العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ

لبنان يقطع قلوبنا مرة أخرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لم يتمتع اللبنانيون بما تحقق من إعادة بناء منذ مطلع التسعينات، بعد اتفاق الطائف، وتسلم المغفور له رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مهمة ضخ الاستثمارات في قلب بيروت، بهدف إعادتها كما كانت: سويسرا الشرق الأوسط.

تعود عجلة الدمار والخراب التي تديرها «إسرائيل» مرة أخرى، ويضرب المطار الجديد، ويحاصر لبنان، بحراً وجواً وبراً، من خلال ضرب الشوارع الرئيسية... هكذا تتحرك آلة الدمار الإسرائيلية لتمعن في إدماء قلوبنا التي لم يتوقف نزيفها.

ربما لا نستطيع أن نفتح الحوار الداخلي فيما بين أهل المنطقة، لأن الأزمة التي نمر بها لم تهدأ، بل انها تتصاعد. لبنان ضرب بصورة موجعة، والمصيبة الكبرى أن الغطاء الدولي الذي كان يمثل شبه حماية للوضع اللبناني غير موجود، كما أن الغطاء العربي لا يبدو أنه حاضر، باستثناء تصريحات صدرت عن بعض المسئولين في الجامعة العربية.وحتى على الجانب الإسلامي، بات الغطاء غير موجود.

في الداخل اللبناني، بات الغطاء الشعبي مهدداً أيضاً بسبب اختلاط الأوراق والحسابات، فالجميع لا ينكر الدور المشرف لـ «حزب الله» في إعادة مجد وكرامة لبنان، والأمتين العربية والإسلامية، لكن النزيف الذي ينهك لبنان بدأ ينهك التفكير والوفاق الوطني أيضاً.

الإسرائيليون وجدوا فرصتهم الذهبية للانقضاض على بيروت، لأنهم لا يريدون أية عودة مزدهرة لهذا البلد الذي يعتبر بوابة بين الشرق الأوسط والغرب... بينما «إسرائيل» تريد أن تقول للغربيين إنها البوابة الوحيدة للشرق الأوسط.

الإسرائيليون يغتنمون الفرصة لفرض شروطهم بدلاً من أن تكون الحال معكوسة. فالتدمير الإسرائيلي يهدف إلى تقطيع أوصال اللبنانيين وقلوبهم، وكل العرب والمسلمين، قبل أن يقطع الطرق والخطوط والامدادات التي بدأت تؤتي أكلها، وتساعد على النمو في المنطقة.

حوارنا الداخلي كان مؤجلاً، وسيبقى مؤجلاً، لأننا نتلقى الضربات الموجعة، والجميع لا يريد أن يكون مع الطرف الإسرائيلي المعتدي، لكننا أيضاً نعيش الحيرة في الموقف على كل المستويات الدولية والعربية والإسلامية وحتى الشعبية.

إن المقاومة عمل مشروع، وكل شعب يتعرض للاحتلال سيدافع عن نفسه، والمواثيق الدولية تدين الوحشية الإسرائيلية وتقف إلى صف الشعبين الفلسطيني واللبناني، لكننا أيضاً نعيش في عالم تتضارب فيه الحقوق مع القوة، والقوة اليوم بيد الطرف الآخر المعتدي على حقوقنا الطبيعية والمشروعة. فالولايات المتحدة الأميركية لم تتردد في استخدام «الفيتو» لمنع صدور أي قرار بشأن ما يجري في فلسطين، وسارع الرئيس الأميركي إلى اتهام سورية وإيران بشأن ما يجري في لبنان، واعتبر أن من حق «إسرائيل» أن تفعل ما فعلت بحجة الدفاع عن النفس.

لا أحد يمكنه المزايدة على المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الدفاع عن الحقوق المشروعة، ونأمل من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أن يخرج بقرارات توفر غطاء للمقاومة، وألا يتحول الاجتماع إلى محاكمتها... الحكومات العربية منشغلة بنفسها، والبعض يعتقد انها وصلت الى مرحلة العجز المطلق، وأملنا ان لايكون اجتماع الجامعة العربية اليوم من أجل تأكيد فكرة عجزهم عن فعل أي شيء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً