العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ

لبنان... طعم مرغوب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

ان ما يحصل في لبنان اليوم يجعله طعماً سهلاً ومرغوباً لإشعال فتيل التناحر فيما بين أبنائه الذين واقعا منذ أن عم السلام على أرضه، لم ينجروا إلى تجديد الاقتتال الذي أنهكهم وأهلكهم سنوات طويلة.

فحصر الصراع الإسرائيلي والفلسطيني في غزة مثلاً، لم يثر اهتمام العالم منذ أسابيع مقارنة بما حدث عندما انتقل الأمر إلى حصار بيروت ومواجهة أبنائها من الطوائف المكونة للنسيج اللبناني.

في مؤتمره الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله يوم الأربعاء الماضي، شرح موقفه من عملية خطف الجنديين الإسرائيليين، غير ان الامور تتابعت بصورة سريعة، وفي ظل صمت دولي وعربي، يتم تدمير لبنان، وتتغير المعادلة، وتتضارب المواقف، وتحولت العملية الصغيرة الى حرب اقليمية ولكن من دون مشاركة القوى الاقليمية ، بل ان الجميع تقريباً اعتبر نفسه مشاهداً ينتظر نهاية مأسوية.

إن الدول العربية المعنية مشغولة بنفسها، والوضع الفلسطيني كان ينتظر وساطات مصرية لم تحقق أي تطور، ودول أخرى مشغولة بالوضع العراقي الذي تؤرقه قضية تقسيمه من خلال فتنة مذهبية.

إيران يرد اسمها في مجريات الأمور، ولكنها منشغلة أساساً بالملف النووي وهي قد أرسلت كبير فريق المفاوضين بشأن البرنامج النووي علي لاريجاني لتأجيل توقيت وقف تخصيب اليورانيوم.

الوضع المعقد الذي نعيشه يضاعف الآلام التي تمر بها المنطقة، والمطالب المطروحة مشروعة، ولكنها متضاربة في التوقيت، والاطراف مختلفة في الأولويات.

ان مطلب تحرير الأسرى هو أمر ضروري، لكننا نشهد حالياً قتل الأبرياء وتدمير بلد بكامله في ظل ظروف دولية مساندة لما يقوم به الجيش الاسرائيلي.

أما نحن العرب فالكثير منا يشاهد ما يجري وكأنه فيلم يومي، وبعض المحللين ينشدون المعزوفات ويطلقون الخطب التي تصاحب مشاهد الدمار بينما الشعوب العربية مقهورة وتبحث عن أي شيء ينصر حقوقها المهضومة وينقذها من خيبات الأمل التي عاشتها مرحلة تلو المرحلة من قبل حكوماتها.

هناك قوانين دولية، وهناك حقوق، و هناك منطق القوة أيضا الذي نشاهد آثاره أمام أعيننا وكيف ان مجموعة الدول الثماني تلقي اللوم على جانب ولا تتدخل لانقاذ لبنان، وكيف تصمت كل القوى الفاعلة، وكأنهم اتفقوا على تدفيع لبنان ثمناً باهظاً ضحيته المدنيون ومؤسسات الدولة والنفع العام وكل ما تتطلبه الحياة اليومية، والموضوع لم يعد كما بدأ، والتطورات المقبلة ربما تفرض واقعاً جديداً قد يكون أكثر إيلاماً

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً