العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ

والله قوّة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«والله قوّة»... بعض النّاس يظنّون بأنّهم يستطيعون تغيير فكرك أو تعديل مسار حياتك وقناعاتك، عن طريق توجيه اللوم تارة، والاستهزاء بكَ تارة أخرى، وتصغيرك أمام الناس في بعض الأحيان.

وفي أحيان أخرى، هناك أناس يطعنون بك وفي مبادئك من خلف ظهرك، وهم أوّل من يضحكون في وجهك ويكلّمونك بأدب وطيب عندما يلاقونك!

بعض الناس لا يعرف كيف يواجه ولا كيف يعلّق ولا حتى يعرف كيف يستثير غضبك، ويظن دائماً بأنّه على حق، وأنّ الآخرين لا حقّ لهم، فهل هذا طبع أم قلّة أدب أم غباء اجتماعي بحت؟

وقد تمر علينا المواقف مع بعض البشر، ونحن نعلم ما يضمرون لنا من حقد، ولا يسعنا إلاّ السكوت في بعض الأحيان، تجنّباً للتصادم، وليس خوفاً من خسرانهم، لأنّهم خسرونا مسبقاً، ولكن الحياة الاجتماعية تفرض علينا وجودهم، فقد يكونون أبناء عمٍّ أو أبناء خالةٍ أو غيرها من درجات القرابة وعلاقات النسب.

والسؤال هنا: هل القرابة تفرض عليك السكوت أم يجب عليك الرد على ما قيل فيك وعنك؟ نعتقد بأنّ الرد الذي يخرج من القلب لا تفهمه القلوب المريضة، بل تفهمه القلوب الحية النابضة، لأنّها تريد إنجاح العلاقة لا قطعها.

مرَّ علينا موقفٌ مع أحد الأصحاب، وقد سمعنا منه ما سمعنا، وكانت الكلمات تجول في خاطرنا للرد على تهجّمه وقلّة ذوقه، ولكن يأبى اللسان إلاّ أن يُخرج منه الطيب كما تعوّد، وتأبى النفس مصارعة الحمقى، فهذا هو الفاصل بين العاقل والأحمق. عندما يعرف العاقل متى يسكت وماذا ينطق!

كثير من الحمقى يمرّون في حياتنا ويحاولون طرح مواضيع حسّاسة، من أجل إشباع رغباتهم في المجادلة، إلا أنّ كلمة واحدة قد تجعلهم ينهارون، ويركّزون على ذواتهم، وتنقلب عليهم الآية، لأنّهم لا يعلمون بحيل العقلاء ولا بطريقة تفكيرهم المعقّدة.

إنّ القوّة تكمن في العقل واللسان، فإذا استطاع المرء توظيفهما في خير، كسب الكثير من ثروات الدنيا والآخرة، وإن وظّفهما في شر، فإنّ الخسارة هي مكسبه لا محالة، وعليه يجب علينا أن نعقل ونفكّر قبل خروج الكلمات، حتى لا نكون كالحمقى الذين يُساقون كالأنعام.

يقول المثل: «أضعف الأسود أكثرها زئيراً»، فلنحاول ألاّ نثرثر كثيراً من دون التعمّق فيما سنقوله ونطرحه ونقذف به النّاس، إذ إنّ آلة العقل التي حبانا بها المولى هي من أرقى الآلات على الإطلاق، وهي التي ترقينا أو تهبط بنا فتجعلنا كالدواب، فهل نستخدمها كقوّة لنا خير استخدام أم لا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 3:37 م

      بارك الله فيك يا دانة

      كلام سليم و منطقي بس في جزئية من المقال تقولين ( حتي لا نكون كالحمقي الذين يساقون كالأنعام ) ياليت تعملي جدول و تضعي الفرقتين و ستصلين الي نتيجة ؟

    • زائر 32 | 6:54 ص

      حفض الله البحرين وحفضك وحماك من كل سوء

      هكذا الكبار دائما يضحون من أجل اوطانهم ومن أجل الانسانية عندما تتجلى في الكرامة والشهامة وحقوق الانسان والحرية, هنا فقط يحفر الكبار اسمائهم لكى يدخلوا التاريخ من اوسع الابواب, نعم انه طريق دات الشوك القابض علية كالقابض على الجمر, انك حقا كبيرة يا بنت الشروقي بصمودك وبمواقفك المتجدرة من انسانيتك المختزلة فيها أن العبودية لله الواحد القهار فقط, لا الى الدرهم والدينار ولا الى المنصب والجاه, حفظ الله البحرين وحفظك وحماك من كل الحاقدين والمتمصلحين انه سميع مجيب

    • زائر 31 | 6:40 ص

      لا زلنا وسنبقى إخوان

      إنّ القوّة تكمن في العقل واللسان،

    • زائر 30 | 6:30 ص

      You can not be always right

      You should start to listen too, your point of view is not necessarliy right

    • زائر 28 | 6:27 ص

      وطنية يا بنت الشروقي

      قلتها من قبل وباعيده نبي اربع مثلك بس ورحم الله والديك على التربية

    • زائر 27 | 4:04 ص

      شكرًا

      شكرًا يابلسم الوطن شكرًا

    • زائر 25 | 3:49 ص

      4سنابسيون

      في البدايه كانت الصدمه كبيره علينا من تجريح رفقائنا في الوطن لكن الحين تعودنا على الفاظهم وصارت لاتؤثر فينا ولهذانقول قولوا ما شئتم فنحن لا نتأثر بصراخكم النشار

    • زائر 23 | 3:33 ص

      ما شاء الله

      تبارك الرحمن ...
      ثقه بالنفس وهدوء وحكمه ...يحسدك عليها القريب والبعيد
      وقد يحقد عليك بعض ضعاف النفوس لهذا لا تحزني فانت الاقوىوالاعلى مرتبة منهم

    • زائر 22 | 3:33 ص

      اللسان يكشف ما في القلب

      طريق الحق بين وواضح يستطيع معرفته من يفسح المجال لعقله للتذبر .
      من يقراء موضوعك يستشف مدى حكمتك وفقكي الله لما فيه الخير والصلاح

    • زائر 21 | 3:08 ص

      قلم يكتب لايسكت وعندما تكتب يعني انت في اعلى درجة التفكير

      بكل فخر وهدوء
      انتي رائعه وحساسه في انتقاء الالفاظ الراقيه شكرا لك
      انتي رمز القوه والثبات



      هاني سليم

    • زائر 19 | 3:02 ص

      مقالاتك بلسم للجراح

      شكرا كاتبتنا العزيزة... مقالاتك النابعة من القلب تصل للقلب وتضمد الجراح. كثيرون مثلك ولكن نقول لن نستوحش طريق الحق لقلة سالكيه.

    • زائر 17 | 2:29 ص

      والصراخ يا اختي الفاضلة على قدر الالم

    • زائر 16 | 2:13 ص

      موعدك الجنه

      لماذا يسئالني البعض هذا العنوان اجاوبكم وبكل يسر لان الله جل جلاله قال من وقف مع الحق ومن قال الحق وكل من تمسك بلحق. وهذا عليه اختنا الاستاذه الكريمه من ما نراه في جميع كتاباتها

    • زائر 15 | 2:06 ص

      أنتي افضل مني

      انا اعرف ما تعانيه يا اختي من افراد في مجتمعنا وبما انك تعيشين في مجتمع يختلف معك في التوجه والنهج السياسي فأنتي افضل مني لاني اعيش في مجتمع يتفق معي في توجهاتي لذا اجد نفسي صغيرا امامك.

    • زائر 14 | 2:04 ص

      لا تهتمي و لا تحزني

      فان هؤلاء مثل قطيع الغنم يانما يامرون يمشون
      نحبك اختنا و شكرا للوسط التي اعطتنا رمزا وطنيا جديدا

    • زائر 11 | 1:42 ص

      كثرة المغرضين تعني كثرة النجاح يادانة الحد

      فلا ترمى سوى الشجرة المثمرة

    • زائر 10 | 1:38 ص

      قل الحق ولو على نفسك

      نَعِيبُ زمانَنا والعيبُ فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
      وقد نهجُو الزمانَ بغير جُرْم ولو نطق الزمانُ بنا هجانا
      فدُنْيانا التصنُعُ والترائيً ونحن به نُخادع من يرانا
      وليس الذئبُ يأكل لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضُنا بعضاً عِيانا

    • زائر 7 | 1:24 ص

      للحق ثمن

      بقوانيننا الدنيوية من الطبيعي ان تتعرضي للضغوط ،وأن يجافيك القريب قبل البعيد ،لنك شي مختلف

    • زائر 5 | 1:10 ص

      عزيزتنا مريم

      مرت علينا أيام ولا زالت في العمل أو بعض الأماكن الرسمية أو الأجتماعية ، وهناك من يسب ويشتم بأقذع الألفاظ ، ولكن كما قلت ليس لنقص في اسلوب الرد ، ولكن التربية التي تربينا عليها أولا وثانيها تقديم الحكمة فهؤلاء موجودون فرضهم الواقع ان يكونوا موجودين اذا لا بد من التعامل معهم ولو بأقل القليل ، وليس كما قلت لكي لا نخسرهم لأنهم أصلا خسرونا ، ولأن القوة اليوم بجانبهم ونقصد قوة الترهيب لكنها ستزول بعدها ستتحول لهم كوابيس ليس لأن مريم أو أي شريف نالو منه سيرد عليهم لكنهم سيعيشون ذلك الشعور .

    • زائر 4 | 12:43 ص

      يا استاذ مريم الشجرة المثمرة دائما تضرب بالحجارة

      يقول فيصل القاسمي صاحب الاتجاه المعاكس ادا رئيت شخص دائما يشتمك فعلم انه دائما يتابع مقالاتك وانه مقهور فهذه طريقة العجزان فكذالك الدي يحاول التعرض لكي بكلمات يذل على انه عجزان وجبان ولا يعرف يرد

    • زائر 3 | 12:00 ص

      والله على ما اقول شهيد

      لا أخغيك سرا عندما اقرأ لك ولوزير الصحافة الدكتور الغالي الجمري أن أجد جميع ماتخطا ايديكما من مواضيع نابعة من قلبكما الصادق فنحن كقراء وكمواطنين بحاجة شديدة الى هكذا نوع من مواضيع والتي تعتبر بلسم ودروس عالية في السياسة والامور الاجتماعية والحياتية ولي طلب اختي وهو ان تقومي اليوم بتقبيل راس والدك ووالدتك نيابة عني فهما حقيقة انجبا ابنة شهادتي فيها قد تكون جارحة فتحياتي لك ولجميع افراد العائلة

    • زائر 2 | 11:55 م

      حكيمة يا استاذة

      والله كلامك حكم يا استاذة .. دائما ما تأتين باليد المفيد و تضربين على الوتر.. (على فكرة لم لا يكن لعمودكِ إسم محدّد .. مثل وقفة ، التفاتة .. برقية .. يعني معنى يختصر اسلوبك الصريح.. عودا الى مقالك ..يقول الشاعر ..
      يخاطبني السفيه بكل جهلٍ .. فأأبى ان اكون له مجيبا
      يزيد سفاهةً وأزيد حُلما... كعودٍ زاده الإحراق طيبا!
      صدقا .. مقالك اجمل ما يُقرأ في هذا الصباح يغيّر النفسية و يرفع المعنويات .. و يجغلنا نبتسم .. مهما يكن واقعنا ..
      شكرا لك ولهذه الروح الشفافة ..
      دمت بعين الله

    • زائر 1 | 11:12 م

      شكرا أيتها البحرينية

      صباح الخير يا كاتبة وطني العزبز

      في كل يوم نشتاق أكثر وأكثر لمقالاتك الجميلة التي تعبر دائما عن حبك لهذا الوطن وناسه
      فنصيحتي أن لا تعير الحمقاء أي إهتمام لأنه كما قلتي ياسيدتي القوة تكمن في العقل واللسان وليس في تغذية العضلاات

      علي العريبي

اقرأ ايضاً