العدد 1418 - الإثنين 24 يوليو 2006م الموافق 27 جمادى الآخرة 1427هـ

«الصحة»... بيئة غير صحية!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

أثار الملف الذي تفتحه «الوسط» بشأن الأوضاع الداخلية في وزارة الصحة جدلاً كبيراً داخل أوساط الوزارة، ولعله فتح جروح كثير من العاملين في سلك الصحة من جديد، بعد أن حاولوا نسيانها بعد أن خفت وطأة المتغيرات الداخلية والخارجية في الوقت الرهن على الأقل.

وكثرت مطالبات العاملين في الوزارة بفتح مزيد من الحلقات عن ما أسموه «فساداً إدارياً مستشرياً»، وأكد بعضهم أن وزيرة الصحة ندى حفاظ تحاول أن تصلح البيت الداخلي قدر الإمكان، إلا أن المسئولين الذين يعولون على التغيير الوزاري في أية لحظة لا يستجيبون لتوجيهاتها، لاسيما في جانب تطوير الأداء الوظيفي. وأبدى الموظفون مخاوفهم من التصريح بأسمائهم أو بأسماء أقسامهم خشية إقدام المسئولين على إجراء تحقيق عن مصدر التصريح، ومن يدري لربما أصبح المسئول الذي كان بالأمس محط اللائمة وزيراً بين ليلة وضحاها وهو أمر غير مستغرب في وزارة الصحة التي تعودنا على المفاجآت، سواء من الداخل أو الخارج.

وطالبت إحدى المتصلات من الوزارة، ضرورة أن تتضمن الحلقة الأخيرة التي تنشرها «الوسط» اليوم في صفحة «نوافذ»، بضرورة إضافة عنوان بخط عريض وهو «وزارة الصحة... بيئة غير صحية» مشيرة إلى أن العاملين في الوزارة لا يتمكنون من رفع شكواهم ضد المسئولين لأن المسئولين هم من سيحاسب الموظفين، فكيف تساوى الضحية بالجلاد!

الاتصالات التي لم تتوقف في اليومين الماضيين، صبت في منحى واحد وهو أن حفاظ كانت شخصاً مناسباً للوزارة بكل المعايير، إلا أن وزارة الصحة كما اعتبرها موظفوها أشبه بكثير بالحرس أو الجيش الذي لابد أن يمسك بزمامه قائد تمرس عقله في العمل الإداري، والأهم من ذلك أن يتميز بالشدة في إدارته وعدم تهاونه مع أية نقطة ولو كانت صغيرة، وخصوصاً فيما يتعلق بالمسئولين والإداريين، وإذا ما توفر ذلك ستسير الوزارة على السكة الحديد. وأكد الموظفون أنه من الظلم أن تسلم حفاظ وزارة منهكة بالهموم المتراكمة من سنوات التغيير والفساد.

وطرح آخر المتصلين - لحين كتابة هذا المقال - ما اعتبره مأزق «الطائفية الإدارية»، وتركيز الأطباء على المناصب الإدارية ما أضعف من إنتاجهم وتراجع الخدمات الطبية في وزارة الصحة.

هل صحيح أن كل ما قيل يجري في وزارة الصحة؟ هل صحيح أن الصحة بيئة غير صحية للعمل؟ وماذا عن الفساد الإداري المستشري بحسب ما أكد أكثر المتصلين الذين تجاوزوا العشرات؟ وهل اكتفى الأطباء بالبحث عن المناصب الإدارية وتخلوا عن وظيفتهم الاعتيادية؟ وهل أصاب النواب حين رشقوا حفاظ بالاتهامات وطالبوها بالتنحي وهي التي حازت على ثقة الحكومة ووصلت إلى هذا المنصب؟

أسئلة كبيرة ستبقى معلقة حتى يأذن الله..

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1418 - الإثنين 24 يوليو 2006م الموافق 27 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً