العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ

حكام إلى ما شاء الله!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كتب رئيس تحرير صحيفة الدستور (المعارضة) إبراهيم عيسى، في مقال يدبجه أسبوعياً يقضم من الصفحة الأولى نصفها، عن مسألة التوريث والحكم الأبدي للجمهوريات العربية، وذهب بعيداً في تسجيل التواريخ والمواعيد وبعض نصوص قرئت، وتعهدات ووعود قطعت من قبل الرؤساء والزعماء العرب عن عدم رغبتهم، أو زهدهم في كرسي الرئاسة!

وبدأ مقاله بالرئيس السادات الذي كان يقول عن نفسه إنه ديمقراطي... وقام بتعديل الدستور ليصبح رئيساً مدى الحياة! كما تطرق إلى الرئيس المصري حسني مبارك مستشهداً بمقولة سابقة «للريس» قال فيها: «كفاية قوى»... وعاد يرشح نفسه ثالثة ورابعة وخامسة. وهكذا دواليك كل رئيس عربي يحلف بالله وغير الله بأنه زاهد وليست لديه رغبة في كرسي الرئاسة، وعن نفسي، والله لو تعلق أحدهم بأستار الكعبة حالفاً ما صدقته!

الرئيس التونسي كان له نصيب في مقال إبراهيم عيسى، إذ قال عنه: وضع مواداً في دستور تونس تقول إنه لا ترشيح لرجل فوق السبعين، وحين وصل للسبعين قام بتعديل الدستور بحسب عيد ميلاده! والرئيس الجزائري، فقد نص في الدستور على ألا تمديد لرئيس بعد دورتي حكم، وها هو على رغم مرضه، يوافق على تعديل الدستور حتى يستمر في ولاية ثالثة!

الرئيس اللبناني، قام بتمديد ولايته في الدستور حتى يبقى في حكم لبنان! والرئيس السوري حافظ الأسد، بدل رجاله الدستور في ربع ساعة كي يكون مناسباً لابنه بشار! أما الرئيس السوداني فقد قال ما قاله عن زهده في الرئاسة ثم مد فترة حكمه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً!

أما الرئيس اليمني، فقد أعلن أنه لن يرشح نفسه بعد ثمانية وعشرين عاماً من الحكم... وزعم زاهداً وتمنعاً ثم عاد وأعلن بعد ساعات ترشيح نفسه لسبع سنوات أخرى!

وطامة الرئيس الليبي تختلف كثيراً عن غيره، إذ لم يقل لحظة واحدة منذ سبعة وثلاثين عاماً في الحكم أنه قرر الرحيل. والرئيس العراقي السابق صدام حسين، حصل على مئة في المئة في استفتاء فاجر، وقالها: انتخبنا إلى ما شاء الله! وكانت المشيئة الإلهية أن يخزيه الله في حفرة!

هذا كلام رئيس تحرير صحيفة «الدستور» المصرية إبراهيم عيسى، وليس كلامي أنا، وناقل الكفر ليس بكافر. وفي الأصل فأنا لا أحبذ التغيير السريع، فالتدرج مناسب لنا، فبعد الرؤساء العرب يأتي أنجالهم، وهم على التوالي المصري جمال مبارك جاهز وبذل جهوداً كبيرة في لجنة السياسات في الحزب، أما «اليمني» فنجله أيضاً جاهز وهو قائد القوة الخاصة ومؤهل لقيادة بلاده. كما أن «الليبي» جاهز ويقوم بعمليات سلام ومساعدات إنسانية، وله أنشطة على الصعيد الدولي... وعلى العموم فأنا مؤيد تماماً لخطوات الرؤساء العرب في التمديد والانتخاب والترشيح والاستفتاء والتوريث

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً