كم أنا سعيد وفخور بحصول صحيفتنا « الوسط « على المركز الأول كونُها الأكثر انتشاراً ومقروئية وتأثيراً، مقارنة بالصحف المحلية الأخرى حسب ما أعلن عنه مركز البحوث والدراسات الإستشارية ( بارك ) في تقريره السنوي للعام 2011. وليس سعادتي نابعة من كوني عضواً في هيئة التحرير أو رئيساً للقسم الرياضي فيها، ولكن - هذا الإحساس - نابعٌ من كوننا جميعاً في الصحيفة عشنا ساعات عصيبة جداً من أجل الحفاظ على كيانها، و استمراريتها، وبقائها على نفس المنهاج الصادق، القائم على كلمة الحق، والسعي للخير، بما تحمله هذه الكلمات الكبيرة من معانٍ سامية يلم بها أي إنسان جاهل، ولله الحمد أنَّنا جميعاً وُفِقنا في ذلك وأكرمنا الله بالحصول على المرتبة الأولى.

فمنذ دخولي أعتابَ الصحيفة بعد أن كرَّمني الخالقُ العمل في القطاع الحكومي ردحاً من الزمن، خدمت في عددٍ من الأقسام الرياضية، سعيداً بما قدمته، تاركاً خلفي ذكرياتٍ لاتُنسى، وجدت نفسي أمام تحدٍّ آخر، يختلف تماماً عن السابق، العطاء فيه يتدفق من دون حدود، ليس مرتبطاً بعقاربِ الساعة أو بدل الوقت الإضافي، ولكن مرتبطاً بالبحث - كلَّ يوم - عمَّا هو جديد قادم، تحرص على أن تقدِّمه للقارىء في طبق فاخر أنيق، تغلف حواشيه المعاني التي وضعناها نصب أعيننا، الحيادية في كل قضية، والصدقية في كل كلمة، بغضِّ النظر عن اللون أو الجنس أو حتى شعار الفانيلة سواء كان أزرقاً أو أخضراً أو مارونياً.

عملنا كلنا في « الوسط الرياضي « كفريق واحد، على قلب واحد، هدفنا خدمة المجتمع الرياضي البحريني، مسلطين أقلامنا على كل أنشطته، متفاعلين مع كلِّ حدث رياضي، محاولين قدر المستطاع إعطاء كلِّ ذي حق حقه، مع إيماننا الراسخ، أنَّ الكمال لله سبحانه وتعالى، وأنَّ العمل في المهنة، هو عمل شريف، قائم على احترام الغير على رغم اختلافنا في الميول أو وجهات النظر .

اليوم نشعر جميعاً بالسعادة كوننا جزءًا لا يتجزأ من الصحيفة الأم، نساهم في رفعة شأنها، ونجلب لها المزيد من القرَّاء من مختلف مناطق البحرين ... نسعى دائماً للتميز، وطرح المواضيع الرياضية بحياديَّة وصدقية، هدفنا الأول والأخير رفع كلمة البحرين، وخدمة ناسها الطيبين، مع دعواتي الصادقة لربِّ العالمين أن يحفظنا جميعاً من أيِّ سوء.