العدد 3526 - الأربعاء 02 مايو 2012م الموافق 11 جمادى الآخرة 1433هـ

العنف مُدان من أيٍّ كان

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

لا أحد ينكر أن في البحرين أزمة سياسية عميقة، تحولت إلى أزمة ثقة بين مكونات الشعب، وجزء منها أخذ يغذى طائفياً، رغم أن المطالب الإصلاحية ذات منحى سياسي واقتصادي صرف.

وفي غمرة المعالجات الأمنية التي لم تغير من الواقع الكثير، ولم تحسم الأمور رغم الوغول فيها بشكلٍ واسع، والتي تم تغليبها على المبادرات السياسية التي تعد مبادرة ولي العهد أبرزها، وربما كان فرج البحرين على يديها لو أكملت، بات المجتمع يرصد حراكاً متزايداً من العنف، كان عنوانه في فترات متعددة «الجماعات المسلحة» التي تغير على القرى والمحلات التجارية، واليوم وجدنا أنفسنا أمام طلقات الرصاص الحي التي حصدت أرواحاً من المواطنين، وكل هذه الجرائم يقوم بها «مجهولون» لم تستطع القوى الأمنية الوصول إلى أحد منهم حتى اللحظة، كما نرى عودة إلى استخدام طلقات الشوزن.

ومن نافلة القول، التأكيد على أن العنف مهما كان الطرف الذي يقوم به فهو مدان ومرفوض، فنحن لا نقبل مطلقاً باستهداف رجل أمن يقوم بحفظ القانون والذود عنه، بمقدار رفضنا أن يكون الشوزن والرصاص ومسيلات الدموع اللغة المعتمدة للتعامل مع الحراك الشعبي.

البحرينيون مهما اختلفوا فيما بينهم ينبغي إدارة خلافاتهم بمنطق الحجة بالحجة والرأي بالرأي، وليس بالرصاص الذي لا ندري من أين يأتي به المجهولون وكم عدد من يملكونه، وكيف يدخل البلد دون علم الجهات المختصة، وكيف يجرؤ هؤلاء على استخدامه في بلادنا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المجموعات المسلحة التي باتت حقيقة موثقة بالصوت والصورة، تحتاج إلى وقفة صريحة، وإلا جُرّت البلاد إلى فوضى عارمة، خارج سيادة القانون والنظام.

الرصاص الحي الذي أطلق على محل النائب أسامة مهنا التميمي يؤكد أن المشكلة في البحرين ليست طائفية، بل تتعلق بحرية التعبير وكيفية إدارة الحريات العامة، المشكلة إذن سياسية وليست طائفية، وما تغليفها بهذا الشكل إلا محاولة فاشلة لتشويه صورة الحراك الوطني ذي المطالب الديمقراطية العادلة.

وفي جهة أخرى، فقد بات مقلقاً جداً معاودة استخدام طلقات الشوزن، ولمن لا يعرف الشوزن فهو طلقات معدنية تتناثر عند إطلاقها، وتستخدم لصيد الطيور ذات الأحجام الصغيرة، التي يصعب صيدها بطلقات مباشرة.

طلقات الشوزن يمكن أن يصاب الجسم بالعديد منها، وأحياناً بالعشرات منها في أنحاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الرأس والعينين والقلب، وتظل العديد من الشظايا في الجسم حتى بعد المعالجة لأن بعضها يصل إلى مناطق خطيرة يصعب المساس بها جراحياً، وبالتالي فإنها تبقى تلازم المصاب بها أعواماً وأحياناً العمر كله، هذا إذا كتبت له السلامة ولم تفضِ الإصابة للوفاة.

البحرين تحتاج إلى حلول سياسية، وليس لأي شيء غير ذلك.

نتمنى أن يتحاور البحرينيون مع بعضهم البعض بكل شفافية وبشكلٍ راقٍ، وتطرح جميع الملفات الوطنية على الطاولة، المواطنون يحتاجون إلى الثقة فيما بينهم، نحن شعب واحد مهما اختلفنا، لا نحتاج إلى لغة التحريض والكراهية والانتقام ومسيلات الدموع والشوزن والرصاص الحي.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3526 - الأربعاء 02 مايو 2012م الموافق 11 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:06 ص

      من تعتقد

      ومن يمول ويغذي الطائفيه والتعدي على الناس واعمال السرقه واستعمال الاسلحه كل هذه الامور لايستطيع أي شخص عادي ان يعملها وخاصة في البحرين لصغر مساحتها ولكن ستفتتضح الامور ولو بعد حين

اقرأ ايضاً