تسبب هجوم مدفعي على مدينة الحولة السورية أمس الأول الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 90 شخصاً بينهم 32 طفلاً، في ردود فعل دولية غاضبة، إذ أدانت فرنسا ما حدث، بينما دعت بريطانيا إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن، كما طالبت الإمارات باجتماع عاجل للجامعة العربية، فيما خرجت مسيرة في الكويت منددة بالمجزرة.

وقال نشطاء إن وابلاً من نيران المدفعية السورية أدى إلى أسوأ أعمال عنف منذ بدء خطة السلام التي أقرتها الأمم المتحدة لوقف نزيف الدم في سورية. وفيما اتهمت المعارضة الجيش السوري بارتكاب المذبحة، بث التلفزيون السوري لقطات أدعى فيها بأنّ هؤلاء كانوا ضحايا لمجزرة ارتكبتها «العصابات الإرهابية».

من جانبها أدانت دول مجلس التعاون الخليجي «المجزرة»، في ما دعت الإمارات إلى عقد إجتماع عاجل للجامعة العربية، أما في الكويت فقد تظاهر المئات أمام السفارة السورية.

ردود فعل غاضبة دولياً... ولندن تدعو مجلس الأمن لاجتماع عاجل

مجزرة في مدينة الحولة السورية تودي بحياة 92 شخصاً

دمشق - أ ف ب

توالت أمس السبت (26 مايو/ أيار 2012) ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية وأودت بحياة 92 شخصاً بينهم 32 طفلاً بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سورية، ودعت الخارجية البريطانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة.

وغداة المجزرة التي وقعت ليلة الجمعة السبت توجهت بعثة للمراقبين الدوليين إلى الحولة، ودان رئيسها روبرت مود «المأساة الوحشية» التي وقعت في هذه البلدة الواقعة على بعد 25 كيلومتراً شمال غرب مدينة حمص.

وقال مود أمام الصحافيين إن المراقبين «يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية» في الحولة، مؤكداً أن التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة.

وأكد أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة صباح السبت تمكنوا من إحصاء «اكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود إلى نساء ورجال يقدر عددها بنحو ستين».

وأضاف مود أن مقتل 32 طفلاً «يمثلون مستقبل سورية شيء مؤسف جداً» و»غير مقبول».

وأشار إلى أن الظروف التي أدت إلى هذه المأساة «ما تزال غير واضحة»، مضيفاً «كائناً من كان الذي بدأ، وكائناً من كان الذي رد، وكائناً من كان الذي قام بهذا العمل العنفي المشين، فهو يتحمل المسئولية». ودعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الحكومة السورية إلى «وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله»، مضيفاً «هذا ما نحتاج إليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن مقتل أكثر من تسعين شخصاً في قصف بدأته القوات النظامية الجمعة واستمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل على الحولة.

كما أشارت إلى أن «المجموعات الإرهابية أحرقت بعض منازل المواطنين وفجرت بعضها الآخر».

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أصدره فجر السبت مجلس الأمن الدولي إلى «عقد اجتماع فوري» بعد «مجزرة الحولة الشنيعة» واتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة».

وأعلن المجلس الوطني السوري مساء السبت أن الموفد الدولي، كوفي عنان اتصل برئيس المجلس المستقيل، برهان غليون مندداً بـ «الجريمة النكراء» في مدينة الحولة السورية ومؤكداً أنه «سيطرح الموضوع بشكل قوي» أمام الرئيس السوري، بشار الأسد.

من جانبه، أعلن الجيش السوري الحر السبت أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي عنان، إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري.

وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ «تحمل المسئولية وإعلان فشل خطة عنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سورية وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية إلى مفاصل النظام العسكرية والأمنية».

ودان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس «المجازر» التي وقعت في الحولة بسورية و»الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، وأعلن إجراء «اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري»، مضيفاً «يتعين على المجتمع الدولي أن يتجند أكثر لوقف قتل الشعب السوري» من دون أن يشير إلى خطوات محددة.

كما أعرب وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي السبت عن «صدمته» للقصف على منطقة الحولة. وقال في بيان «لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال، في هجمات لقوات نظام (الرئيس بشار الأسد)».

وقال الوزير البريطاني في بيان «باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيداً لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الإنسان داخل الأمم المتحدة»، مضيفاً «سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة».

من جهتهما، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون والموفد الدولي، كوفي عنان السبت أن مجزرة الحولة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها، تشكل انتهاكاً «صارخاً ورهيباً» للقانون الدولي.

من جهتها، دعت الإمارات إلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية، أما في الكويت فقد تظاهر مئات الكويتيين بينهم نواب السبت أمام السفارة السورية في للتعبير عن إدانتهم للمجزرة والمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر.

ميدانياً، قتل 18 شخصاً بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات إطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سورية السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

على صعيد متصل، أعلن مصدر دبلوماسي تركي أمس (السبت) أن الزوار اللبنانيين الذين خطفوا في سورية في 22 مايو وأعلنت السلطات اللبنانية الجمعة الإفراج عنهم، ليسوا في تركيا. وأضاف هذا المصدر الذي رفض كشف هويته لـ «فرانس برس» أن «هؤلاء الأشخاص ليسوا على الأراضي التركية. أعتقد أن التباساً حصل» بشأنهم.

وأعلن وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل أن عودة الزوار التي كانت متوقعة مساء الجمعة قد تأخرت «لأسباب لوجستية»، مضيفاً أن الزوار في الأراضي التركية.

من جهة أخرى أعلن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي إرجاء زيارته المتوقعة لتركيا.

مجلس التعاون الخليجي يدين «المجزرة»

الرياض - أ ف ب

أدانت دول مجلس التعاون الخليجي مساء أمس (السبت) «المجزرة» التي وقعت في بلدة الحولة السورية، وأكدت أنها تتابع «بقلق بالغ» التطورات المؤسفة هذا البلد.

ونقل بيان عن الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني قوله إن دول المجلس الست «تدين وتستنكر المجزرة في بلدة الحولة السورية من قبل القوات النظامية (...) وتتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في سورية».

وأكد أن دول المجلس «إذ تعبر عن الحزن والآسى جراء هذه المجزرة (...) فإنها تعرب عن استنكارها وإدانتها الشديدين لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الحكومة السورية ضد المدنيين العزل».

ودعا «المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسئولياته لوقف نزيف الدماء في سورية بشكل يومي».