العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ

احتلال لبنان وصية دينية عند اليهود

معاذ المشاري muath.almishari [at] alwasatnews.com

باستثناء بعض أصحاب المصالح، فإن السواد الشريف الأعظم من العرب والمسلمين قد انفجر في قلوبهم الصفاء، واعتلى مواقفهم النقاء، وتألقت في أنفسهم العفة، وبرزوا صفاً واحداً وراء بيارق النصر وصقور الكرامة، من المقاومة اللبنانية متمثلة في مجاهدي حزب الله بزعامة أمينه العام السيدحسن نصر الله.

لم تبهرنا عمامته، ولا لحيته التي غزاها الشيب، ولا خطبه التي تهتز لها عروش الظالمين، ولكن صدقه مع نفسه، وذوبان الأديان والمذاهب في توجهاته، وأفعال ترجمت كلماته، وصدر عار يتحدى الحديد، وكرامة سجدت لها المهانة، وثقة احتقرت شك العرب، وسواء كان مسلماً أو مسيحياً أو درزياً، فان الصمود لا هوية له، والحرية قد تقتبس نورها من مئذنة مسجد أو أجراس كنيسة، ان كانت النوايا صادقة، والحب شامل لجميع شجيرات الأرز، كما هو حاصل حالياً في لبنان الجريح من شماله الى جنوبه.

نظراً للمقاومة الباسلة في جنوب لبنان، والتأييد الشعبي العربي والاسلامي لها، والتنديد العالمي بالممارسات الارهابية لقوات العدو، فإن ذلك قد ولد للبعض احساساً بالخوف والعجز والنقص والأفلاس وانعدام الصدقية، فما كان منهم غير تأييد العدوان على لبنان!

لقد جاء في التلمود وهو أحد مصادر التشريع لليهود، «إن الله أعطى عهداً لإسرائيل باحتلال أراضي الجبلين وجميع أنحاء لبنان وتقسيم هذه الأراضي على أبناء إسرائيل»، وتسعى الدولة الصهيونية الى بسط نفوذها وفرض سيادتها في الأراضي العربية المحاذية لفلسطين المحتلة من خلال استراتيجية بعيدة المدى، بينما بعض الأنظمة العربية لا توقف مسايرتها لأوامر الولايات المتحدة الأميركية بضرب المقاومة الاسلامية وتصفيتها في كل من فلسطين ولبنان، بل لا تتردد بعض الأنظمة عن مراسلة العدو الصهيوني سراً بهدف مواصلة العدوان على لبنان وتصفية المقاومة اللبنانية وتقطيع أوصالها، كما نشر ذلك في احدى الصحف العربية نقلاً عن صحيفة صهيونية، فماذا بعد هذا التأمرك والتصهين؟، وماذا بعد ارتداء ذل السياسة والتسلق على اضلاع الشهداء؟، وغرس رايات الهزيمة في صدور أوطان العرب!

إن الذين يطالبون الناس بدعم العدوان نقول لهم، إن الشعوب العربية والاسلامية سنة وشيعة من أحرار وغيارى في هذا العالم تقف جماعة واحدة مع الحق في جنوب لبنان، وتؤيد المقاومة اللبنانية وتدعو لها وتبذل ما تستطيع لمساعدتها سياسياً واعلامياً ومادياً، ومن شذ عن ذلك فقد شذ في نار الحقد والحسد السياسي، فاما أن نعود الى رشدنا ونحدث الناس بالواقع، أو نستمر في صمتنا نوماً وانبطاحاً، أو ننتظر يوماً يقوم فيه حاخام يهودي يدعو للعرب على الدولة الصهيونية كلما تساقطات الصواريخ على تل أبيب

إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"

العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً