أعلن رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسييرا مساء أمس الأول (الاثنين) تعيين النجم البرازيلي الدولي السابق كارلوس دونغا مديرا فنيا لمنتخب بلاده خلفا لمواطنه كارلوس ألبرتو باريرا الذي خرج مع الفريق من دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.
وكان دونغا (42 عاما) لاعب خط الوسط السابق قائدا للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة. وقد تولى دونغا تدريب الفريق فيما وصفه المسئولون عن اللعبة في البرازيل بأنه جزء من بداية منتعشة للمنتخب البرازيلي. وقال دونغا عقب الإعلان عن تعيينه مدربا للفريق: «المنتخب البرازيلي يجب أن يظهر الإصرار نفسه الذي أظهرته كلاعب».
وأضاف: «يجب أن تكون لديك الرغبة في تحقيق الفوز عندما ترتدي قميص المنتخب». ومن المقرر أن تكون أولى مباريات المنتخب البرازيلي تحت قيادة دونغا هي اللقاء الودي مع نظيره النرويجي في أوسلو يوم 16 أغسطس/ آب المقبل.
ولكن الهدف الأساسي لدونغا مع الفريق سيكون قيادته للفوز بكأس العالم 2010 في جنوب افريقيا ليكون اللقب السادس للفريق في تاريخ مشاركاته بكأس العالم.
ويمثل تعيين دونغا بداية لإعادة هيكلة المنتخب البرازيلي. وذكر الاتحاد البرازيلي للعبة أن تعيينه يمثل بداية للتعاون بين المدير الفني للمنتخب الوطني الأول ومدربي منتخبات الشباب والناشئين.
وواجه تيكسييرا في رحلة البحث عن مدرب جديد للمنتخب البرازيلي رفضا من مواطنه لويز فيليبي سكولاري الذي قاد الفريق من قبل إلى الفوز بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وقاد المنتخب البرتغالي إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم 2006 بألمانيا.
وخرج المنتخب البرازيلي بقيادة باريرا من دور الثمانية لكأس العالم 2006 بالهزيمة أمام نظيره الفرنسي صفر/1 بعد بداية مخيبة للآمال قدمها الفريق بقيادة نجومه الكبار مثل رونالدو ورونالدينهو وكاكا.
تحاول البرازيل تكرار التجربة الناجحة للمنتخب الألماني بتعيينها مديرا فنيا جديدا بلا خبرة في مجال التدريب وهو لاعب خط وسط المنتخب الفائز بكأس العالم العام 1994 كارلوس دونغا الذي كان لاعبا في نادي شتوتغارت الألماني. ويبدو أن ظاهرة يورغن كلينسمان الذي تولى تدريب المنتخب الألماني على الرغم من فقدانه الخبرة التدريبية وتحقيقه النجاح في كأس العالم الأخيرة بحصوله على المركز الثالث قد شجعت البرازيل على إلقاء نجمها القديم دونغا في المياه الباردة ليتولى مسئولية المنتخب العريق بعد الفشل المهين في البطولة السابقة وليخوض أول مواجهة له مع الفريق في السادس عشر من الشهر المقبل أمام منتخب النرويج في مباراة ودية بأوسلو.
وجاء إعلان اتحاد الكرة البرازيلي مفاجأة للجميع إذ توقع الخبراء تعيين أحد المدربين البرازيليين من العيار الثقيل مثل سكولاري خلفا لكارلوس ألبرتو بيريرا وأظهر استطلاع للرأي رفض 60 في المئة تعيين دونغا (42 عاما) في هذا المنصب الكبير.
وبينما أعرب الخبراء عن شكوكهم في قدرات دونغا كمدرب يأمل البعض أن يبرز دونغا مواهبه القيادية والقتالية لإعادة البريق إلى فريق السامبا.
وعن تعييبنه في المنصب صرح دونغا بأنه: «يجب أن يظهر المنتخب البرازيلي الإصرار نفسه الذي أظهرته في الملعب كلاعب خط وسط مدافع. عندما ترتدي قميص المنتخب يجب أن تكون لديك الرغبة الأكيدة في الفوز». وفسر رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسييرا التعاقد مع دونغا على رغم عدم وجود خبرة تدريبية لديه بقوله: «المشجعون يريدون مديرا فنيا ينفعل مع الحوادث وقد حققنا لهم هذه الرغبة».
وأضاف أن البرازيل ستبدأ من الآن الإعداد لبطولة كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا العام 2010 وبطولة العام 2014 التي تأمل البرازيل تنظيمها. ويعد دونغا من الشخصيات المثيرة للجدل في الكرة البرازيلية فقد نظر إليه البعض على أنه سبب فقدان البطولة العام 1990 وعادوا واحتفلوا به بعد الفوز ببطولة العام 1994 وشارك أيضا في بطولة 1998 التي حصلت فيها البرازيل على المركز الثاني واعتزل بعد 116 مباراة دولية وإحراز 11 هدفا. ويأمل دونغا أن يحقق نتائج أفضل من باولو روبرتو فالكاو الذي لم يكن يتمتع بأي خبرة تدريبية أيضا مع المنتخب واستمر مع الفريق لمدة موسم واحد فقط موسم 1991/1990.
ويحل دونغا محل كارلوس البرتو باريرا الذي لم يحقق المتوقع منه مع المنتخب البرازيلي. ووصلت البرازيل حاملة اللقب إلى كأس العالم وهي تأمل أن تعزز سيطرتها على كرة القدم العالمية بالفوز بلقب البطولة للمرة السادسة في تاريخها ولكنها خرجت من دور الثمانية بعد الهزيمة من فرنسا صفر/1. وأثر اعتماد باريرا على مجموعة من اللاعبين الكبار في السن على أداء الفريق خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية على أداء الفريق وتسبب في اختفاء الكثير من المواهب الواعدة.
وكان فاندرلي لوكسمبورغو من أقوى المرشحين لتولي تدريب المنتخب البرازيلي بعد باريرا إلا أن منحه المنصب كان سيكون مثيرا للجدلو خصوصا بعد اختلافه مع نجم المنتخب وبرشلونة الاسباني رونالدينهو خلال عامين تولى فيها لوكسمبورغو تدريب رونالدينهو في الفترة من العام 1998 إلى العام 2000 المرشح الثاني كان باولو اوتوري ولكن فرص توليه المنصب أفسدها فشله مع منتخب بيرو الذي تولى تدريبه لمدة عامين وتركه العام الماضي. ومن المتوقع أن يكون أحد أهم وأول قرارات دونغا اتخاذ قرار بخصوص ما إذا كان سيحتفظ رونالدو بمكانه في المنتخب في أعقاب عرضه المتواضع في كأس العالم
العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ