العدد 3543 - السبت 19 مايو 2012م الموافق 28 جمادى الآخرة 1433هـ

مصر تصوّت الأربعاء المقبل لانتخاب رئيس جديد بعد مبارك

دعي المصريون للتصويت الأربعاء والخميس المقبلين في الدور الأول من انتخابات تاريخية لاختيار رئيس جديد للدولة بعد الإطاحة بحسني مبارك الذي عصف به في فبراير/ شباط 2011 زلزال الربيع العربي. وتبدو هذه الانتخابات الرئاسية بالغة الأهمية لتحديد الوجهة التي ستسلكها البلاد بعد حملة انتخابية هيمن عليها الإسلاميون الفائزون في الانتخابات التشريعية ومرشحون ينحدرون من النظام المطاح به ويسعون إلى تجسيد عودة الاستقرار.

وقطعت التعددية السياسية وحيوية النقاشات مع تلك الانتخابات المعروفة النتائج سلفاً في ظل النظام السابق، لكن الأجواء طبعتها أيضاً أزمة اقتصادية حادة وتصاعد في حالة انعدام الأمن.

وكانت مصر أكبر البلدان العربية لجهة عدد السكان (82 مليون نسمة)، بعد تونس، ثاني بلد في المنطقة يطاح برئيسه تحت ضغط ثورة شعبية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كمال السيد أن «هذه الانتخابات هي بالتأكيد الحدث السياسي الأكثر أهمية بالنسبة إلى مصر منذ الثورة» في يناير 2011.

وبين المرشحين الذين يعتبرون الأوفر حظاً الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية السابق في عهد مبارك، عمرو موسى وأيضاً آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح ومرشح الإخوان المسلمين محمود مرسي.

وركز موسى وشفيق حملتيهما على الخبرة وعودة الاستقرار. وبحثا عن التمايز عن مبارك الذي يتوقع أن يصدر الحكم عليه في الثاني من يونيو/ حزيران، لكنهما تعرضا باستمرار إلى انتقادات باعتبارهما من «فلول» النظام السابق.

ويعد أبو الفتوح بإسلام معتدل لكن يتعين عليه التعويل على تحالف غير متجانس يضم متشددين سلفيين وناشطين شباب مؤيدين للديمقراطية والعلمانية.

ويحظى مرسي بالدعم المتين لشبكة جماعة الإخوان المسلمين لكن البعض يبدي قلقه من رؤية الجماعة تهيمن على الرئاسة بعد أن هيمنت على البرلمان.

وهناك مرشحون آخرون يملكون وسائل أقل لكنهم يأملون في تحقيق نتيجة مشرفة بينهم بالخصوص حمدين صباحي (اليسار الناصري) والإسلامي سليم العوا أو الشاب الناشط في مجال الحقوق الاجتماعية خالد علي.

وليس بين المرشحين الـ 12 للانتخابات الرئاسية المصرية أي ممثل للأقباط (مسيحيون ارثوذكس) الذين يمثلون ما بين 6 و10 في المئة من السكان، ولا أي امرأة.

ولم تقدم حركة «شباب الثورة» التي أطلقت شرارة الاحتجاج ضد مبارك، مرشحاً خاصاً بها وتتوزعها مواقف تأييد لعدد من المرشحين.

وبعد الدور الأول ينظم دور ثانٍ للانتخابات الرئاسية يومي 16 و17 يونيو إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة منذ الدور الأول. ووعد الجيش الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بمبارك، بإعادة الحكم إلى المدنيين بعد انتخاب رئيس جديد. وغطت شوارع مصر منذ أسابيع الملصقات واليافطات الانتخابية في حين يذرع المرشحون بلا كلل البلاد طولاً وعرضاً من سهول دلتا النيل إلى نجوع الصعيد. وشهدت الحملة الانتخابية العديد من التقلبات أعطتها أحياناً طابعاً فوضوياً وأحياناً عنيفاً.ورفضت اللجنة الانتخابية عشرة مرشحين لأسباب متعددة تقنية أو قانونية.وبين هؤلاء الرئيس السابق للمخابرات المصرية عمر سليمان والمرشح الأساسي للإخوان المسلمين خيرت الشاطر وسلفي حقق اختراقاً مفاجئاً بين الرأي العام حازم أبو إسماعيل.

العدد 3543 - السبت 19 مايو 2012م الموافق 28 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً