاله المزعجة، أو تذمر زوجته المتواصل وصعوبة إرضائه.

سؤال يطرح نفسه في ذهن كل واحد منا: ترى، ألم نصل للمستوى الثقافي والحضاري المطلوب لنتخذ الحضارة مبدأ وتقدير الذات وسيلة للوصول للسعادة والتفاهم الدائمين في مختلف علاقاتنا؟

قناعتك بما قسم الله لك وتكيفك معه هو دواؤك لحالات التذمر وشكواك المتواصلة على سوء أحوالك وظروفك، بينما تقديرك لذاتك هو تربية تلقن بها نفسك وتتخذها أساسا تقوم عليه شخصيتك، عزز في نفسك الحب والفخر بنقاط القوة ونقاط الضعف البسيطة في شخصيتك، لا تقارن نفسك بالآخرين، لا تنتظر تقديرا من أحد لجهودك وتضحياتك بل أنت قدر نفسك بنفسك، دلل نفسك وكافئها وأحب ما فيها من تفانٍ وإخلاص.

عزيزي الرجل: إن تذمرت زوجتك من شيء أيا كان يضايقها في مظهرها، فقل لها بكل بساطة: مازلت أراك سيدة النساء هكذا، جميلة كما كنت دوما، هي عبارات رقيقة لن تستغرق إلا ثواني معدودات كفيلة بأن تشعرها بمدى اقتناعك وإعجابك بها، وتقديرك أنوثتها وجمالها.

عزيزتي المرأة: دعوة جميلة من القلب لزوجك بسعة الرزق ودوام الصحة والعافية، يصحبها تقدير له في متطلبات الحياة، كفيل بأن يجعله يرحب باستيقاظه مبكرا كل يوم والتفاني في العمل، وتحمل كل المشقات فقط ليرى البسمة التي تزيده قوة وتلهمه الصبر والعزيمة على شفاهك وشفاه أبنائه.

عزيزتي الأم: قدمي لأبنائك هذا النموذج التربوي الرائع في حياتهم، اغرسي في نفوسهم مبادئ القناعة وتقدير الذات، فأنت بحكمتك وعظمتك تورثينهم مفاتيح السعادة والنجاح.

أخيرا، عزيزي القارئ: اقنع بما لديك، وقدر نفسك وبادل الآخرين هذا التقدير والاحترام، فلكل منا عيوبه وحسناته، لكن الذكي وحده هو الذي يقدر خصاله الجيدة ويركز عليها بينما ينظر إلى عيوبه بإيجابية ويحاول تحسينها، كلما اتبعت هذا الأسلوب في حياتك كلما وجدت حياتك مشرقة بتراضيك مع نفسك وتفاهمك مع الآخرين من حولك، فلا المال الوفير وحده يجلب السعادة، ولا الجمال الساحر وحده يجلب التراضي مع النفس والتفاهم، هما عنصران اثنان: القناعة وتقدير الذات، عمودان اثنان يقوم عليهما بنيان السعادة والراحة في الحياة، ودمتم في حب وسعادة.

حسين عبدالله أبوتاكي


صعيد الدير وسماهيج

 

سماهيجُ شدى الشادي

بجناتك وروضاتك

هواك الدير لنا ينادي

دلالك عز ومرضاتك

شبابك من ضراغيمك

نساؤك من رجالاتك

أعافوا الليل على شأنك

لصونك من صعوباتك

أسودُ هم قواريرك

تريحك من معاناتك

حملن الثقل عن أهلك

يطيب الذود بحملاتك

سبحنا في فرات عينك

بحرنا سنين على فشوتك

خميلاتٍ بساتينك

حضنتينـا بدوحاتك

قطفنا التين من حقولك

جنينا تمر نخيلاتك

تناغمنا مع طيورك

وهمنا في مساحاتك

وغصنا في لجج بحرك

جذبتِ الناس لداناتك

مصطفى الخوخي


جمال الكون

 

وُكِلْ ما مَرَّتْ اِلأعْـوامْ

آكَوْلْ ماهِي مِنْ اِسْنِيْنِي

سِنِيْنِي تِبْتِدِي وِيّــاجْ

فِي كِلْ مَــرَّهْ تُوافِيْنِي

***

جَمالْ اِلْكُوْنْ مِنْ حِسْنِجْ

وُنَظْراتِـجْ هَناءْ عِيْنِي

أَنا وِلْهـانْ لِعْيُوْنِــجْ

وِمِشْتاكََـهْ لَهَـا عِيْنِي

نَعِيْمْ اِلْدِنْيِهْ فِي وَصْلِجْ

عَذابِي لِـي تِجافِيْنِـي

فُنُوْنْ اِلْحُـبْ مِنْ فَنِّجْ

وُكِـْل مافِيْجْ يَهْوِيْنِي

***

رَبِيْعْ اِلْحُبْ يِسْعِدْنِـي

يِفَرِّحْنِـي وِيْهَنِّيِنِـي

وُصيْفْ اِلْبُعْدْ يَحْرِكَنِي

يِعَذِّبْنِـي وُيَشْقِيْنِـي

آبي أَفْـرَحْ بِمِيْـلادِي

آبِيْـجْ اليوم تِلاكَِيْنِي

وُتِرْجَعْ فَرْحَةْ اِلْماضِي

سَعادَةْ قَلْبِي وُسْنِيْنِي

خليفة العيسى


«ناس غريبه»

 

ناس تدور الحلوه والمزايين

وناس كافي اخلاقها وشرها

والبعض بالحلف يقلب موازين

ويلي يحش بالبنت محدن سترها

ليش نعيب ترى على السلاطين

الناس لشافت شي كل من حشرها

دنيا ما فيها اشخاص ملاسين

لازم تشقى فيها من صغرها لكبرها

جليلة الموسوي


ثلاث قصائد... وقمرٌ واحدٌ

 

قمرٌ واحدٌ

القمرُ الواحد المتآخي مع الليل

لا يبغضُ البشر الكارهين لهُ

أو...

لا يحبهمُ...

وحدهُ

ينيرُ الظلام

بلا «حلطمة»

الوحدةُ نور!

نم قليلاً

أيها الحب...

وغطي وجهك الحلو

بأوراق الزهور...

كن عطيراً

مثلما أنت

ولا تيأس من الوحدة...

فالوحدةُ نور!

مارس العشق

جنوناً...

قم وراقص زنبق الأرض

كن ملاكاً

أو رسول!...

سرّ في البحيرة

كن أيها الطيفُ الحزين

وسادتي...

وتناغمي الأعمى

وكن إصغائي...

أعزف على وجع الحياة دروبنا

وسأم من العصبية العمياءِ

سرّ...

في البحيرة ضاحكاً

الحزنُ ليس حكاية الألمِ...

السيد أحمد رضا حسن

العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً