العدد 3535 - الجمعة 11 مايو 2012م الموافق 20 جمادى الآخرة 1433هـ

"الأعلى للشؤون الإسلامية" يستنكر استغلال المنابر في التحريض على العنف والكراهية

الجفير- المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 

تحديث: 12 مايو 2017

شدد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته الاعتيادية المنعقدة برئاسة رئيس المجلس سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وبحضور وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة على ضرورة صون الوحدة الوطنية وعدم تعريض النسيج الاجتماعي إلى التصدُّع، لافتًا إلى أنَّ أيَّ مكتسبات لن يكون لها أثرها إلا في مجتمع موحَّد متحاب مما يحتم على الجميع الدعوة إلى الاعتصام بحبل الله وعدم تفريق الأمة وتمزيقها من أجل أغراض شخصية أو فئوية.
ودعا المجلس في هذا السياق علماء الدين والأئمة والخطباء إلى تجنيب المجتمع المزالق الطائفية، مؤكدًا أنَّ المنبر الديني يضطلع بدور حيوي ومهم منذ القدم في بناء المجتمع وتنشئته على القيم والمثل الإسلامية الأصيلة، وتوجيه المسلمين والتأليف بين قلوبهم والإسهام في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة والطائفية، فلا ينبغي استغلاله فيما يعكِّر الصفو العام أو يمزِّق الأمة.
وأجمع أصحاب الفضيلة الأعضاء على إصدار بيان من المجلس، وفيما يأتي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه الميامين، وبعد،
فإنَّ أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من الطائفتين الكريمتين يتابعون بقلقٍ كبير تصاعد موجة العنف والتحريض والكراهية، مما يتهدَّد مستقبل وطننا وأهلنا وإرثنا الثقافي والاجتماعي الزاهر.
فمن منطلق المسؤولية الشرعية والوطنية، واستشعارًا لدقة المرحلة التي تمر بها بلادنا، يؤكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين على عدد من النقاط في هذا البيان، وهي:
أولاً- يدعو المجلس إلى الالتزام بما فرضه الله تعالى بتحكيم موازين الشرع الحنيف ومبادئ الدين في علاقاتنا كلها، وانتهاج الأساليب الشرعية استذكارًا لقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" [آل عمران: 103]، وقوله تعالى: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [الأنفال: 46]، وقول نبيه الكريم (ص): "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ، أَلَا فَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طِيبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ، وَأَطِيعُوا وُلَاةَ أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ" (الوسائل: الحديث 25).
ثانيًا- يؤكد المجلس أنَّ ما يجمع شعبنا من وشائج الأخوة في الوطن ورابطة الدين والمصاهرات والعيش المشترك أكبر مما يثيره المتربصون به لبث الفرقة بين أبنائه وفئاته ومكوناته.
ثالثًا- يستنكر المجلس أي خروج بالمنبر الديني عن المسار السوي والانحراف به عن غاياته السامية النبيلة، واستغلاله في تحقيق مآرب شخصية أو طائفية أو سياسية مما يتسبب في تشويه رسالته السمحة النقية، داعيًا شعب البحرين المسلم إلى الحذر من الانجرار خلف دعوات الفرقة والطائفية، مؤكدًا الحاجة إلى تحكيم العقل والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم السير خلف من يستغلون المنابر في الدعوة إلى الفرقة والتحريض على العنف إعمالاً للمقاصد العامة في شريعتنا الغراء وتمسكًا بالنهج الحكيم المستمد من الدين الحنيف، مشددًا على حرمة التبعية لدعاة التخريب والترهيب وسائر أعمال الإرهاب، ومؤجِّجي نار الفتنة الطائفية ومفرِّقي الكلمة.
رابعًا- يدعو المجلس إلى الوحدة وجمع الكلمة والألفة بين أبناء الوطن الواحد، متمثلين قوله تعالى: "وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" [المؤمنون: 52]، معربًا عن ثقته في حكمة الشعب البحريني ورغبتهم الملحة في استتباب الأمن والأمان في المجتمع.
خامسًا- يشيد المجلس بالتعديلات الدستورية التي صادق عليها جلالة الملك ويأمل أن تفتح آفاقًا أوسع للمشاركة في القرار وتعزيز الأدوات الرقابية والتشريعية، مؤكدًا المجلس على التزام الأساليب الدستورية للتعبير عن الرأي واحترام القانون لما فيه خير البلاد وسلامة المجتمع، مذكرًا بأنْ لا أحد فوق القانون.
سائلين الله العلي القدير أن يحفظ مملكة البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه، ويديم على أهلها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والله ولي التوفيق.
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
10 مايو 2012م
وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قد عقد جلسته الاعتيادية يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 8 مايو/ أيار 2012 في قاعة الاجتماعات بمبنى المجلس، واطلع فيها على نتائج الاجتماع الأول للجنة مراجعة مصحف البحرين، ورحب بتلك النتائج متمنيًا التوفيق للجنة المراجعة.
كما بحث المجلس في جلسته خطته لاستضافة بعض المؤتمرات، واستعرض عددًا من الطلبات التي تسلَّمها للترخيص لتأسيس بعض الجمعيات الإسلامية ولدعم بعض المعاهد والحوزات الدينية، وأحالها على اللجان المختصة لبحثها ورفع التقارير بشأنها.
وفي ختام الجلسة، وقف المجلس على آخر المستجدات بشأن مشروعات بناء الجوامع التي يتبناها المجلس، موجِّهًا إلى تسريع وتيرة العمل لإنهائها وتسليمها إلى القيِّمين عليها لتأخذ دورها المحوري في نشر الثقافة الدينية وتربية المجتمع على الأخلاق الفاضلة والسلوكات الرشيدة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 10:16 ص

      الجرح غائر

      الأخوة المشاركين إن مشاركاتكم هذه تدل على أن الجرح بين الطائفتين السابقتي الأخوة مع الأسف لهذه الكلمة جرح غائر فإن استمرت مغذيات الفتنة الطائفية فلا فائدة من إستنكار أي مجلس لكن أنتم أيها الشباب الواعي وأقصد الواعي المتعلم المثقف بيدكم أن تحاولوا رأب الصدع طالما نعتقد أن منهم من على المنبر يفترض فيهم بث روح الأخوة نراهم يتسابقون على بث وتغذية الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وهدفهم مادي حتى على تمزيق الوطن

    • زائر 17 | 10:01 ص

      احد المطاوعة يشتم الطائفة
      كل جمعة
      وانتم تتفرجون والان المصيبة طبت على الجميع

    • زائر 15 | 9:00 ص

      اينكم عن الذين يسقطون الطائفة الكبرى وينعتونها بابشع الالفاظ دون تحريك ساكن من جنابكم …ام ان الموجه له هذا الكلام هم من يعبرون عن رأيهم السياسي بطرق سلمية تكفلها المواثيق والاعراف الدولية !!!!!!

    • زائر 14 | 8:33 ص

      مجرد سؤال

      كل يوم ومن على منابر مساجد معينة يتم لعن وسب طائفه باكملها وعلى مرأى ومسمع من جميع الطوائف ولم يصدر اي بيان يذكر !!!!

    • زائر 13 | 8:21 ص

      ونحن نستنكر بشدة أيضاً استغلال المنابر للفتنة و السب و القذف بحق طائفة عريضة متجذرة في اعماق تراب الوطن منذ وجوده، وما تطاول الصوت المقزز "النهيق" إلا لعدم وجود رد فعل أو بيان يستنكر ... إن لله وإن إليه راجعون

    • زائر 12 | 8:11 ص

      يا كثر الاجتماعات

      أكيد تقصدون .... اللي يسمي طائفة من البحرينيين بالروافض وأنهم مثل اليهود ووووو
      لأن المنابر اللي عندنا دائما يدعون الى الوحدة بين المذاهب والتآخي ونبذ العنف
      أما فيما يتعلق بالحقوق فهذا جزء لا يتجزأ من واجبات الخطيب في استخدام المنبر لتوعية الناس في كيفية المطالية بحقهم

    • زائر 11 | 8:00 ص

      نستنكر استغلال المنابر للفتنة و السب و القذف بحق طائفة عريضة متجذر في اعماق ترب الوطن منذ وجوده، وما تتطاول الصوت المقزز " النهيق" إلا عدم وجود رد فعل أو بيان يستنكر ... إن لله وإن إليه راجعون

    • زائر 9 | 7:37 ص

      استنكروا هدم عشرات المساجد وبالذات لطائفة معينة، والإستنكار ليس من جهة واحدة فقط

    • زائر 8 | 7:28 ص

      التعديلات الدستورية

      الإشادة بالتعديلات اقحم اقحاماً في بيان يتكلم عن إلتزام أئمة المساجد بالخطاب المعتدل

    • زائر 7 | 7:27 ص

      الخطيب ..... سب مكون رئيسي من المجتمع .. وين الاجراءات ..؟

    • زائر 6 | 7:20 ص

      انزلوا للشوارع عاينوا مشاكل الناس ‏..‏ وثانيا المنابر الي تحرض ‏‏(بزعمكم‏) اخف ضررا من منابر الجهات التي تقتل و تنهب و تعتدي على اموال الناس واعراضها ‏‏(روحوا اسألوا بسيوني من اللي دمر البلد‏)‏

    • زائر 3 | 7:00 ص

      سنابسيون

      اهم ما لفت نظري بيان المجلس الاعلى حول تسريع بناء المساجد وتسليهما وان شاء الله يتم تنفيذ ذلك في وقت قصير وليس سنوات.

    • زائر 2 | 6:55 ص

      لا نريد المزايدات

      نتمنى ان يذكر بعض الامثلة من الاساءات والتحريض على العنف والتقليل من شان اي طائفة لاننا نعتقد انها غير موجودة ولو وجدة لوصلة الى المحاكم وهو المكان الذي يحكم بالعدل او لا

    • زائر 1 | 6:51 ص

      من هو المعني ؟

      إذهب لإحدى المساجد و بالتحديد في مدينة عيسى و بالخصوص القريب من السوق الشعبي فسترى السب و الشتم و التقرب الى رب العباد عندما يتطاول الإمام نعم الإمام شريحة كبيرة من المجتمع البحريني

      أين القانون ؟؟؟؟

اقرأ ايضاً