العدد 3516 - الأحد 22 أبريل 2012م الموافق 01 جمادى الآخرة 1433هـ

دعوات للاهتمام بالمترجمين البحرينيين بعد انحسار ملحوظ في الترجمة

«اليونسكو» تحتفل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

منصور سرحان
منصور سرحان

شهد نشاط الترجمة من المؤلفات العالمية إلى اللغة العربية ومن المؤلفات البحرينية إلى مختلف اللغات انحساراً ملحوظاً مع حلول الألفية الجديدة بعد أن شهدت ازدهاراً في عقد التسعينات، وهو الأمر الذي يعيد الدعوات إلى الاهتمام بالمترجمين البحرينيين لأهمية هذا الدور الحضاري في تعزيز القراءة كما يهدف اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي تحتفل به منظمة اليونسكو في 23 أبريل/ نيسان من كل عام.

ووفقاً لما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في بيان صدر حديثاً بالمناسبة، فإن يوم 23 أبريل/ نيسان يصادف ذكرى وفاة الأديبين وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس، كما أن هذا اليوم يوافق احتفال اليونسكو باليوم العالمي للكتاب وحقوق الإنسان، وهو الاحتفال الذي يرمي إلى تعزيز القراءة والنشر وحماية الملكية الفكرية من خلال حماية حقوق المؤلف، وفي هذا العام، ينصب التركيز في الاحتفال على الترجمة، حيث إن اليونسكو تحتفل بمرور 80 عاماً على إنشاء فهرس الترجمات، وهو عبارة عن قاعدة بيانات للترجمات تشمل معلومات تم توفيرها من قِبل المكتبات الوطنية، والمترجمين، واللغويين، والباحثين وقواعد البيانات من جميع أرجاء العالم، ويُعتبر هذا الفهرس، الذي أنشأته منظمة عصبة الأمم العام 1932، أقدم برنامج لليونسكو... بل إنه ظهر قبل إنشاء المنظمة العام 1946.


الترجمة في الخمسينات

بحرينياً، يرصد مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان حركة الترجمة في البحرين، فيشير إلى أنه تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي حينما بدأ بعض الكتاب ومن بينهم المرحوم علي التاجر (توفي قبل نحو عامين)، في رفد مجلة صوت البحرين (1952 - 1954) بمقالات مترجمة عن اللغة الإنجليزية، وأصبح لها انتشارٌ وصَيْتٌ واسع بين القراء، أما أول كتاب مترجم صدر لمؤلف بحريني، فكان في العام 1966 حينما ترجم شاعر البحرين الكبير المرحوم إبراهيم العريض (رباعيات الخيام) من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية كونه متمكناً من اللغة الفارسية، وقد استعان بتجربة الأديب الإنجليزي فيتز جيرالد الذي ترجم الرباعيات إلى اللغة الإنجليزية.

ويذكر سرحان أنه في القرن العشرين، كان عدد الإصدارات المترجمة لمؤلفين أو مترجمين بحرينيين شملت 45 كتاباً، من بينها 35 إصداراً فقد في عقد التسعينيات تنوعت بين التاريخ والأدب والشعر والقصة والمسرحية والتربية والسياسة والاجتماع، بالإضافة إلى قصص الأطفال.


تكريم الأديب البحارنة اليوم

وفي بداية القرن الحادي والعشرين، يختصر سرحان الوضع بالقول: «لم أرَ زخماً كبيراً بالنسبة للترجمة مع حاجتنا لترجمة مؤلفات الكتاب البحرينيين البارزين على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي، وتركز النشاط المزدهر في عقد التسعينات، والآن في الألفية الثالثة، برزت شركات تقوم بالترجمة ولكن ليس للمؤلفات البحرينية... أتمنى أن يتم الاهتمام بهذا الجانب، فعلى سبيل المثال، كان الباحث والأديب والمترجم محمد علي الخزاعي نشطاً في التسعينات وترجم الكثير من الكتب إلى اللغة العربية، وكذلك الباحث والمترجم مهدي عبدالله ترجم ولايزال، ولكن نحن بحاجة إلى جهود أكبر في هذا المجال»، مشيراً إلى أن الكتب المترجمة في السابق كانت تطوعاً من جانب المترجمين، أما الوضع اليوم فهو يعتمد على أن يكون هناك طلب من إحدى المؤسسات للمترجم أن يترجم كتاباً معيناً تختاره.

واختتم تصريحه بالقول: «وبهذه المناسبة، ستحتفي المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي اليوم بتكريم أحد كبار الأدباء البحرينيين هو تقي محمد البحارنة، وهذه هي الفعالية الأولى المصادفة لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف تنظمها المكتبة منذ افتتاحها في 2008».

تجربتان بحرينيتان حديثتان

حديثاً، استقبلت المكتبة البحرينية أعمالاً مترجمة للمترجمين محمد علي الخزاعي ومهدي عبدالله، وهذه الأعمال هي أحدث ما شهدته البلاد خلال الفترة القصيرة الماضية من أعمال ترجمة، فالباحث والمترجم الخزاعي قدم كتابه «بداية البدايات» ضمن معرض البحرين الدولي الرابع عشر للكتاب، وهو عبارة عن مقالات مختارة في النقد الأدبي والمسرحي، كتبها الخزاعي في نهاية الستينات وبداية السبعينات في صحيفة «الأضواء» الأسبوعية، وتعتبر كتاباته الأولى في مجال الكتابة والنقد، ويشمل الكتاب خمس مقالات في المسرح هي «أوديب بين سوفوكليس والحكيم» وذلك على جزءين، مسرحية «أنت الذي قتلت الوحش»، مقالات في المسرح البريطاني، المقالة الأولى: مجلس الحب، والمقالة الثانية: حكاية الشتاء، وهي جزء من ثلاثيته في المسرح البريطاني، أما فيما يخص النقد الأدبي، فيحتوي الكتاب على خمس مقالات هي: «بين المسرح والدين»، «إليوت» والوظيفة الاجتماعية للشعر، «شكسبير والتاريخيات»، «ديكينز بعد مئة عام»، بالإضافة إلى «نظرة إلى واقع المسرح في البحرين».

أما التجربة الأخرى، فهي كتاب الباحث والمترجم مهدي عبدالله «قصص قصيرة من الأدب الأميركي الحديث»، وشمل في جزئه الأول قصصاً مختارة من الأدب العالمي الصادر العام 2002، كما اختار مهدي 15 قصة من عمالقة الإبداع العالمي وكان من بينهم أربع قاصات وهي: إليزابيث جولي، ايفلين واه، فيرجينيا وولف، كاثرين مانسفيلد، بالإضافة إلى جيمس جويس كاتب قصة «أرابي» وجييه بالارد صاحب قصة «إجابات على استبيان» ومن هؤلاء القاصين الذين ترجم قصصهم مهدي في هذا الجزء ارنست هيمنجواي وجراهام جرين ومكسيم جوركي وتشارلز ديكنز/ أما في الجزء الثاني الصادر العام 2006 فقد اختار المترجم ترجمة 18 قصة لعدد من عمالقة الإبداع العالمي في القصة مثل برتولد بريخت، ودوستوفسكي، وفرانز كافكا وتشيخوف.


القراء هم السبب

ووفقاً للمهتمين، فإن الباحث والكاتب رضي السماك يرى أن العالم العربي مازال في ذيل قائمة دول العالم في ترجمة الكتب الأجنبية الرئيسية، حيث تشير التقديرات إلى أنه يترجم أقل من نصف واحد في المئة قياسياً بعدد سكانه الذي يشكل خمسة في المئة من سكان العالم، فيما تأتي الكتب الأدبية المترجمة إلى العربية من اللغات الأجنبية الرئيسية في المقدمة من حيث الكم لاسيما القصص البوليسية وذلك حسب إحصائيات المنظمة العربية للثقافة والعلوم.

ويثني المدير الإداري لمركز الشامل للترجمة محمد عبدالله على الرأي الذي يلقي بالسبب في ضعف نشاط الترجمة على القراء، حيث يشير إلى أن عدم الإقبال على ترجمة الكتب الأجنبية يعود إلى أن المجتمع العربي مجتمع غير قارئ، وببساطة أقول: «لماذا يهتم المترجم بالترجمة؟ لأن هناك قارئ يريد أن يقرأ؟ حسناً، في حال أنه لا يوجد هناك قارئ يريد أن يقرأ بالفعل، ما العمل؟»، فمن هنا، انحسر الاهتمام بالترجمة، كما أن وجود مترجمين غير محترفين يقدمون كتباً مترجمة لا تنقل روح النص، فإن ذلك لا يستهوي القارئ، وخصوصاً حين تركز الترجمة على المصطلحات وتتجاوز المعاني والمضامين في ثقافة تلك الإصدارات.

ويشدد على أن الجو العام في أي مجتمع يؤثر على نشاط التأليف والترجمة! موضحاً أن المجتمعات التي لا تشجع على البحث والقراءة والتأليف لا يمكن أن تشجع على الترجمة بطبيعة الحال! لكنه يؤكد على أهمية تشجيع الترجمة ونشر الثقافة ونقل المعلومات وتبادل الثقافات كجانب حضاري مهم وباب كبير من أبواب المعرفة.

ويأمل المهتمون في أن تتولى الأجهزة المعنية بالثقافة والإعلام والمطبوعات في البحرين وفي سائر الدول العربية، إعداد تصورات وطنية لتشجيع الترجمة بحيث يتم ترجمة مؤلفات المفكرين والمثقفين العرب إلى اللغات الأخرى، والعكس، مع شعور الكثيرين منهم أن مثل هذه الأمنيات بعيدة المنال.

العدد 3516 - الأحد 22 أبريل 2012م الموافق 01 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:16 ص

      من الرؤى التطويرية للمناهج الدراسية للمرحلة الثانوية

      استحداث مقرر للترجمة من العربيةإلى الإنجليزية والعكس وكان الطموح إدخال الفرنسية ضمن دائرة التداول النصي للتدريب على الترجمة الاحترافية ولكن النظرة ا الضيقة أقصت المشرفين على وضع المنهج وأحالت المقرر بعد تأليفه إلى مقرر على الرف منبت لا أب له ولا أمّ ولا متعهد وكان ذلك أقصى درجات الجهل لغايات البعد الحضاري الثقافي لاستحداث هذا المقرر الذي بتدريسه سيكون للبحرين الصدارة في خدمة اللغة العربية، تدريسا وتواصلا حضاريارائدا مع ثقافات الشعوب الأخرى( المشرف على بنا وثيقة منهج اللغة العربية المطور)

اقرأ ايضاً