أكد رئيس هيئة شئون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، التزام مملكة البحرين بحماية حرية الرأي والتعبير، وتعزيز وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة.

جاء ذلك في كلمة وجهها بمناسبة مشاركة مملكة البحرين دول العالم احتفالاتها باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو/ أيار من كل عام، تحت شعار: «الأصوات الجديدة: إسهام حرية الإعلام في تحويل المجتمعات».

ورفع الشيخ فواز بن محمد نيابة عن العاملين في هيئة شئون الإعلام، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومته الرشيدة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مثمنًا حرص القيادة الحكيمة على تعزيز الانفتاح الإعلامي، وتشجيع المؤسسات الصحافية والإعلامية على ممارسة أعمالها بحرية واستقلالية.

وذكر أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة «يأتي هذا العام مميزًا لتزامنه مع اختيار المنامة عاصمة الصحافة العربية للعام 2012م، من قبل ملتقى الإعلاميين الشباب العرب، في شهادة عربية تعكس التقدير اللافت لتاريخ الصحافة البحرينية العريق الذي يعود إلى العام 1939م، وما قطعته مملكة البحرين من خطوات رائدة وغير مسبوقة في ارتفاع سقف الحريات وتقدم الإصلاح السياسي والديمقراطي، إذ شهد الإعلام البحريني طفرة هائلة شكلاً ومضمونًا، في ظل ارتفاع عدد الصحف إلى 12 صحيفة يومية وأسبوعية مقارنة بأربع صحف في العام 1999، وتطور الإعلام المرئي والمسموع في وجود ست قنوات تليفزيونية، بعد تدشين قناتي القرآن الكريم والبحرين إنترناشونال في العام 2011م، إلى جانب ثماني محطات إذاعية».

وأشار إلى أنه «يحق لمملكة البحرين أن تفخر بتوافر المناخ الآمن لعمل الصحافيين والإعلاميين، فلا وجود لمعتقلين سياسيين أو سجناء رأي، ولم يتم إغلاق أية صحيفة أو مؤسسة إعلامية، كما أحالت الحكومة تعديلات تشريعية إلى البرلمان بمنع حبس الصحافي».

وقال رئيس هيئة شئون الإعلام: «كما أن هناك حقوقًا للصحافيين؛ فإن المصلحة الوطنية تفرض عليهم واجبات دستورية وقانونية في تحري الدقة والأمانة والموضوعية، وتكريس الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار العام، وإدانة التحريض على الطائفية والكراهية والعنف والإرهاب، والأمر ذاته بالنسبة إلى وسائل الإعلام الأجنبية الواجب عليها الالتزام بالحيادية والتوازن والموضوعية في تغطياتها للشأن البحريني، والابتعاد عن الإثارة والتشويه والإساءة بناء على معلومات مغلوطة من مصادر مجهولة أو أحادية الجانب».

وأضاف «إن الرسالة السامية التي يحملها اليوم العالمي لحرية الصحافة، منذ اعتماده بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 48/432 بتاريخ 20 ديسمبر/ كانون الأول 1993، تشكل ثوابت راسخة في الاستراتيجية الإعلامية لهيئة شئون الإعلام، ضمن اهتمامها بتكريس قيم الاحترام والالتزام والجودة والإبداع والتعاون، وفق مبادئ تقوم على الصدقية والحرية والإنصاف والتنافسية والاستدامة».

وأكد أن «الهيئة اتخذت في هذا الإطار خطوات إيجابية على صعيد إطلاق حرية الرأي والتعبير تنفيذًا لمرئيات حوار التوافق الوطني وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، ومن أهمها: العمل على إعداد مشروع قانون شامل وعصري للإعلام بشأن الصحافة والإعلام المرئي والمسموع، والنشر الالكتروني، متضمنًا إنشاء المجلس الأعلى للإعلام، كهيئة مستقلة تتولى الإشراف والرقابة على المحتوى الإعلامي الصحافي والمرئي والمسموع والالكتروني، وإبداء الرأي في مشروعات القوانين، والنظر في الشكاوى، بما يضمن التزام أجهزة الإعلام بأحكام القانون وآداب المهنة، والتعاقد مع أحد المراكز الاستشارية لإعداد ميثاق للشرف الإعلامي المرئي والمسموع، بعد تدشين ميثاق الشرف الصحافي في يناير/ كانون الثاني 2012م».

وتحدث في هذا الإطار عن «تشجيع الاستثمارات الإعلامية وجذب المؤسسات العربية والأجنبية إلى المدينة الإعلامية المزمع إنشاؤها، وذلك بعد الاتفاق على استضافة قناة «العرب» والإدارة التنفيذية العليا لمجموعة قنوات «روتانا» اعتبارًا من 12 ديسمبر 2012، وتشجيع الاستخدام الشرعي والمسئول لشبكة الإنترنت في تداول الأخبار والمعلومات؛ فجميع المواقع الالكترونية المسجلة أو المرخص لها مفتوحة، بما فيها مواقع الجمعيات السياسية، باستثناء حجب المواقع الإباحية أو المحرضة على الطائفية أو العنف والإرهاب، وتأهيل الكوادر الإعلامية الوطنية والارتقاء بقدراتها المهنية والاحترافية، وتكريم المبدعين وحفز الأعمال المتميزة في الإعلام الجديد، وتم تقديم جائزة الإعلام الاجتماعي للعام 2012، وتنظيم الكثير من الدورات التدريبية وورش العمل بالتعاقد مع مؤسسات دولية عريقة، والتعاون مع جامعة البحرين».

وأفاد الشيخ فواز بن محمد أن «هيئة شئون الإعلام تؤكد حرصها الدائم على تعزيز التواصل والشراكة مع المؤسسات الصحافية والإعلامية المحلية والأجنبية، ودعم أنشطة جمعية الصحفيين البحرينية ونادي مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية واتحاد الصحافة الخليجية، آملة خروج انتخابات الجمعية بعد يومين في أجواء من الود والاحترام المتبادل».

وقال: «نود أن ننتهز هذه المناسبة العالمية في التقدم بالتحية والتقدير إلى رواد الصحافة والإعلام الأوائل في مملكة البحرين، ولكل صحافي وإعلامي يمارس دوره في نشر الثقافة والتوعية الوطنية بأمانة ومسئولية وحرص على المصلحة العليا للوطن، سواء في أجهزة الإعلام الرسمية أو الخاصة، آملين تضافر الجهود الدولية في إقامة نظام عالمي للإعلام والاتصال يكفل التداول الحر للمعلومات، ويعزز قيم التسامح والتعددية والحوار بين الثقافات والحضارات، ويحظر أي دعوات إلى العنف والإرهاب أو الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، تفعيلاً للعهود الدولية، وخصوصاً المادتين (19) و(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية للعام 1966م».

وشدد في ختام تصريحه على أن «تدعيم الصحافة الحرة ووسائل الإعلام التعددية والمستقلة - وفقًا لوثيقة إعلان ويندهوك وما يؤكده دستور مملكة البحرين؛ يمثل دعامة أساسية للتطور الديمقراطي والنهضة الشاملة في ظل المشروع الإصلاحي والحضاري لصاحب الجلالة الملك، وما أتاحه من حريات إعلامية غير مسبوقة في إطار الشفافية والمساءلة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وحرية تداول المعلومات، والاهتمام المتواصل بتطوير المنظومة التشريعية للإعلام بما يتوافق مع المعايير الحقوقية العالمية».