العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ

مود يبلغ مجلس الامن ان 116 مدنيا قتلوا في الحولة والمجلس الوطني يدعو الى "التحرير بالقوة الذاتية"

ابلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا مجلس الامن الاحد ان مجزرة الحولة اسفرت عن 116 قتيلا، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض الشعب السوري الى "خوض معركة التحرير" معتمدا على قواته الذاتية في حال تكرر الاخفاق الدولي في شان الازمة المستمرة.
في هذا الوقت تواصلت اعمال العنف في سوريا وارتفعت حصيلة ضحايا الاحد الى 38 قتيلا، وذلك غداة التنديد الدولي العام الذي اثارته مجزرة الحولة في محافظة حمص.
وابلغ رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود اعضاء مجلس الامن ان المجزرة في الحولة اسفرت عن 116 قتيلا و300 جريح، وفق ما افادت مصادر دبلوماسية.
واوضح مود ان الضحايا اصيبوا ب"شظايا قذائف" او قتلوا "عن مسافة قريبة".
في المقابل، قال مساعد الممثل الدائم لروسيا في الامم المتحدة ايغور بانكين للصحافيين "علينا ان نتاكد ما اذا كانت السلطات السورية" مسؤولة عن المجزرة، لافتا الى ان "معظم" الضحايا قضوا بالسلاح الابيض او "اعدموا عن قرب"، الامر الذي يتناقض مع تاكيد المراقبين الدوليين ان الضحايا تعرضوا لقصف مدفعي.
ولمح ايضا الى ان عدد الضحايا الذين تم احصاؤهم لا يتلاءم مع التدمير الذي امكن رصده في المكان.
وتتهم المعارضة السورية القوات الحكومية بارتكاب المجزرة الامر الذين نفته السلطات السورية الاحد.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول الاحد "اذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع لن يكون هناك من خيار امام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمدا على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كافة انحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر واصدقائه المخلصين".
وبعد ان استنكر المجزرة التي وقعت في الحولة قال غليون "اهيب بالشعب السوري العظيم والجيش السوري الحر الوقوف على اهبة الاستعداد لانه لم يعد هناك من وقت نضيعه".
واضاف "لم يعد لدى السوريين ما يخسرونه سوى اغلالهم ولن يتوقفوا عن مسيرتهم الظافرة سوى بعد الاعلان عن ولادة سوريا الديموقراطية الحرة السيدة الابية".
وكان المجلس الوطني دعا فجر السبت الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الوضع في سوريا واتخاذ "القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع".
والمعروف ان الفصل السابع يتيح استخدام القوة "في حال حصل تهديد للسلام العالمي".
واعتبر غليون ان المجتمع الدولي "لا يزال مترددا وضعيف الارادة في حماية المدنيين السوريين والقيام بعمل جدي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لجرائم النظام، وهذا اثر على عمل المجلس الوطني وعلى شعور الراي العام بان المجلس لا يلبي متطلبات الثورة كما كانوا يتوقعون".
وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التقى الاحد غليون الذي دعا المجتمع الدولي الى التدخل "لوقف المجازر" في سوريا.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى في وقت سابق الاحد "بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت فى الحولة" ودان "باقصى العبارات هذه المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم".
واعتبر ان مسؤولين ووزراء الخارجية الاجانب "ينتهزون اي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الاجنبي والعسكري في هذا البلد العزيز".
واعلن المتحدث بان بلاده قامت بتشكيل "لجنة عسكرية عدلية" للتحقيق بكل المجريات على ان تصدر نتائج تحقيقاتها خلال ثلاثة ايام.
واستمرت ردود الفعل الدولية الغاضبة على المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة السورية، وطالبت سويسرا الاحد باجراء تحقيق دولي في شان المجزرة، معتبرة ان القصف الذي تسبب بها والذي نسبته المعارضة الى النظام السوري يمكن ان يشكل "جريمة حرب".
ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد اطراف النزاع في سوريا الى تحييد المدنيين في مواجهاتهم.
واعربت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن "استيائها". وقالت ساره كرو المتحدثة باسم المدير العام لليونيسف انطوني ليك ان "هذه الجريمة الوحشية ضد اطفال صغار لا شان لهم بهذه المعارك تظهر مجددا اهمية ايجاد حل عاجل للنزاع في سوريا".
وندد حزب الله اللبناني الاحد بالمجزرة التي ارتكبت في مدينة الحولة، مجددا دعوته الافرقاء في سوريا الى اعتماد الحوار لحل الازمة في هذا البلد.
واعرب الحزب الشيعي المتحالف مع النظام السوري في بيان عن "الألم والذهول الشديدين لهول المجزرة الفظيعة في منطقة الحولة بحمص"، ودان "بقوة هذه المجزرة" وندد "بشدة بالذين قاموا بها" من دون ان يشير الى اي طرف.
وكانت الحكومة الاردنية دانت المجزرة بشدة، وكذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما دعا الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الدول الاعضاء الى اعادة النظر في موقفها من الاحداث في سوريا.
واعلنت الكويت انها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة التي شهدتها بلدة حولة السورية.
وكانت الامارات العربية المتحدة طالبت السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي اودت بعشرات المدنيين في الحولة واثارت تنديدا دوليا عارما.
بدورها، دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت المجزرة معتبرة انها "فظاعة"، واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن شعورها "بالهول" ازاء ما حصل.
واستدعت لندن الاحد القائم بالاعمال السوري للحضور الاثنين الى وزارة الخارجية للقاء مدير الشؤون السياسية جيفري ادامز الذي سيبلغه "ادانتنا لاعمال النظام السوري" وفق بيان صادر عن الوزارة.
ودعا "الجيش السوري الحر" مجلس الأمن والمجتمع الدولي الى "تحمل المسؤولية واعلان فشل خطة انان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لانقاذ سوريا وشعبها وانقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية".
في المقابل، اتهمت الصحف السورية الصادرة الاحد "مجموعات إرهابية من تنظيم القاعدة" بارتكاب "مجزرتين مروعتين بحق عدد من العائلات في بلدتي الشومرية وتل دو بريف حمص".
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة ضحايا اعمال العنف في سوريا الاحد ارتفعت الى 38 قتيلا بينهم 29 مدنيا، فيما اطلقت قوات الامن السورية النار على تشييع في دمشق.
وقال المرصد في بيان ان "اربعة مدنيين قتلوا في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب بينهم ثلاثة اطفال وذلك اثر سقوط قذائف هاون وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بحسب ما اكد نشطاء من المدينة".
واضاف "في محافظة حماة قتل خمسة مواطنين احدهم برصاص قناصة واثنان اثر العمليات الامنية بحي الصواعق، اضافة الى امراة قتلت برصاصة قناصة في منطقة كفرنبودة فيما عثر في قرية المستريحة على جثمان مواطن قضى ذبحا".
وفي مدينة حماة، لفت المرصد الى مقتل اربعة مدنيين في حيي جنوب الملعب والحارة الشرقة في ظل "اشتباكات عنيفة واطلاق رصاص كثيف واصوات انفجارات ضخمة وقصف على مشاع الاربعين والضاهرية وحي جنوب الملعب ودوار بلال والدباغة والعجزة والاندلس".
وافاد المرصد في وقت لاحق ان "اكثر من 150 مواطنا اصيبوا بجروح اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف واطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية على احياء مشاع الفروسية ومشاع جنوب الملعب ومشاع الاربعين وغرب المشتل كما وردت انباء عن سقوط تسعة شهداء في حي جنوب الملعب".
وتابع المرصد "في محافظة حمص قتل ثلاثة مواطنين هم امراتان برصاص قناصة في حيي الخالدية والسلطانية وقتيل في حي الخالدية".
وفي محافظة ريف دمشق، تحدث المرصد عن مقتل اربعة مدنيين بينهم طفل.
الى ذلك، افاد المرصد ان "تسعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا اثر اشتباكات واستهداف مراكز للقوات النظامية في محافظات درعا وحماة وريف دمشق والحسكة وادلب".
وفي العاصمة دمشق، اطلقت قوات النظام السوري النار "في شكل عشوائي" على تشييع في حي نهر عيشة ما ادى الى اصابة عشرة اشخاص على الاقل، وفق المرصد.
وتزامنا، خرجت الاحد تظاهرات في بلدات وقرى عدة في محافظات حلب وادلب وحماة وريف دمشق ودرعا تنديدا بمجزرة الحولة في محافظة حمص التي ذهب ضحيتها العشرات.
وتشهد البلاد حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد النظام السوري منذ منتصف اذار/مارس 2011،اسفرت عن مقتل اكثر من 13 الف شخص اغلبهم من المدنيين، حسبما افاد احصاء اصدره المرصد الاحد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً