أكد خبير الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة أحمد عودة أن التغلب على الخوف من الحديث أمام الآخرين، والذي يصيب حوالي 71% من البشر في العالم، هو أحد أهم متطلبات التعامل والتخاطب مع وسائل الإعلام.
جاء ذلك في ورشة عمل نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية مؤخراً في مقره بأم الحصم حول مهارات التعامل والتخاطب مع وسائل الإعلام، حضرها عدد كبير من مختلف فئات المجتمع البحريني من ذوي الاهتمام، فضلاً عن تنظيمها بشكل خاص لأعضاء مجلس الشورى وموظفي الأمانة العامة بالمجلس الأحد الماضي.
وتأتي ورشة العمل هذه ضمن البرنامج المتكامل لتعزيز ثقافة الديمقراطية الذي أعلن المعهد عنه مطلع أبريل/ نيسان الماضي.
والخبير عودة مدرب معتمد في مجال العلاقات العامة ومدير برامج المعهد الملكي البريطاني للعلاقات العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومدير عام شركة ترجمان للاستشارات الإعلامية ورئيس الملتقى العربي لأفضل الممارسات في العلاقات العامة والاتصال المؤسسي.
وقال عودة: "في الوقت الذي نجد فيه أن 90% من المتحدثين والخطباء ينتابهم القلق والارتباك في بداية تحدثهم، إلا أن 90% من تلك المخاوف ما هي إلا أوهام تقع في عقولنا".
وأضاف عودة قائلاً: "تقوم الفعالية الاتصالية على كفاءة قنوات الاتصال والتنويع فيها، وتصنيف الفئات المستهدفة بمنهجية علمية، وتوزيع جهود الاتصال على الفئات المختلفة، وتصميم الرسائل الموجهة للجمهور بمنهجية علمية، واستخدام استراتيجيات الإقناع في تمرير الرسائل، فضلاً عن السيطرة على تدفق المعلومات، والوضوح في الرسائل والمضمون الاتصالي، والتقييم بصورة منتظمة لمقدار تفاعل الجمهور، والتكرار وتكثيف الجهد الاتصالي".
مؤكداً أنه يحب إدارة الوقت في أي لقاء اتصالي، وبخاصة في الدقائق الثلاث الأولى التي يكون فيها المتحدث مجهولاً بالنسبة للجمهور، وتكون نسبة التركيز فيها عالية، ويوجه خلالها معظم الحضور أنظارهم إلى المتحدث، إضافة إلى كونها اللحظات التي يبدأ فيها كل مستمع بتقييم المتحدث ليصدر انطباعه الأول الذي يصعب تغييره لاحقاً.
وتابع قائلاً: "كما أن للمقدمة أهميتها، فإن الخاتمة لا تقل أهمية عن المقدمة، فمن الضروري للمتحدث في ختام حديثه أن يلخص ما ذكره في نقاط، وأن يقدم توصيات، والتأكيد على النقاط المهمة بتكرارها ممزوجة بالعاطفة والحماس".
كما أشار إلى ضرورة مراعاة بعض التقنيات الأخرى كاللغة والصوت والسرعة ولغة الجسد التي يجمع علماء الاتصال على أن تأثيرها أبلغ من الصوت والكلمات، كون العقل يرى ثم يسمع وبالتالي يحكم على ما يشاهد.
وقال: "يزداد اهتمام الآخرين لما يرون 25 ضعفاً بالنسبة إلى ما يسمعون، وبالتالي يصدق الناس لغة الجسد أكثر من الكلمات.
وتنقسم لغة الجسد إلى ثلاثة أقسام وهي لغة سلبية كالرفض والتشكيك والملل والمعارضة والتوتر، ولغة إيجابية كالتأييد والانتباه والموافقة والحماس والقبول، ولغة المحايدة كالتأمل والدهشة والتفكير والحيرة".
وأوضح الخبير عودة أن هناك العديد من الاستراتيجيات الإعلامية التي يتطلب الإلمام بها لمواجهة الأزمات من بينها الاستراتيجية القانونية التي تعتمد على توجيه رجال القانون، وتقديم معلومات قليلة، ويتم من خلالها تجنب الآراء الشخصية، على أن يكون مستوى الحذر في الخطاب الإعلامي عالياً.
وقال: "وفي مقابل ذلك، هناك استراتيجية للدفاع الهجومي التي يتم الاعتماد عليها في قضايا الرأي العام، وهي تستخدم للتقليل من حدة الهجوم من خلال عبر التركيز على إبراز الإيجابيات والتقليل من مصداقية المنتقدين. هذا إلى جانب استراتيجية الأفعال التصحيحية التي تقوم على الاعتراف بالمشكلة والتأكيد على عدم تكرارها".
مشيراً إلى أنه يمكن استخدام استراتيجيات أخرى تتناسب وطبيعة الموقف كإستراتيجية الصمت والإنكار وحائط الصد والتبرير والاعتذار.
على صعيد متصل، نظم معهد البحرين للتنمية السياسية في وقت سابق من الأسبوع الجاري ورشة عمل مماثلة قدمها الخبير عودة خاصة بأعضاء مجلس الشورى وموظفي الأمانة العامة بالمجلس.
وقد عبَّر الأعضاء وموظفو الأمانة العامة الذين حرصوا على حضور ورشة العمل عن أهميتها، كونها ورشة عمل نوعية، فضلاً عن أن طبيعة مسؤوليتهم تتطلب منهم التعامل الدائم مع وسائل الإعلام المختلفة، الأمر الذي يحتم عليهم الإلمام التام بمهارات وفنون التعامل مع وسائل الإعلام.
ويُعد مجلس الشورى، إلى جانب جهات أخرى من داخل وخارج مملكة البحرين، شريكاً استراتيجياً لمعهد البحرين للتنمية السياسية، وتجمع الجانبين اتفاقية تعاون تم توقيعها في يناير/ كانون الثاني 2011، ويقوم المعهد بموجبها بتنظيم برامج وورش عمل لأعضاء مجلس الشورى والعاملين في أمانته العامة، والتعاون في مجال تبادل المنشورات والبحوث والدراسات العلمية والمطبوعات، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الجانبين بما يخدم المصلحة العامة.