العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ

خطباء الجمعة يستنكرون العدوان الإسرئيلي على غزة ولبنان

الوسط - محرر الشئون المحلية 

14 يوليو 2006

اجتمعت خطب الجمعة أمس على استنكار الهجمة الصهيونية المتواصلة حالياً على كل من غزة ولبنان، إذ حذر الشيخ صلاح الجودر من امتداد الحرب المعلنة على حزب الله ولبنان إلى المنطقة بأسرها، داعياً المنظمات الدولية إلى التدخل لإيقاف التجاوزات الإسرائيلية، فيما أسف الشيخ جمعة توفيق لحال الأمة المنهزمة والذليلة والتي ليس لها سوى الاستنكار والتنديد والشجب.

من جهته، ألمح الشيخ محمد علي المحفوظ، إلى أهمية المواطن الإسرائيلي عند موطنه حتى وإن صغرت مكانته، فأسر جنديين جعل «إسرائيل» تشعل حرباً معلنة على لبنان، في حين أن المواطن العربي ليست له ذات القيمة عند الأنظمة العربية.

الجودر: الحرب لن تتوقف عند الحدود اللبنانية

إلى ذلك، انتقد الشيخ صلاح الجودر في خطبته بجامع طارق بن زياد أمس (الجمعة)، الانتهاكات التي تقوم بها الدولة الصهيونية بحق الأبرياء في لبنان وفلسطين قائلاً: «إسرائيل بعد أن أمطرت الضفة الغربية وقطاع غزة بصواريخها وقذائفها، وجعلت الفلسطينيين بين قتيل وشريد، ها هي تحاصر لبنان وتمطره بالقذائف، جواً وبراً وبحراً، حرب جديدة سيعاني منها أبناء المنطقة سنوات طويلة، ولن تقف الحرب كما يتوهم المتوهمون عند الحدود اللبنانية، لا، إنها ستمتد إلى المنطقة بأسرها، حتى تأكل الأخضر واليابس».

وحذر الجودر من خطورة الوضع إذا «لم يقف المخلصون موقف العاقل الحازم، موقفٌ يقومُ فيه الجميعُ بواجبِ الدفاعِ عن حقِ الإنسانِ في العيشِ الكريم الآمن»، وسأل «أليست «إسرائيل» راعية الإرهاب الدولي؟ أليست راعية الدمار والخراب العالمي؟ لبنان تحت القصف المستمر، وفلسطين تحت الحصار، والمنطقة بأسرها في دوامة الاضطراب، فماذا تبقى من الأمن والسلم في هذه المنطقة؟ أحذروا يا عباد الله من اتساع الحرب في المنطقة، وادعوا بدعوات السلام والأمان».

ودعا خطيب جامع طارق بن زياد المسلمين إلى «مناشدة المنظمات الدولية والهيئات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان التدخل السريع لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وفك الحصار عن الفلسطينيين، وإيقاف الحرب الطائفية في العراق»، كما وجههم إلى مناشدة «الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية للتحرك السريع وتهدئة الوضع ونزع فتيل حرب جديدة»، مؤكداً أن ما يحدث في لبنان من قصف وإرهاب وتدمير له تأثيراته على المنطقة بأسرها».

وأضاف «أن بلادنا ما فتئت تقوم بمسئولياتها الإسلامية والعربية، والبحرين من الدول التي تسارع دائماً إلى لم الجروح وتهدئة النفوس والدعوة إلى السلام والأمان، فهي الداعية في كل المحافل إلى السلام العالمي، وها هي اليوم تناشد المجتمع الدولي إلى إيقاف الحرب على لبنان».

المحفوظ: حركة الشعوب تتقدم على الأنظمة

وفي الإطار نفسه، عبر الشيخ محمد علي المحفوظ في خطبته بمسجد الإمام علي، عن دعم الشعب البحريني ومساندته للشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، متحدثاً عن ضرورة قراءة الحدث من عدة جوانب، منها أن الشعوب بإمكانها تغيير معادلات الصراع لذلك أصبحت قواعد اللعبة مختلفة، فمن الملاحظ أن حركة الشعوب متقدمة على حركة الأنظمة والحكومات في الصراع العربي الإسرائيلي.

واستفسر «من خلال خطابات الأنظمة هل هناك نية لعدم الدخول في صراع مع «إسرائيل» لتحرير الأرض واسترجاع الحقوق؟ وإذا كان الجواب لا فلماذا إذا الجيوش العربية موجودة ولماذا يتم تسليحها؟».

وقال: «من خلال هذا الحدث تبين مدى الاهتمام الكبير للعدو الصهيوني بمواطنيه حتى لو كانوا مجرد جنود صغار، فهل المواطن العربي له القيمة ذاتها لدى الأنظمة العربية وماذا كانت ستفعل الأنظمة لو قلبت المعادلة وأسر اثنين من جنودها».

وعلى الصعيد المحلي، رأى المحفوظ أن تمرير مجموعة من القوانين من خلال مجلس النواب ومن بينها قانون الإرهاب وما سبقه من قوانين لا علاقة لها بالمرحلة الحالية.

وأشار إلى أن المملكة دخلت في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وعليه يجب إصلاح المسائل المتعلقة بالاقتصاد والوضع المعيشي ومجموعة الأنظمة الأخرى المرتبطة بحياة الناس اليومية، فالمجتمع ليست لديه الحالة أو القابلية لتحمل قانون مثل الإرهاب، مبيناً أن الدولة تمرر القوانين التي تعنيها وليست التي تعني المواطنين بينما على الحكومة أن تضع مواد وقوانين ترتبط بالناس مباشرة وليس العكس.

توفيق: ردود فعل مخيبة للآمال

وفي موقف مماثل، شجب خطيب جامع سار الشيخ جمعة توفيق «موجة الانهزام والذل التي تسيطر على عقول ونفوس أفراد الأمة، فلا شك في أن لذلك أسباباً وليس الحديث عن أسباب الانهزامية التي تعيشها الأمة ولكن الحديث عن ردود الفعل المخيبة للآمال تجاه قضايا الأمة، لعلنا كررنا ما يقال في كل مصيبة تحدث في الأمة من شجب واستنكار وتنديد وهذا مبلغنا من العلم، ولعل بعض الناس يقول ما العمل؟ أقول: لا أدري فالحليم يظل حيراناً لما يدبر للأمة الإسلامية والعربية، وهل هذا وقت الخطف؟ فها هي لبنان بعد غزة تدك وتقصف وتدمر بنيتها التحتية ويدمر مطار بيروت وتحاصر لبنان بأسرها من الجو والبر والبحر، بلد يعزل عن العالم في يوم وليلة؟ ناهيكم عن الدمار والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي يخلفها هذا العدوان الحقير».

واستفهم توفيق «ماذا تصنع (إسرائيل) عليها لعائن الله المتتالية إلى يوم القيامة في سورية وفلسطين ولبنان؟ تصنع ما يحلو لها، لأنها لم تجد من يردها عن خبثها، ولم تجد رجلاً يقول لها لا في وجهها، فأين القمم العربية والجامعة والدفاع العربي المشترك؟ أسماء رنانة وصرف رواتب من عرق الشعوب وكدها، وها هم غدا في الجامعة سيجتمعون وسننتظر ردة فعل الدول العربية تجاه فلسطين ولبنان وإن كنا قد حفظنا الدرس ولا داعي للاجتماع، إلى متى سنظل نندد وتشجب وشعوبنا وإخواننا في كل مكان يقتلون، أسلحة الأمة أصابها الصدأ والذخيرة بطل مفعولها»

العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً