في تقرير أصدرته مجموعة «شل» النفطية عن متطلبات التنمية المستدامة، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة يورون فان دير انه بإمكان العالم الاستجابة الى تحديات التنمية «من خلال التكنولوجيا، والاستثمارات، والشركات والسياسات الفعالة من قبل الحكومات».
وقال يورون فان دير إن «هناك ما يكفي من الطاقة للوفاء بالطلب المتزايد عليه في المستقبل ويمكن أن يأتي بعض هذه الطاقة من النمو في أعمال الطاقة البديلة مثل الوقود العضوي المستخدم في قطاع النقل، طاقة الرياح و طاقة الطاقة الشمسية».
وأضاف «ان الأمر لامناص منه، أن يتم الوفاء بمعظم النمو في الطلب على الطاقة بالمزيد من الوقود الاحفوري، بما في ذلك المزيد من النفط، والمزيد من الغاز الطبيعي على وجه الخصوص، ونتوقع للنفط والغاز الطبيعي أن يبقيان جزءاً مركزياً من مزيج الطاقة لعدة عقود مقبلة، فيما السبب في ذلك؟ السبب هو أنها في متناول، وأسعارها تنافسية وفوق كل ذلك».
وعقب أن «مصدر الطاقة هذا لن يكون مستداما ما لم تتم إدارة الآثار البيئية الناجمة عن الاستخدام المتنامي للوقود الاحفوري، وليس من المحال جعله مستداما، ويقول يورون إن الحل باعتقادي يكمن في تركيبة من التكنولوجيا والاستشارات والشركات، تعززها سياسات رشيدة من قبل الحكومات».
وذكر يورون: لنأخذ على سبيل المثال جودة الهواء المحلي، إذ يدهشني دائما أن هناك قلة من الناس الذين يدركون ما حققته هذه التركيبة في هذا السياق، فقد تمكنت المحركات والوقود الأكثر نظافة من تقليل انبعاثات المركبات، على سبيل المثال بنسبة زادت على 50 في المئة خلال عقد من الزمان. مشيراً الى أن أكبر التحديات هنا يتمثل بإدارة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من استعمال الوقود الاحفوري، ولكن الحديث يتداوله الكثيرون عن تثبيت مستويات الانبعاثات المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري في هذا القرن بين 500 - 550 جزء من المليون.
وبشأن استخدام المزيد من الغاز الطبيعي، قال ان ذلك الاستخدام «سيساعد على تثبيت مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إذ انه تصدر عن الغاز الطبيعي انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون تمثل نصف ما ينبعث عن الفحم، كما أرى وجود احتمال لإيجاد طرق لاستخدام الوقود الاحفوري إذ يتم حبس وتخزين معظم غاز ثاني أكسيد الكربون المنتج لتصنيع وقود أحفوري صديق للبيئة».
أما فيما يتعلق بارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، فقال ان ذلك «يمثل إشارة من السوق بأن الإمدادات في وضع حرج وأن الطاقة بجميع أنواعها مطلوبة للوفاء بالطلب، كما أنه يشجع الحكومات على النظر بمنظار جديد للطاقة النووية لجعل الفحم أكثر جذبا وتشجيع تطوير الموارد الأثقل والواقعة في أماكن نائية أو في بعض الأحيان في أماكن حساسة بيئيا، فان ارتفاع الأسعار بشكل مستدام سيؤدي إلي بطء عجلة النمو الاقتصادي وبالتالي البطء في خفض نسبة الفقر».
وأضاف «تحتل مسألة إيجاد طرق تتسم بالمسئولية والاجتماعية لتوفير المزيد من النفط والغاز الطبيعي جانبا مهماً من مستقبل الطاقة، وكذلك تطوير مسألة تطوير مصادر بديلة يمكن الاستفادة منها تجارياً»، مؤكد «ان استراتيجية أعمالنا المتمثلة بالمزيد من عمليات الاستراتيجية وعمليات البيع والتسويق والتوزيع المربحة وتحدد أولوياتنا في المساهمة على مدى السنوات المقبلة والاستمرار في تحقيق عائدات ممتازة لحاملي أسهم الشركة... ان استراتيجية أعمالنا تشير إلى هدفنا إلى النمو، إذ انه في الوقت الحاضر نمتلك الإمكان للتعهد بثلاثة مشروعات فقط في آن واحد، نحو تطوير المزيد من النفط والغاز بما في ذلك تقوية وتعزيز مركزنا في الغاز الطبيعي المسال الذي يحترق بشكل أكثر نظافة».
وأضاف: ان للوقود الممتاز التي تتمثل بتوفير وقود نقل متقدم يحترق يشكل أكثر نظافة وسنستثمر في مجال الأبحاث ذات الصلة بحبس الكربون ونستثمر في مجال تسويق تكنولوجيا تحويل الفحم إلى غاز، تلك التكنولوجيا التي نمتلك براءة اختراعها. ان استثماراتنا في مشروعات نرى أنها مستدامة ماليا، بمعنى أنه يمكننا ن نحقق عائدات مقبولة على مدى السنوات الكثيرة من تشغيلها والمساهمة في الطلب المتزايد على الطاقة. ان هذا الأمر يتطلب التحديث والابتكار والجهد، ولكن رأس المال المستثمر لن يكون بمستوى نظيره في مشروعات النفط والغاز الضخمة، فمن خلال رأس المال بلغ مليار دولار أميركي قمنا باستثماره عبر السنوات الخمس الماضية في مجال مصادر الطاقة المتجددة، ونحن الآن الموزع الأول في العالم للوقود العضوي، وقمنا بوضع أوسع حقيبة أعمال لمصادر الطاقة البديلة مقارنة مع أي شركة من كبريات شركات الطاقة الأخرى. لكن مبدأ بسيطاً وواضحاً لم يتغير طوال الأعوام الثلاثين الماضية ويتوجب على أي شركة أن تنسجم وتتأقلم مع قيم وعادات وتقاليد المجتمعات المحلية والمجتمع بنطاقه الأوسع
العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ