العدد 3537 - الأحد 13 مايو 2012م الموافق 22 جمادى الآخرة 1433هـ

«الطبخة»

يونس منصور Younis.Mansoor [at] alwasatnews.com

رياضة

كثر الحديث خلال مباريات الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى عن حساسية الجولتين الأخيرتين من المسابقة والصراع الدائر بين الفرق سواء بين فريقي المقدمة الرفاع والمحرق أو فرق المراكز الأخيرة والخطر الذي يتهددها في السقوط والهبوط لدوري الدرجة الثانية.

وخلال الأحاديث الجانبية التي دارت بين الجماهير الرياضية وحتى بعض منتسبي الأندية خلال مباريات الجولة الأخيرة كثرت مصطلحات ومفردات على نحو «مطبوخة ومبيوعة وتخاذل وتنازل» وغيرها من الكلمات التي تشير إلى إمكانية تسهيل مهمة فريق وتفويت المباراة لصالحه بحكم أن المباراة لا تعني الفريق الآخر في الصراع الدائر على القمة والقاع، ما يؤكد الجانب «المظلم والكريه» للرياضة عبر وجهها القبيح على رغم أنها تدعو وتهدف إلى تعزيز الروح والأخلاق الرياضية العالية والمنافسة الشريفة.

لا يمكن بأي حال من الأحوال توجيه تهمة «التنازل» لجهة أو طرف لصالح طرف آخر، ولكن على اتحاد الكرة أن يراعي في هذه المرحلة الحساسة مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الأندية ويوفر الأجواء التي تبعد الشك والريبة عن جميع الأطراف وتخفف من الظاهرة التي سبق أن حدثت في المواسم الماضية في كرة القدم البحرينية، ولا أعني هنا أنها حدثت «فعلا» بل أشير إلى أن حديث «الطبخة» سبق أن دار في الوسط الكروي خلال بعض المباريات في أكثر من موسم.

اتحاد الكرة معني بمثل هذه الجوانب حفاظا على حقوق الأندية جميعها وبما يحفظ الجوانب المضيئة للعبة الشعبية الأولى على المستوى العالمي، وبما يخلي مسئوليته فينأى بنفسه عن تحمل بعض العقبات المتوقع أن تظهر إعلاميا. وأدعو اتحاد الكرة ممثلا في لجنتي المسابقات والحكام أن يتخذوا خطوات فاعلة لمواجهة مثل هذه الأقاويل والأحاديث ولو بخطوات تكفل الحد من هذه الظاهرة لو حدثت «فعلا».

دور مسابقات الكرة واضح وصريح وبإمكانها أن تعيد صياغة وبرمجة الجولتين الأخيرتين أو على أقل تقدير الجولة الأخيرة من خلال إعادة ترتيب وجدولة المباريات وتغيير مواعيدها ووضع مراقبين لها ولو بصورة استثنائية، في حين سيكون دور لجنة الحكام كبيرا من خلال اختيار وتكليف حكام يكونون في قمة تركيزهم وقمة حضورهم الذهني والبدني من أجل الخروج بالمباريات إلى بر الأمان في ظل الحساسية والأهمية التي عليها المسابقة في جولاتها الأخيرة.


آخر الكلمات

شدني مثل غيري ما قامت به «فئة» من الجماهير البحرينية من تشجيع ومؤازرة ناديين شقيقين ضمن بطولة أندية الخليج في لعبتي القدم والسلة في مقابل ناديين محليين وخصوصا أن الحدثين أقيما على أرضنا وهو ما كان يتطلب تفعيل نظرية ومبدأ «الأرض والجمهور» للاستفادة منهما لتحقيق انجاز يسجل باسم الوطن.

لن نصف ما قامت به هذه الجماهير ونصنفه على أنه خيانة للوطن كما توهم البعض في فترات وحالات سابقة، فذلك بعيد كل البعد عن الواقع الذي نعيشه على أرض الوطن، ولكنه يؤكد أمرا واقعا وواضحا يعيشه المواطن البحريني على أرضه.

أدرك وربما الكثيرون معي الدوافع التي دفعت تلك «الفئة» لمؤازرة ناديين شقيقين وخصوصا فيما يتعلق بالحالة المعيشية والاقتصادية للمواطن البحريني التي تفرض عليه أحيانا أن يبحث عن مصدر رزقه في شتى المجالات وبمختلف الطرق لدرجة يصل معها للحفر في الصخر لتأمين قوت يومه وعائلته وخصوصا أن المستقبل يشكل «لغزا غامضا» للكثير من المواطنين في هذا الجانب.

إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"

العدد 3537 - الأحد 13 مايو 2012م الموافق 22 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً