العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ

الحوار بين الشروط والمتطلبات

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الصعب جداً أن تقر السلطة بعدم رغبتها في الحوار مع المعارضة، ومن الصعب جداً أيضاً أن تقبل به.

من الصعب أن تخرج السلطة للرأي العام العالمي الضاغط كل يوم في اتجاه «حوار ذي مغزى» لتعلن بشكل واضح وصريح عدم جديتها في أي حوار، وبالصعوبة ذاتها أيضا أن تقبل به وهي للتو خارجة من حوار رأت فيه «التوافق الوطني» وعلى إثر نتائجه أحدثت تعديلات دستورية، وإن اعتبرتها المعارضة سطحية.

من الصعب جداً أن تسير السلطة نحو حوار غير مشروط، والأصعب منه أن تضع هي الآن شروطا، وهي التي نادت فيما سمي بـ «حوار التوافق الوطني» بضرورة ألا تسبق الحوار أي شروط من قبل المعارضة.

من الصعب عليها أن تدخل في حوار جديد، وهي التي هللت وصفقت لنجاح حوارها الوطني والذي لم تمض عليه شهور وصرفت عليه الملايين من بوفيهات وحفلات، والأصعب أن تتحمل الضغط الدولي المطالب بحوار آخر يفضي لنتائج ديمقراطية حقيقية.

من الصعب على السلطة أن تقول لتيار «الموالين» إنها تسعى لحوار جديد مع المعارضة، وهي من أقنعتهم بنجاح حوارهم السابق وان العمل جار على تنفيذ توصياته.

مواقف صعبة تجد السلطة نفسها فيها، نتيجة استشارات خاطئة من مستشارين متمصلحين، يجيدون اللعب بالبيضة والحجر فقط، ولا يدركون الأبعاد المستقبلية لأي استشارة سياسية.

السلطة «زعلت» عندما عنونت «الوسط» صدر صحيفتها يوم الجمعة الموافق (25 مايو/ أيار 2012) بـ «وزير العدل: لا حوار قبل إدانة العنف والاعتراف بمكونات المجتمع». وبالمناسبة كان العنوان ذاته على صدر صحف أخرى.

وقالت في بيان لوزارة العدل: إن طريقة صياغة المانشيت وتصديره وأسلوب عرض الخبر شابها بعض العوار وربما الخطأ، وبما أعطى انطباعاً لا يخدم توجه الدولة لخلق بيئة جيدة لإطلاق حوار ناجح تكون قاعدته عدم «أخذ الأمن رهينة» لمطالبات سياسية لا ترفضها البلاد من حيث المبدأ.

حاولت فك طلاسم الرد، وخصوصاً تلك المتعلقة بـ «العور» أو «الخطأ»، إذ ان الوزارة لم تحسم أمرها في ردها الذي شابه هو الآخر «العوار».

فعندما قال الوزير «الباب مفتوح لأي نوع من أنواع الحوار لكن الحوار لابد أن يكون مبنيا على الإدانة الصريحة للعنف وعلى الاعتراف بالجميع والانفتاح على مكونات المجتمع كافة»، فسنجد أن حرف «لكن» أداة استدراك، فيما تأتي عبارة «لابد أن» تمهيداً لتصويب عبارة كانت ناقصة بوضع جملة أكثر توضيحاً لسابقتها، وهو ما أسمته الوزارة «متطلبا»، فيما اعتبرته المعارضة «شرطاً».

فقرة «الحوار لابد أن يكون مبنيا على الإدانة الصريحة للعنف وعلى الاعتراف بالجميع والانفتاح على مكونات المجتمع كافة» متأخرة قليلاً على فقرة «الباب مفتوح لأي نوع من الحوار»، معتبرة ذلك التأخير في الجملة لتعكس مخاوف الوزير، ولكنها لا ترتقي لأن تكون «شروطاً» رغم وجود «لابد أن» والتي تخرج الأمر من الطلب للاشتراط.

في المقابل عندما طرحت المعارضة متطلبات لنجاح حوار التوافق الوطني في ذلك الوقت، اعتبرتها السلطة شروطاً ورفضتها، وعندما طرحتها السلطة أصرت على أنها مخاوف لابد منها ومتطلبات يجب أن تحقق أولاً، سواء كان في مشروع حوارها السري من قبل، أو ما لمح له وزير العدل حالياً، إن كانت هناك فرصة للتلميح أساساً.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3558 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:50 م

      محرقية

      شكرا لك... لا الحوار والعوار تريده السلطة ...

    • زائر 28 | 12:45 م

      قد أختلف معك أخي العزيز

      كما ذكرت: من الصعب على السلطة أن تقول لتيار «الموالين» إنها تسعى لحوار جديد مع المعارضة، وهي من أقنعتهم بنجاح حوارهم السابق وان العمل جار على تنفيذ توصياته.

      «الموالين» هم ما يحتاجون إلى إقناع أصلاً. وشكراً على هذا المقال الرائع

    • زائر 27 | 7:31 ص

      ليس من الصعب

      ليس يا ولدفردان منصوبة ادا ارادة لحكومة عمل على الاصلاح ولكن الناس التي تتعامل معهم طيبين واجاويد لهذا تعرف ان الشعب ليس له خيار الا الصبر والفرج من عند الله

    • زائر 25 | 6:16 ص

      سؤال ياليت أحصل علي اجابة

      كما سالك زائر 14 انا أسالك و غير كثر ويالت نجد الاجابة الا تدين الارهاب ؟

    • زائر 24 | 5:34 ص

      عدل كلامك

      احين في الخارج يتكلمون عن حوار مصالحة..لتصحيح فقط....وشكرا ...بسكم تكذبون علينا العالم مو مفتكر فس السالفة

    • زائر 22 | 4:38 ص

      بدون عنوان

      يا استاد هاني شوي شوي علىهم والا فيهم كافيهم لازيد الطين بله

      أرايت من اتخذ إله هواه

    • زائر 21 | 4:38 ص

      من قتل أولا ؟

      من بداية الازمة من ابتدأ بالقتال والهجوم أولا ؟ هو الجاني على نفسه وعلى الآخرين . اذن هو المدان وهو الذي يجب ان يخضع للشروط . لأنه تجاوز وقفز على كل الخطوط الحمراء أولها سفك الدم وهدم المساجد .

    • زائر 16 | 3:42 ص

      التعويل على الوقت خسارة

      التعويل على الوقت لحل الأزمة خسارة وتزيد من الفتق ، لأن المتغيرات في المنطقة غير مستقرة فهي في زيادة وهبوط ، فالسعيد من أعاد ترتيب اوراقه مع الداخل وحصن جبهته الداخلية لأن القوة الحقيقية هى التصالح مع الناس في الداخل ولو أتت أعتى قوة في العالم لن تستطيع ان تنال منك شعرة والعكس اذا كانت الجبهة الداخلية هشة فكل شي سيصبح هشا يدخل منه أراد فهل من مستمع ومتعظ قبل فوات الأوان لأن الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة ليست بعيدة في على أبوابنا .

    • زائر 15 | 3:31 ص

      لماذا

      ياسيدى لماذا الاعتراض على دعوة الوزير برفض العنف قبل الدخول في الحوار ، الم تقول المعارضة مرارا انها ضد العنف ، اذا ماذا يمنع من ادانة ذلك رسميا وعلانية حتى تنتهى الشروط والشروط المضادة ونسير معا من اجل ل هذه الازمة ؟ 

    • زائر 14 | 3:20 ص

      النقاط أم في الحروف المشكلة!

      ليس كل الحروف لها نقاط، لكن وضع النقاط على الحروف من المسلمات.
      فليس سرا أن أي حوار لا بد أن يكون له: أساس وقواعد، محور وإطار، بداية ونهاية. فأما البداية فحيث انتهى الآخرون.
      وأقرب نقطة للبداية هي توصيات لجنة تقصي الحقائق. فالبعض وصفها بخارطة طريق لحل الأزمة في البحرين والبعض الأخر وصفها بأولويات المصالحة الوطنية..
      فهذه التوصيات لم تخلو من الأساس والشروط والقواعد، و المحور والإطار.
      فهل تاهت إشارة البداية بين السطور ؟
      أم أن النقاط للحروف الغير منقوطة ليس مهم؟

    • زائر 13 | 3:08 ص

      في وضع لايحسد عليه

      من يطلب منه القيام بمالا يرضاه ولا يرضاه الله والضمير الانساني فهو في وضع لا يحسد عليه

      وهو لا ينام لان النوم لا يفارق الا بعض العيون ومنها

      من تقوم بمالا تقتنع به

    • زائر 12 | 2:50 ص

      لكل زمان دولة ورجال

      يا ابن الفردان, أنهم يعولون على بعض المتغيرات في المنطقة والتي في اعتقادهم ستكون حسبما في عقولهم, ونحن نقول أن المتغير في المطقة سيكون له زلزال كبير في الخريطة السياسية وسوف يندم المراهنون لان عجلة التاريخ لا تتوقف ولان لكل زمان دولة ورجال

    • زائر 11 | 2:49 ص

      يجوز لهم الانتقاء والتحوير ولا يجوز ولا يحلّ ذلك لغيرهم

      في كثير من البيانات رأينا كيفية الانتقاء والتحوير للبيانات والذي كان من ضمنه تحوير بيان السيدة نافي بلاي التي اضطرت للاتصال بهم وحثهم على تصليح ما حوّروا من كلامها.
      لذلك يا اخ هاني هؤلاء لديهم حق النقض في ان ينتقوا ويكتبوا ما يشاؤا وكما يقال في المثل يجوز للشاعر ما يجوز لغيره فالشاعر مخول بأن يتلاعب بنهايات بعض الكلمات خدمة لنسق القصيدة وقافيتها كذلك هم لديهم الاستثناء باللعب والتلاعب بالألفاظ كما دوخونا فترة بالاشتغال والانشغال بالسياسة
      وهذا له مدلول واحد فقط وهو عدم وجود حسن النية

    • زائر 10 | 2:33 ص

      حوار بشروط أو بدون شروط فهمونه ويش السالفة؟

      يا أخوان يوم يطلعون جماعة يريدون الحوار بشروط وكل يوم يزيد من شروطة! واليوم نفس الجماعة يريدون الحوار بدون شروط ....فهمونه ويش السالفة من يقرر؟

    • زائر 8 | 1:50 ص

      البعض لا يحتاج الى اقناع !

      انا اوافقك يا اخ هاني على كثير من النقاط التي طرحتها ، ولكن اختلف معك في نقطة واحدة وهي قولك ان السلطة من الصعوبة ان تقنع تيار الموالاة بالحوار مع المعارضة ونحن نجد وحسب استقراءات الواقع لو ان السلطة بدلت قناعاتها ثلاث او اربع مرات في اليوم فان هذا التيار ليس لديه اي اعتراض فالبعض لا يملك اي قرار ذاتي الا ما تريده السلطة !

    • زائر 7 | 1:13 ص

      حوار حوار

      اقول على قولة القايل من كثر كلامه قل عمله

    • زائر 6 | 12:52 ص

      متطلبات أو شروط

      كلها هروب من الواقع والمشكلة بل أن إعلان الحوار ما هو إلا دعاية ولتخفيف الضغط .

    • زائر 5 | 12:47 ص

      ام انس

      البلد تعيش محنه كبيره وتحتاج لوقفه جاده لامراعاة لاناس حركتهم مصالحهم ونسوا مصلحة البلد بل هناك اناس تم تحريكهم لخدمة فئه يجب تجاوز كل ذلك ويكون هناك قرار شجاع ووطني يصب لصالح البلد

      لان هناك خسار كبيره وكلما طالت زادت الخسائر على الجميع مركب كلنا فيه

    • زائر 4 | 12:22 ص

      انت ثم انت

      انت منطق انت فلسفه يا استاد ..........خله يفهمون معنى المنطق اولا..........ابعدين.. .. ..

    • زائر 3 | 12:10 ص

      التهرب من العلاج الحقيقي للمرض لا يعالجه بل يزيده سوءاً..

      كل اللف والدوران الكل يعرف أين المشكلة وما هي طرق علاجها ولكن إلتهرب من العلاج الحقيقي للمرض لا يعالجه بل يزيده سوءاً..

      لو كان حوار ما يسمى «التوافق الوطني» وما أعقبته من تعديلات دستورية، ذات مغزى لما إحتجنا الى حوار ثاني. ولما بقينا على ما نحن عليه بل زادت الأمور تعقيداً..

    • زائر 2 | 11:45 م

      تنفيذ التوصيات

      تنفيذ التوصيات للجنة المستقلة و توصيات جنيف و توصيات العشرين ألف لجنة التي شكلت في خلال عام كفيل بإنجاز الجزء الأكبر من الإصلاحات و مطالبات المعارضة قبل ان يتفننوا في تعريف الحوار

    • زائر 1 | 11:14 م

      هذه السلطة وماذا عن المعارضة

      السُلطة سلطَة ، ولكن ماذا عن المعارضة التي لا نعرف :هل هي ذاهبة للحوار او لا ، وان كانت ذاهبة فهل تقيدا بشروط المنامة ام تنازلا عنها وغيرها الكثير

اقرأ ايضاً